قرية بيرغي في جبال "بوزداغ" التركية إحدى أجمل القرى السياحية في العالم

قرية بيرغي التركية إحدى أهم القرى السياحية حسب تصنيف من الأمم المتحدة (شترستوك)

تعد قرية بيرغي التابعة لمحافظة إزمير التركية إحدى الوجهات السياحية الصاعدة في البلاد، لا سيما بعدما أدرجتها منظمة السياحة العالمية ضمن قائمة أفضل الوجهات السياحية لعام 2022، نظرا لتاريخها العريق وتنوع الحضارات التي تعاقبت عليها، وتحولها بفضل طرازها المعماري العثماني الذي لا تزال تحتفظ به من 7 قرون إلى قبلة لصناع الأفلام والمسلسلات.

الموقع

تقع قرية بيرغي في قضاء أودميش بولاية إزمير (غربي تركيا)، وتبعد مسافة 110 كيلومترات عن مدينة إزمير.

تتربع القرية على جبال "بوزداغ" التي يبلغ ارتفاعها ألفي متر، في موقع منحها حصنا طبيعيا على مدار تاريخها ضد التهديدات العسكرية، وتتمتع بتربة زراعية خصبة ومصادر مياه غنية، وتحيط بها أشجار الدلب والجوز العتيقة.

وتتميز بيرغي ببيوتها الأثرية العالية المبنية من الحجارة، وسطوحها المغطاة بأحجار القرميد الحمراء، وأبوابها ونوافذها الخشبية، وتحتفظ القرية بطرازها العمراني العثماني منذ نحو 750 عاما.

السكان

يعيش في هذه القرية الصغيرة نحو 1900 شخص حسب إحصاءات عام 2021، وهو رقم تناقص باطراد منذ عام 2013 عندما كان عدد السكان نحو 2200.

التاريخ

يسكن البشر قرية بيرغي منذ 3 آلاف عام تقريبا، وتعاقبت على حكمها العديد من الحضارات، مثل "فيرجيا"، و"ليديا" والفرس والروم والبيزنطيين والأتراك.

وتذكر بعض المصادر أن اسمها الحالي يأتي من تحريف الكلمة الإغريقية المستخدمة في العصور الوسطى "بيرغيون" (Πυργίον)، التي تعني "البرج الصغير".

وعرفت المدينة أولا باسم "ديوس هيرون" (Διός Ἱερόν) أو "حرم زيوس" في العصور القديمة، ولكنها عرفت باسم "بيرغيون" منذ القرن 12.

وخلال العصر الروماني اعتمدت مقرا أسقفيا منذ عام 451، وبوصفها أسقفا مساعدا لمدينة "أفسس" القريبة، وظلت كذلك حتى نهاية القرن 12، عندما أصبحت حاضرة مطرانية منفصلة.

وفي عام 1308، وبعد سقوط الدولة السلجوقية، نشأت فيها إمارة تركية على يد محمد بيك زعيم التركمان في المنطقة، وعرفت إبان ذلك باسم "إمارة بني آيدن" (Aydınoğlu)، واتخذت الإمارة قرية بيرغي عاصمة لها.

وامتد حكم الإمارة إلى ما يزيد على 100 عام، حتى دخلت عام 1426 تحت حكم الدولة العثمانية، لتصبح من أهم المراكز العلمية والدينية والثقافية في العهد العثماني.

وفي عام 1600 أصبحت بيرغي مدينة جذب للمهاجرين، وأصبح عدد سكانها نحو 5900 نسمة عام 1831، وأُتبعت عام 1867 بمنطقة أودميش، وتأسست فيها أول بلدية في تركيا عام 1889.

قرية بيرغي السياحية تتبع ولاية إزمير وتقع على جبال "بوزداغ" (شترستوك)

الاقتصاد

يعتمد سكان القرية الصغيرة على بيع المنتجات الزراعية وتربية الحيوانات بالدرجة الأولى، ويعد الزيتون والتين والبطاطس والكستناء والجوز أبرز منتجات بيرغي الزراعية، كما تشتهر بإنتاج الحرير، وتعد مركز إنتاجه في قضاء أودميش.

وتشير التقديرات إلى أن النول اليدوي في ورش النسيج بدأ الإنتاج منذ عام 1500، ولا يزال محل دميرلي الأقدم في القرية يعمل معرضا لبيع المنتجات الحريرية.

ومن مصادر الدخل لسكان بيرغي السياحة، إلا أن القسم الأكبر من الزوار يأتون من داخل البلاد، لا سيما في عطلة نهاية الأسبوع، إذ يفضل بعض المواطنين قضاء العطلة فيها بحثا عن الهدوء بعيدا عن ضجيج المدن.

ويعول أهل القرية على تطوير بنيتها التحتية السياحية واستثمار موقعها ومكانتها التاريخية والثقافية لاستقطاب السياح الأجانب.

وبعدما دخلت القرية لائحة التراث العالمي المؤقتة لليونسكو عام 2012، أدرجتها منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة ضمن قائمة أفضل القرى السياحية حول العالم لعام 2022.

وفي السنوات الأخيرة، تحولت بيرغي بفضل طرازها المعماري العتيق إلى قبلة لصناع الأفلام والمسلسلات داخل تركيا، بوصفها مواقع طبيعية جاهزة للتصوير، وكانت حتى 2022 موقعا لتصوير ما لا يقل عن 7 أعمال فنية تركية.

معالم

تضم القرية العديد من القصور الأثرية المبنية على الطراز العثماني التقليدي، كقصري "تشاكر آغا" و"صاندق أوغلو".

وتضم أيضا قصر "كريم آغا"، الذي يواجه خطر الانهيار، ويعود بناء أغلب هذه القصور إلى القرنين 18 و19 الميلاديين.

ويعد ميدان "آيدن أوغلو" أحد أبرز معالم القرية السياحية، ويضم عددا من المواقع ذات القيمة التاريخية والثقافية، منها مقهى القرية التاريخي والحمام العثماني ومدرسة الإمام "بيرجيفي" ومسجد "محمد بيك آيدن آوغلو" ومقبرة "آيدن أوغلو" وضريح "السلطان شاه".

وتضم القرية أيضا مدرسة القلعة التي تلقى فيها السلطان محمد الفاتح تعليمه، وجامع "أولو"، وهو أول جامع بناه "محمد بيك" عام 1312، ويُعد من أبرز الجوامع المبنية على الطراز العثماني القديم.

وعلى بعد 20 كيلومترا تقع بحيرة "غولجوك" الساحرة، التي تستقبل السياح في الصيف، وتتجمد في الشتاء.

قرية بيرغي تعول على تطوير السياحة لدعم اقتصادها (شترستوك)

شخصيات

يعد غازي أومو، ابن مؤسس إمارة "آيدن أوغلو محمد بيك" -الذي تسلم الحكم بعد وفاة أبيه- أول تركي يؤسس أسطولا بحريا في إزمير واستخدمه في إخراج البيزنطيين من هذه المدينة.

كما أنجبت قرية بيرغي جلال الدين هزر الأيديني، وهو أحد أوائل الأطباء المسلمين في الأناضول، والإمام "بيرجيفي" أحد العلماء المسلمين.

المصدر : مواقع إلكترونية