كتيبة جنين.. نشأت للدفاع عن أسرى هاربين وأصبحت درع مخيم جنين
كتيبة جنين كتيبة عسكرية تتبع لسرايا القدس، الجناح العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، وظهرت للوجود في 2021 في أعقاب استشهاد مؤسسها جميل العموري يوم 10 يونيو/حزيران، وحينها نشطت للدفاع عن مدينة جنين ضد أي اقتحام لقوات الاحتلال، ثم انتشرت نشاطاتها وشملت مدنا أخرى.
النشأة والتأسيس
ظهر اسم "كتيبة جنين" لأول مرة في سبتمبر/أيلول 2021، وذلك في مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، في أعقاب أحداث نفق الحرية، وذلك للدفاع عن الأسرى الستة الذين استطاعوا انتزاع حريتهم من سجن جلبوع الإسرائيلي، وذلك من خلال إرباك حواجز التفتيش التي أنشأها جيش الاحتلال لإعادة أسر المحررين، وكذلك محاولة تأمين أماكن لإيواء هؤلاء الأسرى في مخيم جنين.
وصاغت "كتيبة جنين" اسمها من المسمى ذاته الذي أطلقه الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، على الأسرى الذين حرروا أنفسهم من سجن "جلبوع".
أما الوجود الفعلي لكتيبة جنين فقد تشكل في أعقاب استشهاد جميل العموري، ابن مخيم جنين، في 10 يونيو/حزيران 2021، الذي يعدّ المؤسس الأول لهذه الكتيبة، وكانت حاضرة خلال أي اقتحام لقوات الاحتلال للمدينة، من خلال الاشتباك معه والعمل على صده وحماية المخيم.
ونشطت الكتيبة بعد ذلك خلال معركة "سيف القدس" التي شنها جيش الاحتلال على غزة في مايو/أيار 2021، وأنشأت غرفة عمليات مشتركة مع الفصائل الفلسطينية المسلحة في مخيم جنين، وذلك من أجل التصدي لأي اقتحام محتمل للمخيم.
ويبلغ عدد أفراد الكتيبة، حسب تقديرات جيش الاحتلال، حوالي 300 عنصر، ولديهم 5 آلاف قطعة سلاح، وقد اغتالت قوات الاحتلال كثيرا من قادتها من أجل إضعاف بنيتها.
الفكر و"الأيديولوجيا"
تتبع كتيبة جنين عسكريا وفكريا لسرايا القدس، الجناح العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. وتقوم الفلسفة العملية الأساسية لحركة الجهاد الإسلامي على إدامة العمل، والمشاغلة المستمرة لقوات الاحتلال من خلال حركتها الدائمة، في مسار سعي فلسطيني لكسر معادلات القوة التي تتيح للاحتلال فرض شروطه على الواقع الفلسطيني.
الأعلام والرموز
يعدّ الشهيد جميل العموري الذي اغتالته إسرائيل في 10 يونيو/حزيران 2021، المؤسس والعقل المدبر لكتيبة جنين، التي ارتبطت باسمه ارتباطا وثيقا، وهو صاحب لقب "مجدد الاشتباك"، وصاحب مقولة "لا تطلقوا رصاصكم في الهواء".
ومن الأسماء البارزة في كتيبة جنين الشهيد نعيم جمال الزبيدي، الذي استشهد وعمره 27 عاما، والشهيد محمد أيمن السعدي الذي ارتقى بعمر 26 عاما، وقد استشهدا بعد إصابتهما برصاص جيش الاحتلال، خلال اقتحامه مخيم جنين في الأول من ديسمبر/كانون الثاني 2022.
وهناك 5 من عناصر الكتيبة استشهدوا برصاص الاحتلال أثناء اقتحام مخيم جنين في 5 يوليو/تموز 2023؛ وهم: أحمد محمد العامر (21 عاما)، وسميح فراس أبو الوفا (20 عاما)، ومجدي يونس عرعراوي (17 عاما)، وأوس هاني حنون (19 عاما)، وعلي هاني الغول (17 عاما).
وهنالك عدد من كوادر الكتيبة، معتقلون في سجون السلطة الفلسطينية؛ منهم: مراد ملايشة، ومحمد براهمة، وعيد حمامرة، ومحمد سليم علاونة، ومحمد فايز ملايشة، ومؤمن فشافشة، وعماد محمد خليلية، وخالد عرعراوي، وجميعهم من بلدة جبع في جنين، باستثناء محمد براهمة فهو من قرية "عنزا"، وجميل جعار من طولكرم، وسلامة عبد الجواد من نابلس.
إضافة إلى العشرات من عناصر الكتيبة، الذين ارتقوا شهداء أو اعتقلتهم سلطات الاحتلال الصهيوني، أو أوكلت ذلك إلى الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية.
أبرز المحطات
جاء ميلاد "كتيبة جنين" متأثرا بأحداث معركة سيف القدس في غزة 2021، ردا على العدوان على المسجد الأقصى، ونتيجة مباشرة لعملية "نفق الحرية" في سجن جلبوع الصهيوني.
وحفّز هذا الميلاد ظهور مجموعات مسلحة عدّة في مخيم جنين من فصائل مختلفة، لتمتد هذه الظاهرة في مدن ومخيمات الضفة الغربية، وتعلن عن ولادة مجموعات متعددة؛ مثل: كتائب طوباس ونابلس وطولكرم وظهور مجموعة "عرين الأسود" في نابلس، التي تضم مقاتلين من خلفيات فصائلية فلسطينية متعددة.
ودعمت الكتيبة فصائل المقاومة الأخرى، فعندما تعرضت مجموعة "عرين الأسود" في نابلس لخطر وجودي ضخَّ قادة "كتيبة جنين" ما توفر لهم من إمكانات لمنع انهيار رفاقهم في الدم والسلاح.
وروت مصادر أن الشهيد فاروق سلامة، القيادي في الكتيبة، الذي اغتالته قوات الاحتلال الخاصة قبل أيام من حفل زفافه، فتح خطوطا مباشرة مع قادة العرين لإمدادهم بالدعم اللوجستي والبشري.
ولم يعُد نشاط الكتيبة مقتصرا على مخيم جنين، فقد توسعت رقعة الاشتباك لتشمل بعض مناطق ريف جنين، وأصدرت الكتيبة بلاغات عسكرية عدة عن عمليات إطلاق نار نفذتها مجموعات تابعة لها في بلدتي جبع وقباطية. ثم امتدت المساحة الجغرافية إلى واد برقين، والسيلة الحارثية ورمانة ويعبد وكفر دان وغيرها من بلدات المحافظة.
وامتدت نشاطات الكتيبة إلى عمليات نوعية في المستوطنات وداخل الخط الأخضر؛ مثل عملية الشهيد رعد خازم في قلب "تل أبيب" في أبريل/نيسان 2022، بالإضافة إلى عمليات إطلاق النار التي استهدفت المستوطنات في محيط جنين.
كما أعلنت عن تشكيل مجموعات "الشهيد بهاء أبو عطا"، وكانت بداية نشاطها في استهداف مستوطنة "حرميش"، قرب طولكرم في ديسمبر/كانون الأول 2022.
وفي معركة "بأس جنين" في يوليو/تموز 2023، تصدت لقوات الاحتلال التي اقتحمت المخيم، وكبدتها خسائر فادحة، حسب بيان أصدرته الكتيبة.