عبد الله باتيلي.. أول أفريقي يعيَّن مبعوثا أمميا في ليبيا
عبد الله باتيلي، سياسي سنغالي له مؤلفات في السياسة والتاريخ، ترشح للرئاسة في السنغال عامي 1993 و2007، وفي الثاني من سبتمبر/أيلول 2022 عينه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ممثلا خاصا له في ليبيا.
باتيلي خلف السلوفاكي يان كوبيش في المنصب الذي تنحى عنه الأخير أواخر 2021، حين تعثرت الدبلوماسية في حل الصراع الممتد في ليبيا وأخفقت في إجراء الانتخابات العامة التي كانت مقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021، قبل أن تؤجل لأجل غير مسمى.
المولد والنشأة
وُلد "عبد الله باتيلي" (Abdoulaye Bathily) في موطنه بالسنغال عام 1947.
الدراسة والتكوين العلمي
أنهى تعليمه الثانوي في بلاده قبل أن يسافر إلى المملكة المتحدة ليحصل على درجة الدكتوراه في فلسفة التاريخ من جامعة برمنغهام، ثم عاد إلى السنغال ليحصل على دكتوراه أخرى من جامعة الشيخ أنتا ديوب.
يتقن باتيلي اللغات الإنجليزية والفرنسية بجانب لغة السوننكية؛ وهي لغة إمبراطورية غانا في القرون الوسطى ويتحدث بها حاليا بعض سكان مالي وجنوب موريتانيا وغامبيا وشرق السنغال، كما يجيد باتيلي لغة الولوفية؛ وهي لغة أغلبية سكان السنغال وإحدى الأقليات في موريتانيا.
التجربة السياسية
دخل باتيلي الحياة السياسية في السنغال عن طريق انضمامه إلى حزب "الرابطة الديمقراطية" حيث تولى منصب السكرتير الثالث للحزب المسؤول عن الصحافة والعلاقات الخارجية.
وفي الانتخابات الرئاسية التي أجريت في فبراير/شباط 1993، كان باتيلي مرشحا عن الحزب الديمقراطي السنغالي، حيث احتل المركز الرابع بنسبة 2.41% من الأصوات. وفي العام نفسه، انتخب لعضوية الجمعية الوطنية (البرلمان) وأعيد انتخابه عام 1998.
أيد باتيلي مرشح المعارضة عبد الله واد في الانتخابات الرئاسية عام 2000، وبعد فوز واد عُين باتيلي وزيرا للطاقة والهيدروليكا في أبريل/نيسان 2000، وبقي في هذا المنصب حتى مايو/أيار 2001.
شغل منصب نائب رئيس الجمعية الوطنية من 2001 إلى 2006، كما انتخب عضوا في المجموعة الاقتصادية لبرلمان دول غرب أفريقيا (2002-2006).
خاض باتيلي الانتخابات الرئاسية مرة أخرى في فبراير/شباط 2007، واحتل المركز السادس بنسبة 2.21% من الأصوات.
وفي أواخر يناير/كانون الثاني 2007، احتجزته الشرطة لفترة وجيزة مع قادة معارضة آخرين بعد مشاركته في حركة احتجاج رفضا لتأجيل الانتخابات البرلمانية حتى يونيو/حزيران من نفس العام.
وفي الانتخابات الرئاسية 2012، دعم باتيلي مرشح المعارضة ماكي سال الذي فاز وعَين باتيلي وزيرا للدولة في رئاسة الجمهورية كمسؤول عن الشؤون الأفريقية.
الوظائف والمسؤوليات
يملك باتيلي خبرة تزيد على 40 عاما شغل خلالها مناصب ضمن حكومة السنغال والمؤسسات الأكاديمية والمنظمات الإقليمية ومنظومة الأمم المتحدة.
ويعد باتيلي أول أفريقي يشغل منصب المبعوث الأممي في ليبيا والثامن منذ تفجر الأوضاع بعد ثورة 17 فبراير/شباط 2011 التي أطاحت بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي بعد تدخل واسع من حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وعُين وزيرا للبيئة وحماية الطبيعة (1993-1998) في عهد الرئيس عبده ضيوف ثم وزيرا للطاقة والهيدروليكا (2000-2001).
في الثامن من يوليو/تموز 2013، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تعيين باتيلي نائبا لممثله الخاص في بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما).
وفي 30 أبريل/نيسان 2014، أعلن بان كي مون تعيين باتيلي ممثلا خاصا له في وسط أفريقيا ورئيسا لـ"مكتب الأمم المتحدة الإقليمي لأفريقيا الوسطى" (UNOCA) في الغابون.
عام 2018، عُين مستشارا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة بشأن مدغشقر، وفي 2019 عمل خبيرا مستقلا للمراجعة الإستراتيجية لمكتب الأمم المتحدة لغرب أفريقيا.
وعام 2021 أصبح باتيلي الخبير الأممي المستقل للمراجعة الإستراتيجية لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا "أونسميل"، قبل أن يتولى رسميا رئاسة البعثة الأممية في ليبيا في الثاني من سبتمبر/أيلول 2022.
الإنجازات
في مايو/أيار 2015، ترأس باتيلي منتدى بانغي الوطني، وهو مؤتمر للمصالحة الوطنية نظمته الحكومة الانتقالية لجمهورية أفريقيا الوسطى، كان الغرض منه الجمع بين مواطني أفريقيا الوسطى من جميع المناطق والخلفيات لإيجاد حلول دائمة لسنوات من عدم الاستقرار السياسي المتكرر في البلاد.
درّس باتيلي التاريخ لأكثر من 30 عاما في جامعة "الشيخ أنتا ديوب" في السنغال، كما حاضر في العديد من الجامعات حول العالم.