رومان أبراموفيتش.. مالك تشلسي الثري الذي دفع ثمن قربه من بوتين

خلال أسبوعين فقط، تحول اسم رومان أبراموفيتش من أشهر رجل أعمال روسي، تهتف باسمه جماهير "تشلسي" البريطاني، إلى شخص "يديه ملطختين بالدماء" وهذا الوصف استعملته صحيفة "أي" (I) البريطانية.

عصفت الحرب الروسية على أوكرانيا بإمبراطورية أبراموفيتش، بعد أن تحول هذا الملياردير من وجه بارز للمجد والثراء والنجاح المالي، إلى المطلوب رقم واحد بالمملكة المتحدة وخارجها.

لسنوات ظل أبراموفيتش يحافظ على مسافة من الإعلام ويرفض إجراء أي حوار، ويستمتع بحياته الباذخة بين الطائرات الخاصة الفخمة واليخوت المنتشرة في موانئ العالم، والقصور الضخمة.

ومنذ انطلاق المعارك، اتجهت الأنظار لرجل الأعمال، المعروف بقربه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسلط عليه الإعلام الغربي الكثير من الأضواء بعد أن كان "ظلا" يحب البقاء في الخفاء.

واحد من هذه القصور الكائن بمنطقة "كينزينتون" الراقية بلندن، ويتكون من 15 غرفة، أصبح تحت تصرف الحكومة بعد أن تمت مصادرته، رغم أن هذا الملياردير بات مقلا في دخول المملكة المتحدة التي كان يدخلها بجواز سفره الإسرائيلي.

المولد والنشأة

ـ 24 أكتوبر/تشرين الأول 1966: ولد رومان لأسرة يهودية في مدينة ساراتوف بالجنوب الشرقي لروسيا حقبة الاتحاد السوفياتي السابق.

ـ والدته إيرينا فاسيليفنا أبراموفيتش، مدرسة موسيقى توفيت عندما كان رومان يبلغ من العمر عامًا واحدًا.

ـ والده آرون أبراموفيتش ليبوفيتش (1937-1969) كان مستشارا اقتصاديا بإحدى الجمهوريات المستقلة داخل الاتحاد.

ـ توفي الوالد ولما يكمل الابن بعد الرابعة من عمره ليلحق بأمه بعد فترة وجيزة من وفاتها.

ـ كفله عمه الذي كان له تأثير كبير على حياته، بل كان يعتبره قدوة حياته.

ـ قضى معظم شبابه في جمهورية كومي شمال روسيا.

ـ درس الهندسة بجامعة جويكين الحكومية للنفط والغاز.

ضربة حظ

ـ عام 1988: أسس هو وزوجته الأولى أولغا شركة لتصنيع الدمى.

ـ في غضون بضع سنوات، انتشرت ثروته من تكتلات النفط إلى مزارع الخنازير.

ـ تاجر في الأخشاب والسكر والمواد الغذائية وغيرها من المنتجات.

ـ عام 1992: قبض عليه وسجن بتهمة تهريب كمية كبيرة من البنزين تقدر بملايين الدولارات، ثم أطلق بطريقة غريبة، ليبقى هذا من الأسرار التي باتت بمثابة انطلاقته الحقيقية في مجال المال والأعمال.

ـ انطلق بعدها في تأسيس شركات صغرى متوسطة، والبداية كانت تصنيع الألعاب البلاستيكية، ثم انتقل بعدها إلى نقل البنزين.

ـ كان عمله في نقل البنزين مدخله لعالم الطاقة الذي كان يبيض ذهبا بالاتحاد السوفياتي ذلك الوقت.

كنز النفط

ـ عام 1996: قررت الحكومة بيع أغلبية أسهم المجموعة النفطية "سيب نفط" (SibNeft) بقيمة 100 مليون دولار، وهو مبلغ زهيد جدا حسب تقدير الكثير من الخبراء.

ـ اشترى أبراموفيتش كل هذه الأسهم بهذا السعر المنخفض، قبل أن يقوم ببيعها من جديد لعملاق الطاقة الروسي "غاز بروم" (Gazprom) بسعر جد مرتفع، أدر على خزينة هذا الملياردير ثروة طائلة.

ـ في نفس العام قام مع غيره من الأغنياء الروس بتمويل حملة الرئيس بوريس يلتسين.

ـ توسعت إمبراطورية أبراموفيتش الاقتصادية، من الاستثمار في النفط إلى الألمنيوم إلى صناعة السيارات، مما جعله من صفوة رجال الأعمال في روسيا، وهي مرتبة يكون صاحبها له حظوة عند صانع القرار كما أنها قد تجر عليها الويلات، وهذا ما حدث مع أبراموفيتش بالفعل.

ـ هذه الفترة أيضا التقي شخصية نافذة جدا في روسيا وهو بوريس بيريزوفسكي الذي كان يتحكم في وسائل الإعلام الكبرى، وبفضل علاقاته توسعت شبكة علاقات أبراموفيتش ومعها إمبراطوريته المالية.

ميثاق بوتين

ـ عام 1999: انتخب أبراموفيتش البالغ من العمر 33 عامًا حاكمًا لمقاطعة تشوكوتكا الروسية لولايتين وترك منصبه عام 2008.

ـ عام 1999: كان أبراموفيتش أول شخص يوصي يلتسين بأن يكون بوتين خلفًا له كرئيس روسي.

ـ عندما شكل بوتين حكومته الأولى كرئيس للوزراء عام 1999، أجرى أبراموفيتش مقابلات مع كل من المرشحين للمناصب الوزارية قبل الموافقة عليهم.

ـ لم يكن أمام أبراموفيتش من خيار سوى المساهمة أيضا في تمويل الحملة الانتخابية للرئيس بوتين والذي وصل برؤية واضحة للتعامل مع رجال الأعمال.

ـ عام 2000: حسب العديد من مراكز الأبحاث الغربية، عرض بوتين "ميثاقا" على كبار رجال الأعمال يقوم على مساهمتهم بالمشاريع الكبرى لبناء روسيا، والابتعاد عن المشاركة السياسية أو معارضة بوتين، مع منحهم الحرية في القيام بأعمالهم بالطريقة التي يرونها مناسبة.

ـ كل المؤشرات أفادت بأن أبراموفيتش التزم بهذا الميثاق بكل تفاصيله، حيث لم ينخرط أبدا في السياسة، ولم يسمع عنه أنه عارض أو انتقد سياسات بوتين. في المقابل فإن أغنى رجل أعمال بداية الألفية الثالثة "خودور كوفسكي" اعترض على هذا الميثاق وأراد المشاركة بالسياسة ضد بوتين، فكان مصيره السجن سنة 2003 لمدة 10 سنوات.

ـ عام 2007: تشاور بوتين -في اجتماعات مع أبراموفيتش- حول مسألة من يجب أن يكون خلفه كرئيس، تم ترشيح ميدفيدف شخصيًا من قبل أبراموفيتش.

ـ وصف كريس هاتشينز، كاتب سيرة بوتين، العلاقة بين الأخير وأبراموفيتش بأنها مثل العلاقة بين الأب وابنه المفضل.

ـ قال أبراموفيتش إنه عندما يخاطب بوتين، فإنه يستخدم اللغة الروسية الرسمية "вы".

الساحرة المستديرة

ـ بعد أن ساهم أبراموفيتش في تثبيت سياسة أطلقها بوتين وهي بناء الملاعب، قرر أن ينتقل لمستوى جديد وهو الاستثمار في ناد أجنبي ووقع الاختيار على تشلسي اللندني العريق.

ـ عام 2003: الإعلان عن اقتناء رجل الأعمال الروسي لهذا النادي بمبلغ 170 مليون دولار تقريبا، وساهمت هذه العملية في إعادة تشلسي لسكة المجد الكروي.

ـ منذ الاستحواذ، فاز تشلسي بـ 19 لقبًا: دوري أبطال أوروبا مرتين ومثلهما الدوري الأوروبي وكأس الاتحاد القاري، الدوري الممتاز 5 مرات ومثلهما كأس الاتحاد الإنجليزي، كأس الرابطة 3 مرات.

ـ بالنظر لما للكرة من تأثير القوى الناعمة، ساهم امتلاكه لتشلسي في تحويل رجل الأعمال هذا إلى وجه ناجح ومشهور عالميا، تهتف الجماهير باسمه كل مباراة.

ـ عام 2006: قدرت مجلة فوربس ثروته بنحو 18.2 مليار دولار.

ـ عام 2007: قدرت مصادر أخرى ثروته بنحو 21 مليار دولار مما جعله أغنى رجل في روسيا وثاني أغنى رجل في بريطانيا، كما أنه أحد أصغر مليارديرات العالم عمرًا (55 عاما).

الزواج والأطفال

ـ تزوج أبراموفيتش وطلق 3 مرات.

ـ ديسمبر/كانون الأول 1987: بعد قضائه فترة قصيرة بالجيش السوفياتي، تزوج من أولغا يوريفنا ليسوفا.

ـ عام 1990: انفصل عن أولغا.

ـ أكتوبر/تشرين الأول 1991: تزوج من مضيفة طيران تدعى إيرينا مالاندينا.

ـ ولديه منها 5 أطفال: إيليا وأرينا وصوفيا وأركادي وآنا.

ـ تخرجت ابنته الكبرى آنا من جامعة كولومبيا وتعيش بمدينة نيويورك، وصوفيا فارسة محترفة تعيش في العاصمة البريطانية بعد تخرجها من رويال هولواي بجامعة لندن.

ـ عام 2007: انفصل عن إيرينا مع تسوية قيل إنها 300 مليون دولار.

ـ عام 2008: تزوج من داشا جوكوفا عارضة ومصممة الأزياء والنجمة الاجتماعية ورائدة الأعمال، ولديهما ولد وبنت: آرون ألكساندر، وليا لو.

ـ عام 2017: وقع الطلاق بينه وبين داشا.

الانسحاب من المشهد

ـ مع أول أيام الحرب الروسية على أوكرانيا، حاول أبراموفيتش الانسحاب من المشهد وبسرعة، لعلمه بأن القادم أسوأ، فأعلن أولا تخليه عن إدارة تشلسي.

ـ 26 فبراير/شباط 2022: خلال هذه الحرب، سلم أبراموفيتش "الإشراف والرعاية" للنادي إلى مؤسسة تشلسي الخيرية.

ـ 2 مارس/آذار 2022: أصدر بيانًا رسميًا أكد فيه أنه يبيع النادي بسبب الوضع الحالي في أوكرانيا.

ـ 10 مارس/آذار 2022: أعلنت الحكومة البريطانية منع عملية البيع، مصادرة النادي وممتلكاته وممتلكات أبراموفيتش، منعه من دخول البلاد، تحت مبرر العلاقة بالرئيس بوتين.

ـ شنت الصحافة الغربية، خصوصا البريطانية، حربا على أبراموفيتش وزملائه من الذين تصفهم "بالأوليغارشية" الروسية، طالبت بملاحقتهم ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم في أي مكان.

ـ 12 مارس/آذار 2022: استبعد أبراموفيتش من منصب مدير تشلسي لكرة القدم.