ياسين بونو حارس المنتخب المغربي
ياسين بونو، هو حارس كرة قدم مغربي محترف، بدأ مسيرته في مدرسة نادي الوداد الرياضي البيضاوي المغربي، وتدرّج في كل الفئات العمرية للنادي، حتى وصل إلى الفريق الأول الذي فاز معه ببطولة الدوري المحلي موسم 2010/2009، كما بلغ معه نهائي عصبة الأبطال الأفريقية عام 2011.
انتقل إلى الدوري الإسباني عام 2012، ولعب مع عدد من الأندية الإسبانيّة في القسمين الأول والثاني، كان آخرها نادي إشبيلية الذي يلعب له بعقد يمتد إلى سنة 2025، كما يعدّ في الوقت ذاته الحارس الأول للمنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، ويحلم بكتابة التاريخ في مونديال قطر.
المولد والنشأة
ولد ياسين بونو يوم الخامس من أبريل/نيسان عام 1991، في مدينة مونتريال الكندية، لأبوين مغربيين من مدينة فاس. والده مهندس دولة وأستاذ سابق في المدرسة الحسنية للأشغال العمومية.
عاد مع أسرته إلى المغرب في طفولته، واستقروا في منطقة مرس السلطان بمدينة الدار البيضاء، أكبر مدن المغرب، وهناك بدأت رحلته الرياضية.
يتقن ياسين بونو أربع لغات، هي: العربية، والإنجليزية والإسبانية والفرنسية، وهو متزوج وأب لطفل.
الدراسة والتكوين العلمي
ظهر شغف بونو بكرة القدم منذ صغره، حين كان يمارسها مع أصدقاء حيّه، فسجله والده في مدرسة نادي الوداد الرياضي المغربي لكرة القدم في مدينة الدار البيضاء، وهو في عمر 8 سنوات.
بعد ذلك بسنتين شارك في مسابقة "كأس الدار البيضاء" (Casa Cup). وبفضل ردود أفعاله السريعة، وقامته الطويلة مقارنة بزملائه في الفريق؛ وضعه مدرّب الفريق في مركز حراسة المرمى.
وشرع الطفل بونو بشق طريق مستقبله في عالم كرة القدم، فبدأ يشاهد بانتظام مقاطع فيديو لكبار حرّاس المرمى العالميين، مثل: الإيطالي جانلويجي بوفون، والهولندي إدوين فان دير سار.
أمضى بونو أكثر من عقد من الزمان في نادي الوداد الرياضي، وتدرّج في كل فئاته العمرية، حتى وصل إلى الفريق الأول، بالتزامن مع دراسته الأكاديمية في مدارس مدينة الدار البيضاء.
التجربة الرياضية مع الفرق
عندما بلغ بونو سن 18 من عمره أبدى نادي "نيس الفرنسي" (OGC Nice) رغبته في ضمّه إلى صفوفه عام 2009، لكنّ المطالب المالية لنادي الوداد الرياضي حالت دون ذلك.
في موسم 2010/2009 التحق بونو بالفريق الأول لنادي الوداد الرياضي المغربي، وكان عمره 19 عامًا، بصفة حارس مرمى ثانيا خلف نادر لمياغري الذي كان الحارس الأول للفريق البيضاوي حينئذ. وظل بونو حبيس مقاعد البدلاء طوال مباريات الموسم.
خاض ياسين بونو مباراته الأولى مع فريق الوداد الرياضي أمام 80 ألف مشجع في 12 نوفمبر/تشرين الثاني سنة 2011، في مباراة العودة لنهائي دوري أبطال أفريقيا في ملعب رادس، ضد الترجي التونسي، وذلك بعد إصابة الحارس الأساسي للفريق نادر لمياغري. وفاز نادي الترجي التونسي باللقب بعد نهاية اللقاء بنتيجة 1-0.
وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، لعب بونو أول مباراة له في بطولة الدوري الاحترافي في المغرب ضد نادي الدفاع الحسني الجديدي، واستقبلت شباكه الهدف الوحيد في المباراة. ثم شارك في 8 مباريات بالدوري، قبل أن يعود الحارس لمياغري من إصابته ليستأنف رسميته من جديد.
ومع نهاية الموسم الكروي في يونيو/حزيران 2012 انتهى عقد بونو مع فريق الوداد الذي حلّ ثالثا في سلم الترتيب في ذلك الموسم، مما دفع بونو إلى البحث عن وجهة أخرى بغية تغيير الأجواء والاحتراف في أوروبا.
في 15 يونيو/حزيران 2012، وقّع بونو عقدا لمدة عام واحد مع نادي أتلتيكو مدريد الإسباني، مقابل مبلغ 360 ألف يورو، مع خيار عامين إضافيين، بصفة حارس ثالث خلف تيبو كورتوا، ودانييل أرانزوبيا، علمًا بأن راتبه مع الفريق الإسباني أقل من راتبه في ناديه السابق.
لعب بونو أغلب مبارياته في الفريق الرديف لنادي أتلتيكو مدريد الذي يلعب في الدرجة الثالثة، وخاض في موسمه الأول مع الفريق الإسباني 24 مباراة بدوري الدرجة الثالثة؛ لكنه قضى معظم وقته على مقاعد البدلاء في الفريق الأول، ليكون مستعدا في حالة إصابة أحد الحارسين.
وتمكن الفريق الأول لأتلتيكو مدريد من الفوز بالبطولة الإسبانية موسم 2014/2013، والوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا تحت قيادة دييغو سيميوني يوم 24 مايو/أيار 2014، ضد نادي ريال مدريد، وهي المباراة التي جلس فيها ياسين بونو على مقاعد البدلاء لمدة 90 دقيقة.
غادر تيبو كورتوا ودانييل أرانزوبيا نادي أتلتيكو مدريد خلال فترة الانتقالات الصيفية لعام 2014، وصعد ياسين بونو إلى الفريق الأول حارس مرمى ثانيا بعد الحارس يان أوبلاك، لكنه لم ينل فرصة اللعب مع الفريق، الأمر الذي أثار استياءه وطالب فريقه بالرحيل إلى فريق يوفر له فرصة اللعب حارسا رسميا، لا سيما بعد المستويات العالية التي قدمها في الفريق الرديف، مما جعل عددا من الأندية الإسبانية التي تلعب في دوري الدرجة الثانية ترغب في ضمه والاستفادة من خدماته.
أعير بونو مرتين إلى نادي ريال سرقسطة الإسباني، خلال الموسمين الكرويين 2014-2015 و2015-2016، وخاض في كل مرة ما يقارب 20 مباراة في دوري الدرجة الثانية الإسباني.
ثم انتقل إلى نادي "جيرونا الإسباني" (Girona FC) في 12 يوليو/تموز 2016، إذ وقع عقدا مدته 3 سنوات، ولعب بونو دورا كبيرا في صعود النادي إلى دوري الدرجة الأولى "الليغا" بعد 87 عاما على تأسيسه.
وبعد انتهاء عقد ياسين بونو مع نادي جيرونا سنة 2019، أُعير إلى نادي إشبيلية لمدة موسم واحد مع خيار شراء عقده، وذلك في الثاني من سبتمبر/أيلول 2019، ليلعب بصفة حارس ثان للفريق بعد الحارس الأساسي التشيكي توماش فاكليك.
وعندما أصيب فاكليك في منتصف موسم 2019-2020، أتيحت الفرصة كاملة أمام ياسين بونو للعب حارسا أساسيا للفريق في ما تبقى من مباريات الجزء الثاني من الموسم. وأنهى موسمه الأول مع نادي إشبيلية في المركز الرابع في "الليغا"، الأمر الذي أتاح له فرصة اللعب في دوري أبطال أوروبا موسم 2020-2021.
وفي الرابع من سبتمبر/أيلول 2020 اشترى نادي إشبيلية عقد بونو مقابل 4 ملايين يورو، ثم تم تمديد العقد حتى حزيران/يونيو 2025 مع زيادة الراتب، وذلك بعد المستويات الكبرى التي بات الحارس الدولي المغربي يقدمها برفقة النادي الأندلسي.
لعب ياسين بونو مباراته الرسمية في كأس السوبر الأوروبي ضد نادي بايرن ميونخ يوم 24 سبتمبر/أيلول 2020، وتلقى هدفين، وخسر فريقه.
وفي فبراير/شباط 2021، دخل بونو تاريخ النادي الأندلسي بعدما حافظ على نظافة شباكه لمدة 528 دقيقة في الدوري الإسباني، متجاوزا الرقم القياسي الذي كان بحوزة الحارس البرتغالي بيتو بـ516 دقيقة، خلال موسم في 2015/2014.
التجربة الرياضية مع المنتخب
خاض ياسين بونو عدة مباريات دولية مع مختلف الفئات العمرية للمنتخب المغربي في الفترة بين 2011 و2012، وشارك في دورة الألعاب الأولمبية سنة 2012 في لندن مع المنتخب الأولمبي المغربي.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2012، استدعي لأول مرة إلى المنتخب الوطني المغربي الأول لكرة القدم، من طرف المدرب رشيد الطاوسي، للمشاركة في مباراة يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2012 ضد منتخب الطوغو، لكنه ظل على مقاعد البدلاء.
خلال هذه الفترة اتصل بينيتو فلورو مدرب المنتخب الكندي بياسين بونو لتمثيل منتخب كندا، بحكم أن بونو يحمل الجنسيتين المغربية والكندية، لكنه رفض ذلك وقال في تصريحات صحفية "كان حلمي دائما أن ألعب للمغرب، لقد لعبت في جميع الفئات العمرية للمنتخب المغربي، وكان من الطبيعي أن أحلم باللعب لأسود الأطلس".
لعب بونو أول مباراة له مع المنتخب المغربي يوم 14 أغسطس/آب 2013 ضد منتخب بوركينا فاسو على ملعب ابن بطوطة في مدينة طنجة، وكانت مباراة وديّة خسرها أسود الأطلس بنتيجة 1-2.
توالت بعدها مشاركات بونو مع المنتخب المغربي في عدة منافسات، فخاض معه 3 نسخ من مسابقة كأس أمم أفريقيا في الأعوام 2017 و2019 و2022، ونسختين من كأس العالم في عامي 2018 و2022.
وأصبح بونو هو الحارس الرسمي للمنتخب المغربي لكرة القدم، وقدم معه إنجازات كبيرة، أبرزها التأهل إلى الدور الثاني من مسابقة كأس العالم 2022 في قطر على رأس المجموعة السادسة التي تضم منتخبات قوية هي بلجيكا وكرواتيا وكندا.
الجوائز والألقاب
فاز ياسين بونو بعدة ألقاب مع الفرق والمنتخبات التي لعب معها، وعدة ألقاب وجوائز على الصعيد الشخصي.
جوائز وألقاب مع الفرق:
- لقب بطولة الدوري الاحترافي المغربي مع نادي الوداد الرياضي موسم 2010/2009.
- لقب الدوري الإسباني مع نادي أتلتيكو مدريد موسم 2014/2013.
- كأس السوبر الإسباني مع نادي أتلتيكو مدريد موسم 2014/2013.
- لقب الدوري الأوروبي مع "نادي إشبيلية" الإسباني (Sevilla FC) عام 2020.
جوائز وألقاب شخصية:
- أفضل لاعب أفريقي لشهر نوفمبر/تشرين الثاني بالليغا الإسبانية من قبل مجلة "فرانس فوتبول" (France Football) الفرنسية عام 2018.
- اختير ضمن الفريق النموذجي من قبل مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية عام 2018.
- حصل بونو على جائزة أفضل حارس مرمى في الدوري الأوروبي موسم 2020-2019
- اختير ضمن الفريق النموذجي للدوري الأوروبي موسم 2020-2019.
- فاز بلقب أفضل لاعب أفريقي في الدوري الإسباني "الليغا" موسم 2022-2021.
- فاز بجائزة زامورا عام 2022.
- اختير ضمن الفريق النموذجي من طرف منظمة "مرصد كرة القدم السويسرية" (CIES Football Observatory).
- فاز بجائزة أفضل حارس مرمى مغربي في الخارج من طرف الاتحاد المغربي للاعبي كرة القدم المحترفين.
- رشحته مجلة "فرانس فوتبول" لجائزة أفضل حارس مرمى في العالم.
أرقام قياسية
حقق ياسين بونو عدة أرقام قياسية، منها:
- أول حارس مرمى عربي يفوز بلقب الدوري الأوروبي.
- أول حارس مرمى عربي وأفريقي يسجل هدفا في الدوريات الخمسة الكبرى.
- أول حارس مرمى عربي يرشّح لجائزة مجلة فرانس فوتبول لأفضل حارس في العالم.
- أول حارس مرمى في تاريخ نادي إشبيلية الإسباني يسجل هدفا في الدوري الإسباني "الليغا".
- أول حارس مرمى في تاريخ نادي إشبيلية الإسباني يفوز بجائزة زامورا.
- أكثر حارس مرمى إسهاما في صناعة الأهداف في الدوري الإسباني في القرن الـ21 برصيد 3 أهداف.
- أكثر حارس مرمى حفاظا على نظافة شباكه سنة 2021 مع نادي إشبيلية الإسباني لمدة 557 دقيقة.
- أكثر حارس مرمى حفاظا على نظافة شباكه في أوروبا سنة 2021 في 32 مباراة.