"رايدر بي-21".. تعرف على أول قاذفة إستراتيجية أميركية من الجيل السادس
"رايدر بي-21" (B-21 Raider) القاذفة الإستراتيجية الشبح الجديدة، مقاتلة أميركية كشف عنها سلاح الجو الأميركي خلال حفل في كاليفورنيا، وأحيطت بسرية وتكتم شديدين خلال تصنيعها.
صممت "رايدر بي-21" لتنفيذ ضربات نووية بعيدة المدى، فضلا عن استخدام أسلحة تقليدية، وتم تطويرها لتحل محل الأسطول القديم للقاذفات في القوات الجوية الأميركية.
تم الكشف عنها بمشاركة وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، وهو ضمن 600 من كبار الشخصيات في شركة "نورثروب غرومان" (Northrop Grumman) التي عملت على إنتاج القاذفة خلال 7 سنوات قبل الإعلان عنها في مصنع رقم 42 بمنطقة بالمديل غرب ولاية كاليفورنيا.
يقع مصنع القاذفة في صحراء موهافي الغربية، وتقوم فرق من الحراس العسكريين والمدنيين المسلحين بدوريات في الأراضي المؤدية إلى المنشأة التي تبلغ مساحتها 5800 فدان، والتي يحيط بها نظام أمني متطور وتتم مراقبتها من الفضاء بواسطة أقمار استطلاع تدور حول الأرض.
وذكرت الشركة المصنعة في بيان صحفي أنه من المتوقع أن تساعد طائرات الجيل السادس القوات الجوية على "اختراق أقوى الدفاعات من خلال ضربات دقيقة في أي مكان في العالم".
وقال وزير الدفاع الأميركي "لقد تم استثمار خبرة 50 عاما من التقدم التكنولوجي في صناعة هذه الطائرة، وحتى أنظمة الدفاع الجوي الأكثر تطورا في العالم ستعاني للكشف عن رايدر بي-21 في السماء".
وذكر البنتاغون أن القاذفة جزء من الجهود الجارية لتحديث القدرات النووية في مواجهة التحديث العسكري السريع للصين، وأكد أوستن أن "رايدر بي-21 ستمنح الجيش الأميركي ميزة إستراتيجية لا يمكن لأي منافس أن يضاهيها".
وعلى الرغم من الكشف عن الهيكل الخارجي للقاذفة الجديدة تبقى الكثير من التفاصيل بشأنها محاطة بالسرية.
أصل التسمية
في 18 أبريل/نيسان 1942 وفي خضم معارك الحرب العالمية الثانية انطلق 80 رجلا على ظهر 16 قاذفة متوسطة من طراز "بي-25 ميتشل" (B-25 Mitchell)، فيما قال البعض إنها مهمة مستحيلة لتغيير مسار الحرب العالمية الثانية في جبهة المحيط الهادي.
وقاد الكولونيل جيمس دوليتل العملية التي اعتبرت نقطة تحول في الحرب ضد اليابان ومهدت الطريق للنصر في معركة ميدواي الكبرى.
وكانت الهجمات بطائرات "بي-25 ميتشل" بمثابة حافز للعديد من الابتكارات المستقبلية أدت للتفوق الجوي الأميركي، ومصدر إلهام وراء اسم قاذفة القنابل الأميركية الأحدث "رايدر بي-21" التي تصنعها شركة "نورثروب غرومان".
ميزات "رايدر بي-21"
عندما يتعلق الأمر بالقدرة على تدمير أي هدف في أي بقعة من العالم -سواء من البر (قواعد جوية) أو البحر (حاملات طائرات)- فإن "رايدر بي-21" ستكون على أهبة الاستعداد وجاهزة لإنجاز المهمة.
تتمير هذه القاذفة بالجمع بين طول المدى وضخامة الحمولة الكبيرة، والقدرة على البقاء فترات أطول في الجو، مع القدرة على اختراق أصعب الدفاعات الجوية في العالم، والوصول إلى أهداف بعيدة دون الحاجة للتزود بالوقود، كما تملك إمكانيات استثنائية للتخفي والكثير من أجهزة الاستشعار داخل غرفة القيادة فيها.
مواصفات القاذفة
تم تصميم القاذفة لتكون بعيدة المدى وقابلة للبقاء في الجو وقادرة على حمل مزيج من الذخائر التقليدية والنووية، وانضمت إلى الثالوث النووي (صواريخ وغواصات) كرادع نووي مرئي ومرن، بهدف دعم أهداف الأمن القومي وطمأنة حلفاء وشركاء أميركا.
تم تصميم الطائرة الجديدة بعيدة المدى لإيصال الأسلحة التقليدية والنووية أثناء تحليقها دون إمكانية اكتشافها من الرادارات وأنظمة الدفاع الجوي المتقدمة في أي مكان في العالم.
ستكون "رايدر بي-21" متقدمة بما يكفي للتأهل كطائرة من الجيل السادس، وتوفر تكنولوجيا القاذفة قدرات استثنائية في التخفي، واستخدام بنية الأنظمة المفتوحة، وإدراج تقنيات القيادة والتحكم المشتركة لجميع المجالات.
ما الدور الذي ستلعبه القاذفة "رايدر بي-21″؟
مع استمرار الصين في الاستثمار في الأسلحة المتقدمة وتطويرها ستوفر "رايدر بي-21" لواشنطن قدرات إستراتيجية قادرة على اختراق الدفاعات الجوية لأي من أعدائها، والوصول سريعا إلى أهداف في أي مكان في العالم، وهو أمر لا يستطيع ما يقارب 90% من أسطول القاذفات الحالي في البلاد القيام به.
لماذا تحتاج أميركا إلى قاذفة شبح جديدة؟
%10 فقط من قوة القاذفات الأميركية قادرة على اختراق الدفاعات الجوية المتقدمة للخصوم، مع استمرار خصوم واشنطن (منهم الصين) في الاستثمار بكثافة في التقنيات المتطورة وتكنولوجيا الأسلحة.
وشكلت "رايدر بي-21" ثورة في ما يتعلق بالحمولة والمدى والاختراق الذي لا تستطيع القاذفات الحالية من "بي-1 إس" (B-1s) و"بي-52 إس" (B-52s)، وبدرجة صغيرة "بي-2 إس" (B-2s) تحقيقه.
موعد دخول الخدمة الفعلية
بدأت القاذفة اختبار الطيران الأولي في قاعدة إدواردز الجوية بولاية كاليفورنيا مع توقع قيامها بأول طلعة في منتصف عام 2023.
ومع دخولها الخدمة ستحل في النهاية محل أساطيل القاذفات "بي-1 لانسيت" (B-1 Lancet) و"بي-2 سبيريت" (B-2 Spirit)، لتنضم إلى فئة القاذفات من طراز "بي-52 " (B-52) التي مثلت باكورة أسطول القاذفات الإستراتيجية بعيدة المدى لدى القوات الجوية الأميركية قبل تصنيع القاذفة الجديدة.