"إكسبو".. معارض غيّرت حياة البشر
منذ منتصف القرن الـ19 عُقدت أول نسخة لمعرض إكسبو الدولي في العاصمة البريطانية لندن، وذلك لتوفير منصة لاستعراض أهم الابتكارات التي رسمت ملامح العالم الذي نعرفه اليوم.
وكان الهدف من هذا المعرض هو عرض ما تتمخض عنه الثورة الصناعية في ذلك الوقت، وهي فعالية كانت تقام حينها كلما سنحت الفرصة لذلك.
ومع مرور الوقت باتت معارض "إكسبو" إحدى أهم الفعاليات العالمية، وتتسابق إلى استضافتها الدول وتقدم أفضل ما لديها من أجل الفوز بذلك.
نشأة "إكسبو"
أقيم أول معرض "إكسبو" دولي في قصر الكريستال في لندن عام 1851، وذلك لاستعراض ابتكارات الثورة الصناعية، وقصر الكريستال المصنوع من الحديد المصبوب وألواح الزجاج، وأقيم أول مرة في حديقة "هايد بارك" في لندن لإيواء المعرض العالمي، الذي تجمع فيه أكثر من 14 ألف عارض من جميع أنحاء العالم في مساحة تبلغ 990 ألف قدم مربع.
ومع النجاح الذي حققه معرض "إكسبو" في لندن جرت في باريس عام 1855 فعاليات النسخة الثانية، وخصصت لمنتجات الزراعة والصناعة والفنون الجميلة، وشهد أول عرض لماكينة خياطة في التاريخ، وتوالت بعد ذلك النسخ المتتالية من المعرض وازدادت أهميتها.
فكرة "إكسبو"
تقوم فكرة معارض "إكسبو" على جمع الشركات حول العالم لعرض مقتنياتها الجديدة في المجالات المختلفة، ما يؤدي إلى انتشار تلك التقنيات الجديدة، عبر توقيع الشركات عقودا لبيع تقنياتها الجديدة، ومن ثم انتشارها في العالم أجمع، فـ"إكسبو" هو المنصة الأهم عالميا للكشف عن كل ما هو جديد.
نسخ "إكسبو"
منذ أن عرف العالم معرض "إكسبو" توالت نسخ المعرض بدون توقف، باستثناء إلغاء نسخة للمعرض خلال الحرب العالمية الثانية.
فقد عقدت في عام 1939 نسخة للمعرض في نيويورك، وتوقف لمدة 10 سنوات، ثم كانت نسخة "بورتو برينس" في هاييتي عام 1949 إيذانا بعودة الحياة إلى "إكسبو" من جديد.
أنواع "إكسبو"
يعد "إكسبو التجاري" الذي عقدت نسخته الأخيرة في دبي هو الأشهر بين أنواع المعرض المختلفة، التي تضم أيضا "إكسبو للبستنة" الذي تستضيفه قطر حاليا، والذي يهتم بالتقنيات في المجال الزراعي وبالبيئة، وأساليب الزراعة التي تمكّن من استصلاح الصحراء، ثم "إكسبو المدن الذكية"، وهو منصة عالمية مخصصة لمناقشة ومعالجة وحل التحديات التي تواجه مدن المستقبل.
اختراعات "إكسبو"
وعبر التاريخ كُشف عن العديد من الاختراعات الحديثة التي ساهمت في تطوير حياة البشر خلال معارض "إكسبو"، ففي نسخة باريس عام 1855 كشف عن غسالات الملابس، وفي لندن عام 1862 كُشفت أول الحواسيب الميكانيكية، وفي "إكسبو فيلادلفيا" عام 1876 عرض ألكسندر غراهام بيل أولَ هاتف في العالم، وفي "إكسبو باريس" 1889 كُشف عن جهاز الغراموفون.
كما كشف في "إكسبو نيويورك" عام 1939 عن جهاز التلفزيون وفي "إكسبو سياتل" عام 1962 ظهر أول جهاز حاسوب لشركة "آي بي إم"، وفي "إكسبو اليابان" عام 1970 كشف عن الهواتف المتحركة، ليظهر من ذلك أن معرض "إكسبو" كان بوابة العالم للتطور وغير حياة البشر بفضل الاختراعات التي قدمها.