ماركوس الابن رئيسا للفلبين.. قصة عائلة تعود للحكم بعد 36 عاما
أدى فرديناند ماركوس الابن اليمين الدستورية رئيسا للفلبين، الخميس 30 يونيو/حزيران 2022، ليصبح الرئيس الـ 17 للبلاد خلفا للرئيس المثير للجدل رودريغو دوتيرتي الذي سبق وأدت ابنته سارة اليمين الدستورية نائبة للرئيس الجديد قبل أسبوعين.
ماركوس جونيور الملقب بـ"بونغ بونغ"، الابن الوحيد للدكتاتور الفلبيني السابق فرديناند ماركوس، سبق وأن حقق فوزاً ساحقا في الانتخابات الرئاسية التي جرت 9 مايو/أيار الماضي، وهزم 9 معارضين آخرين بفارق كبير، وحصل على 31 مليون صوت، مقابل 14 مليونا لأقرب منافسيه ليني روبريدو نائب الرئيس دوتيرتي المنتهية ولايته.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsهذه قصة الفساد عبر التاريخ
ردا على المستكشف "الغبي".. الرئيس يريد تغيير اسم الدولة
الفلبين.. ماركوس الابن يعيد أمجاد أسرته بفوزه بمنصب الرئيس ويدعو للحكم عليه بناء على أفعاله
و"بونغ بونغ" هو أول مرشح للرئاسة يفوز بأغلبية مطلقة منذ الإطاحة بوالده عام 1986.
حياة البذخ
ـ عاشت أسرة ماركوس حياة البذخ حيث سحبت المليارات من الدولارات من ثروة البلاد في فترة حكمه المدعوم من الولايات المتحدة الأميركية.
ـ أما زوجته إيميلدا ماركوس، التي بلغت من التجاوزات خلال فترة حكم زوجها أن أصبحت مشهورة بالبذخ بذاتها وابتكر عنها مصطلح "إميلدية".
ـ رفعت ضدها العديد من الاتهامات بالكسب غير المشروع، وبعضها لا يزال قيد المحاكمة، وقد رفضت المحكمة معظمها بسبب الافتقار إلى الأدلة.
ـ لا تزال إيميلدا نشطة في السياسة الفلبينية إلى جانب مع اثنين من أطفالها الأربعة، إيمي ماركوس وفرديناند "بونغ بونغ" ماركوس الابن.
ـ تزعم إيميلدا ماركوس أن ثروة فرديناند جاءت من كنز الذهب الذي اكتسبه قبل أن يصبح رئيسا.
ـ عام 1965: انتخب ماركوس رئيسا وارتفع الدَّين الوطني الفلبيني المستغل لتمويل مشاريع التنمية من ملياري دولار في بداية فترة ولايته إلى 26 مليارًا بحلول نهاية عام 1985.
ـ بين عامي 1972 و1981: عانى الآلاف من معارضي فرديناند ماركوس الأب من الاضطهاد خلال فترة الأحكام العرفية وصار اسم الأسرة مرادفا للنهب والحياة الباذخة مع اختفاء مليارات الدولارات من الثروة القومية.
عائلة في المنفى
ـ عام 1986: أدى الغضب العام تجاه نظام ماركوس إلى الإطاحة بفرديناند ماركوس وعائلته وإجبارهم على مغادرة الفلبين (110 ملايين نسمة).
ـ فرّ ماركوس الابن إلى المنفى في هاواي بالولايات المتحدة مع أسرته خلال انتفاضة "سلطة الشعب" التي أنهت حكم والده القمعي والفاسد الذي استمر نحو 20 عاما.
ـ عام 1989: توفي فرديناند ماركوس في هاواي وظلت جثته المحنطة محفوظة في سرداب بالمنزل العائلي بمحافظة إيلوكوس نورتي شمالي الفلبين، قبل نقله إلى مدفن الأبطال في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2016.
ـ عام 1992: بعد 5 سنوات فقط من وجودهم في المنفى وبعد وفاة ماركوس بـ3 سنوات، سمح للأسرة بالعودة للفلبين ومنذ ذلك الحين أصبحت قوة مؤثرة في السياسة، واحتفظت بنفوذها وثروة هائلة وعلاقات واسعة النطاق.
ـ عام 1993: بعد عام واحد فقط من عودتهم نافست إيميلدا زوجة ماركوس على رئاسة البلاد.
ـ عام 2004: صنفت منظمة الشفافية الدولية ماركوس ثاني أكثر الرؤساء فسادا على الإطلاق حيث تُوجه إليه تهمة اختلاس 10 مليارات دولار من الدولة.
ـ 10 سبتمبر/أيلول 2017: وصف الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي الرئيس الأسبق فرديناند ماركوس بأنه "بطل"، معتبرا أن كل الانتقادات الموجهة إليه ليست سوى "هراء".
ـ قبل نحو عقد من الزمن على الأقل، بدأت حملة على وسائل التواصل الاجتماعي لإعادة تسمية حقبة ماركوس القديمة -ليس باعتبارها فترة أحكام عرفية تتسم بانتهاكات فادحة لحقوق الإنسان وبالفساد وبما يقارب الانهيار الاقتصادي- ولكن كعصر ذهبي من الازدهار الخالي من الجريمة.
ـ أقنعت هذه الفيديوهات ملايين الفلبينيين أن تشويه سمعة آل ماركوس بعد سقوطهم كان غير عادل، وأن قصص الجشع التي لا مثيل لها كانت غير صحيحة.
ـ لم تعتذر عائلة ماركوس أبدا عن تلك الانتهاكات، ولم تعد الكثير من الكنوز التي اتهمت بسرقتها من الخزانة الوطنية.
ـ 11 مايو/أيار 2022، أعلن ماركوس "جونيور"، فوزه في الانتخابات الرئاسية، بعد حصوله على أكثر من 56% من الأصوات، أي أكثر من ضعف النسبة التي حصدتها منافسته الرئيسية ليني روبريدو نائبة الرئيس الحالي.
ـ بعد ساعات على إعلانه الفوز توجه ماركوس الابن إلى قبر والده في المقبرة الوطنية للأبطال في مانيلا.
ـ فازت سارة دوتيرتي كاربيو -وهي ابنة الرئيس المنتهية ولايته رودريغو دوتيرتي- بمنصب نائب الرئيس، حيث كانت قد عقدت تحالفا مع ماركوس الابن قبل الانتخابات.
بونغ بونغ
ـ شغل ماركوس الابن منصب حاكم إقليم وعضو في الكونغرس وعضو في مجلس الشيوخ، كما أن شقيقته إيمي عضو في مجلس الشيوخ حاليا، وشغلت والدته إيميلدا عضوية مجلس النواب لـ4 فترات.
ـ يمارس بونغ بونغ عمله بشكل شبه مستمر منذ بلوغه الـ23 عاما، فيما عدا الفترة التي قضاها في الخارج. وكان يعد نفسه طوال حياته للفوز بالرئاسة.
ـ نفت أسرة ماركوس ارتكاب أي خطأ، ويقول كثير من مؤيديها -وهم مدونون وأصحاب نفوذ في مواقع التواصل الاجتماعي- إن الروايات التاريخية مشوهة.
ـ استفادت الأسرة بشكل كبير من تحالفها مع عائلة قوية أخرى هي عائلة رودريغو دوتيرتي الرئيس الفلبيني المنتهية ولايته.
ـ جمع هذا التحالف إقطاعية ماركوس في مقاطعتي إيلوكوس نورتي وليتي في الشمال والوسط، جنبا إلى جنب مع معقل دوتيرتي في مينداناو في الجنوب.
ـ نجح بونغ بونغ في تصوير نفسه على أنه مرشح التغيير، الواعد بالسعادة ووحدة البلاد التي سئمت الاستقطاب السياسي والصعوبات الوبائية لسنوات، وتتعطش لوضع أفضل.
ـ تجنب بونغ بونغ الطعن في سجل عائلته من خلال الابتعاد عن جميع المناظرات الرئاسية ورفض المقابلات الإعلامية، وتمكن من الحفاظ على إيهام الناس باتساق مواقفه، على الرغم من معارضة الملايين لرئاسته.
ـ لم يتحدث بونغ بونغ كثيرا عن تفاصيل برنامجه السياسي أثناء حملته الانتخابية، التي تتكون على أي حال من قائمة من الوعود غير البراقة. وهو يتسم إلى حد كبير بمواصلة سياسات الرئيس دوتيرتي.
"الثروة غير المشروعة"
ـ أحد الشواغل الواضحة هو ما يحدث لجهود استرداد الأموال التي يُدعى أن آل ماركوس سرقوها عندما كانوا في السلطة آخر مرة.
ـ استعادت اللجنة الرئاسية، التي تشكلت بعد انتفاضة 1986، حوالي ثلث ما يعرف بـ"الثروة غير المشروعة" التي تبلغ ما بين 10 و15 مليار دولار، ومن ذلك المجوهرات واللوحات القيمة وأحذية إيميلدا الشهيرة، ولكن اللجنة لا تزال تلاحق بقية الثروة.
ـ اقترح بونغ بونغ توسيع نطاق اختصاص اللجنة ليشمل العائلات الأخرى، ولكن نظرا للتقدم المحدود في محاسبة عائلة ماركوس أثناء خروجهم من السلطة، فمن الصعب تخيل حدوث تقدم كبير الآن.
ـ هناك أيضا مسألة الضرائب غير المسددة على ملكية ماركوس، وقد أُدين بونغ بونغ بعدم تقديم إقرار ضريبي في عام 1995.
ـ هناك حكم صدر بحق بونغ بونغ في الولايات المتحدة، لعدم دفعه تعويضات لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها والده، وهو ما سيجعل أي زيارة رسمية له للولايات المتحدة، حليفة الفلبين، صعبة.
ـ الرئيس دوتيرتي لم يؤيد ماركوس رسميا، كما أن علاقته بابنته ليست دائما سلسة.
ـ وعد بونغ بونغ بمواصلة حملة الرئيس دوتيرتي المثيرة للجدل لمكافحة المخدرات، لكنه أشار إلى أنه سيدعم أساليب أقل عنفا.
ـ يبدو أن سارة دوتيرتي، ابنة الرئيس، شبه متأكدة من فوزها بمنصب نائب الرئيس، الذي ينتخب بشكل منفصل عن الرئيس.
ـ على الرغم من تحالفهما رسميا (بونغ بونغ وسارة دوتيرتي) في الحملة الانتخابية، فإنهما سيحتاجان إلى الاتفاق على كيفية تقسيم المناصب.
ـ رغم أن منصب نائب الرئيس ليس له ثقل من حيث القوة مقارنة بسلطة الرئيس، فإنه ربما يكون بداية لأن تصبح سارة مرشحة محتملة للرئاسة عام 2028.