كل الأنظار تتجه إليها بعد "المجزرة".. تعرف على مدينة بوتشا الأوكرانية

SENSITIVE MATERIAL. THIS IMAGE MAY OFFEND OR DISTURB Ukrainian servicemen carry a dead body found in a basement, as Russia's invasion of Ukraine continues, in the town of Bucha, outside Kyiv, Ukraine, April 4, 2022. REUTERS/Marko Djurica
جنود أوكرانيون يحملون جثة عثر عليها بقبو في بوتشا خارج كييف (رويترز)

لغات العالم كله تذكر اسم "بوتشا"، وكل الأنظار تتجه إلى هذه المدينة الصغيرة قرب العاصمة كييف، بعد أن كشفت السلطات الأوكرانية عن "مجزرة" بحق السكان فيها، واتهمت القوات الروسية بالوقوف خلفها، قبل أن تنسحب منها.

مئات الجثث في المباني والشوارع، وحديث عن مجازر بحق مدنيين مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين، عليهم آثار طلقات مباشرة في الرأس، ومقابر جماعية دفن فيها العشرات منهم، إضافة إلى اتهامات باغتصاب نساء، وقتل أطفال.

كييف تصف ما حدث في المدينة بجريمة إبادة جماعية، وتقارنها بجرائم "سربرنيتسا" البوسنية والمدن السورية؛ متعهدة بمحاسبة من يقفون خلفها في جيش روسيا وقيادتها.

فما أهمية بوتشا؟ ولماذا شهدت أعنف عمليات القصف والمعارك على مدى أيام الحرب، وصولا إلى هذه "المجزرة"؟

تعرف على بوتشا

ـ تتبع مدينة بوتشا إداريا منطقة كييف، وتبعد نحو 37 كيلومترا عن قلب العاصمة، إلى الشمال الغربي منها، على مساحة تبلغ نحو 27 كيلومترا مربعا، يسكنها نحو 37 ألف نسمة.

ـ عام 1898: تأسست بوتشا واشتهرت في أواسط القرن الماضي كبلدة صناعية، تضم محطة لقطارات الشحن والركاب، ومصانع رئيسية للأخشاب والزجاج، إضافة إلى مسرح يتسع لـ500 شخص.

ـ عام 2006: تحوّلت بوتشا إداريا من بلدة إلى مدينة، بحكم اتساعها الحديث المتوالي، وشهدت نشاطا عمرانيا وتجاريا كبيرا، كونها من أقرب المدن إلى كييف.

ـ تتمتع بموقع محبب إلى الكثيرين بين نهري "بوتشا" و"روكاتش"، إضافة إلى غناها بالمياه والأشجار والغابات المحيطة.

ـ من أبرز المعالم في المدينة "متنزه بوتشا المحلي"، الذي يعتبر محمية طبيعية، ومقصد الكثيرين من سكان المدينة وكييف والمدن المجاورة، لكبر مساحته، وغناه بالأشجار والحيوانات والمرافق الثقافية والترفيهية.

من نعمة إلى نقمة

ـ تحد المدينة من الشمال بلدة هوستوميل، التي تضم مطار هوستوميل الدولي، أو ما يعرف أيضا بمطار شركة "أنتونوف" للشحن وإنتاج الطائرات، وهو مطار سعت القوات الروسية منذ أول أيام الحرب للسيطرة عليه قادمة من بيلاروسيا عبر مدينة تشرنوبل من جهة الشمال، ونفذت عدة عمليات إنزال فيه، ليكون قاعدة انطلاق لاحق صوب العاصمة.

ـ الطريق الرئيس من المطار إلى كييف يمر عبر مدينة بوتشا حتما، ثم عبر مدينة إربين في جنوبها، التي تعتبر حلقة الوصل الرئيسية بينها وبين العاصمة كييف، عبر طريق بري يجتاز نهرا، ومساحة واسعة من الغابات.

ـ تعتبرمدينة بوتشا ممرا رئيسيا لمعظم القطارات المتجهة مباشرة من كييف إلى مناطق الغرب الأوكراني، قبل أن تحول مساراتها إلى خطوط سكك حديدية أخرى، حتى لا تستهدف، ولا تسيطر عليها القوات الروسية، فتزيد من رقعة انتشارها في البلاد.

ـ 24 فبراير/شباط 2022: مع بداية الحرب الروسية على أوكرانيا تحول موقع المدينة المميز إلى نقمة عليها.

ـ بدءا من 27 فبراير/شباط 2022: شهدت المدينة أعنف عمليات القصف والمعارك في المحور الشمالي الغربي لكييف.

ـ 22 مارس/آذار 2022: سقطت المدينة تماما بأيدي القوات الروسية.

بطلة بفعل مقاومتها

ـ 31 مارس/آذار 2022: بعد بدء انسحاب القوات الروسية من منطقة كييف، منحت السلطات الأوكرانية لقب "المدينة البطلة" لبوتشا، تقديرا للمقاومة العنيفة التي أبدتها ضد القوات الروسية والشيشانية الداعمة لها.

ـ مقاومة المدينة، بحسب السلطات، حررتها من "المحتلين الروس"، بعد معارك ضارية خلّفت الكثير من الضحايا والدمار في صفوف جنودهم وآلياتهم؛ لكنها أدت إلى دمار آخر، لحق بنصف مبانيها السكنية وبنيتها التحتية، وأدى إلى مقتل المئات من السكان المدنيين العالقين فيها، الذين لم يتمكنوا من النزوح مبكرا عنها.

المصدر : الجزيرة