وليد الركراكي المدرب المغربي العابر للدور الثاني من المونديال

FIFA World Cup Qatar 2022 - Morocco Press Conference
وليد الركراكي مدرب المنتخب المغربي في اللقاء الصحفي الذي سبق مباراة كندا (رويترز)

وليد الركراكي لاعب كرة قدم مغربي محترف سابق، ولد في 23 سبتمبر/أيلول 1975 بفرنسا، كان يشغل مركز ظهير أيمن، لعب للعديد من الفرق الفرنسية وفريق راسينغ سانتاندير الإسباني، والمنتخب المغربي، وقد أصبح مدربا لكرة القدم بعد اعتزاله اللعب.

درب العديد من الفرق، وتم تعيينه على رأس الإدارة الفنية للمنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في 31 أغسطس/آب 2022، لقيادة أسود الأطلس في نهائيات كأس العالم 2022 والذهاب بهم بعيدا في مونديال العرب بقطر.

المولد والنشأة

ولد وليد الركراكي في 23 سبتمبر/أيلول 1975 في كورباي إيسون الواقعة على نهر السين بضواحي العاصمة الفرنسية باريس.

نشأ في حي مونتكونساي في أسرة مغربية تنحدر من مدينة الفنيدق في شمال المغرب، لديه جنسية مزدوجة فرنسية ومغربية.

تدرب في نادي مسقط رأسه، ثم بعد ذلك التحق بفريق "راسينغ كلوب دو فرانس" أو ما يعرف باسم "راسينغ باريس" في عام 1999، لعب هذا المدافع لـ5 أندية فقط خلال مسيرته الاحترافية، 4 منها في فرنسا وهي تولوز، وأجاكسيو، وديجون وغرونوبل، وفريق واحد في إسبانيا هو "راسينغ سانتاندير" الذي أمضى معه 3 سنوات من 2004 إلى 2007.

أصيب مباشرة بعد التوقيع للفريق الإسباني ولم يظهر في الدوري الإسباني حتى يناير/كانون الثاني 2005 في ملعب كامب نو ضد فريق برشلونة، وفي عام 2010 أنهى الركراكي مسيرته الاحترافية في لعب كرة القدم، لكنه استمر بعض الوقت في الممارسة على مستوى الهواة في فريق "فلوري ميروجيس" بضواحي باريس، قبل أن يشرع في التدريب واجتياز الاختبارات للحصول على شهادة التدريب.

التجربة الرياضية (لاعب)

نشأ وليد الركراكي شغوفا بكرة القدم وهو لا يزال في سن مبكرة، لعب لفريق "كورباي إيسون"، فريق المنطقة حيث ولد، تحت قيادة المدرب الفرنسي المخضرم "رودي غارسيا" الذي يعود له الفضل في اكتشافه بالصدفة حينما كان يدرب الفريق الأول لكورباي إيسون.

لعب وليد موسمين مع الفريق الأول، لكنه كان لا يزال بعيدا عن أن يكون نجما، بعدها التحق بفريق "راسينغ دو باريس"، وهو ناد من الدرجة الثالثة، وهناك رصده نادي تولوز الفرنسي لكرة القدم، وعمل على ضمه إلى الفريق وعمره 23 سنة، وكانت هذه هي البداية "المتأخرة" لمسيرته الاحترافية.

وصل إلى أعلى مستوى له مع الفريق وانضم إلى المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم تحت قيادة المدرب البرتغالي أومبرتو كويلهو في ديسمبر/كانون الأول 2000، لكن المسار الاحترافي للركراكي شهد بعض التعثر، خاصة حينما أنهى النادي الفرنسي عقده بعد 3 مواسم بسبب مشاكل مالية على خلفية عقوبات ضريبية فرضت على نادي تولوز، وأجبرته على تقليص عدد لاعبيه.

هذا الأمر جعل وليد الكراكي يعاني من مشكلة البطالة، بحيث ظل بدون فريق لمدة 6 أشهر، وهو ما غيبه عن المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم وغاب بالتالي عن المشاركة في كأس أفريقيا للأمم سنة 2002 التي احتضنتها دولة مالي.

CAF Champions League - Final - Al-Ahly v Wydad Casablanca
وليد الركراكي أثناء مباراة نهائي كأس أبطال أفريقيا 2021 ضد النادي الأهلي المصري (رويترز)

وكان يحتاج حينها إلى فريق من أجل العودة إلى المنتخب الوطني لاستئناف مسيرته، ووجد الحل أخيرا مع نادي "أجاكسيو" الفرنسي الذي كان في الدرجة الثانية، حيث تعاقد معه في نهاية عام 2001 وسمح له بالعودة واستئناف مسيرته الكروية.

وصعد وليد الركراكي مع فريق مع "أجاكسيو" إلى الدرجة الأولى من الدوري الفرنسي، وأثبت نفسه كأحد العناصر الأساسية للفريق، ومن هنا كان طريق عودته إلى المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم معبدا.

خلال هذه المرحلة أصبح الحارس الدولي السابق بادو الزاكي هو المدرب الأول لأسود الأطلس خلفا للبرتغالي أومبرتو كويلو، وأصبحت التركيبة البشرية للمنتخب المغربي تضم جيلا جديدا.

وضمن هذه المجموعة المعاد تشكيلها كان وليد الركراكي حاضرا بقوة، خاصة بعد المستويات الكبرى التي كان يقدمها مع فريقه بالدوري الفرنسي.

أحرز الركراكي مع المنتخب المغربي تحت قيادة بادو الزاكي بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس أفريقيا للأمم بتونس سنة 2004، روح الدعابة التي يتمتع بها وسهولة التواصل معه جعلتا منه عنصرا لا غنى عنه داخل المجموعة، وأصبح بالتالي يخلق أجواء المرح داخل التجمعات الإعدادية للمنتخب المغربي لكرة القدم.

أما على أرضية الملعب فكان الركراكي يجسد المعنى الحقيقي والكامل لمصطلح "لاعب الممر" القادر على صد مهاجمي الفريق المنافس وإعادة بناء الهجمات أو التجاوز أو التمركز.

فرحة وليد الركراكي بعد التأهل للدور الثاني لمونديال 2022 في قطر (غيتي إيميجز)

جاهزيته وعطاؤه الكبير كانا يساهمان بقوة في فعالية الرواق الأيمن لأسود الأطلس، وهو ما تأكد في المباراة التاريخية للمنتخب المغربي ضد نظيره الجزائري برسم ثمن نهائي كأس أفريقيا للأمم سنة 2004 بتونس، حيث تم اختياره كأفضل لاعب في المباراة، كما تم اختياره ضمن التشكيلة المثالية لهذه النسخة من كأس أفريقيا للأمم التي لعب نهايتها مع المنتخب المغربي ضد نظيره التونسي حيث انتصر هذا الأخير 2-1.

شارك الركراكي مع المنتخب المغربي في نسختين من مسابقة كأس أفريقيا للأمم سنة 2004 وسنة 2006، لكنه لم يشارك قط في مسابقة كأس العالم، لأن المغرب لم يتأهل لهذه المسابقة منذ 1998 حتى 2018.

شارك في 45 مباراة دولية سجل خلالها هدفا واحدا، كانت آخر مباراة له مع أسود الأطلس في 20 يونيو/حزيران 2009 أمام المنتخب الطوغولي في المباراة التي جمعت المنتخبين بملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، والتي انتهت بنتيجة التعادل 0-0 برسم إقصائيات كأس العالم 2010 التي احتضنتها دولة جنوب أفريقيا.

في 29 مايو/أيار 2004 وبعد المستوى الكبير الذي ظهر به برفقة المنتخب المغربي في مسابقة كأس الأمم الأفريقية 2004 التي أقيمت في تونس حيث وصلوا إلى النهائي ضد البلد المنظم انتقل الركراكي إلى نادي راسينغ سانتاندير الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى الإسباني.

لكن قبل 15 يوما من انطلاق الدوري الإسباني أصيب وليد الركراكي بحادث واضطر للتغيب عن نصف الموسم في الدوري الإسباني.

African Champions League final - Wydad AC Press Conference
وليد الركراكي فاز مع الوداد البيضاوي ببطولة الدوري المغربي وكأس أبطال أفريقيا سنة 2021 (رويترز)

وفي 22 يناير/كانون الثاني 2005 لعب الركراكي أول مباراة رسمية له مع النادي على أرضية ملعب كامب نو ضد نادي برشلونة الذي كان يضم النجمين البرازيلي رونالدينيو غاوتشو والكاميروني صمويل إيتو.

وعانى الركراكي بعد ذلك من الإصابات المتكررة، ولم يلعب بشكل رسمي سوى 9 مباريات في الدوري ومباراة واحدة في كأس إسبانيا خلال موسم 2005-2006، وفقد بذلك عضويته في فريق راسينغ سانتاندير.

بعد نهاية عقده مع راسينغ سانتاندير سنة 2007 عاد وليد الركراكي إلى فرنسا من بوابة فريق ديجون الذي وقع معه لموسم واحد.

وفي 25 سبتمبر/أيلول 2007 وقع الركراكي عقدا جديدا مع فريق غرونوبل لمدة 3 مواسم.

وفي الرابع من أكتوبر/تشرين الأول 2007 لعب أول مباراة له مع الفريق ضد نادي ليبورن تحت قيادة المدرب ميشا بايداريفيتش.

وفي 14 سبتمبر/أيلول 2010 وقع وليد عقدا مع نادي فلوري ميروجيس الذي يمارس في القسم الشرفي هواة، ولعب له 3 مواسم، قبل أن ينهي مسيرته الكروية عن عمر يناهز 36 عاما.

الركراكي مدربا لمنتخب المغرب
الركراكي (يسار) أثناء تقديمه من رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم مدربا لمنتخب المغرب (الصحافة المغربية)

الوظائف والمسؤوليات

قبل أن يصبح مدربا للمنتخب المغربي لكرة القدم شغل الركراكي منصب مساعد مدرب في سبتمبر/أيلول 2012 عندما قرر المدرب المغربي رشيد الطاوسي ضمه إلى فريقه الفني حينما كان الأخير مدربا لأسود الأطلس.

شغل الركراكي هذا المنصب حتى أكتوبر/تشرين الأول 2013 بعدما فشل المنتخب المغربي في إحراز البطاقة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 التي أقيمت في البرازيل.

بعد تجربته مساعدا للمدرب مع رشيد الطاوسي تولى الركراكي تدريب فريق العاصمة المغربية نادي الفتح الرياضي الرباطي من يونيو/حزيران 2014 إلى نهاية عام 2019 في أول تجربة له كمدرب، وهي مدة استثنائية في بلد تسود فيه ظاهرة تغيير المدربين بعد فترة وجيزة فاز خلالها بلقب كأس العرش سنة 2014، وبطولة الدوري الاحترافي المغربي سنة 2016، ولقب أفضل مدرب خلال السنة نفسها.

بعدها مباشرة انتقل إلى دوري نجوم قطر لتدريب فريق الدحيل بين يناير/كانون الثاني وأكتوبر/تشرين الأول 2020، حيث فاز بلقب بطولة الدوري مع النادي القطري.

وفي أغسطس/آب 2021 وقع الركراكي عقدا جديدا لمدة سنة واحدة لتدريب فريق الوداد الرياضي المغربي خلفا للمدرب التونسي فوزي البنزرتي، وهي السنة التي فاز فيها بلقب عصبة الأبطال الأفريقية حينما انتصر في المباراة النهائية على فريق الأهلي المصري بهدفين نظيفين، ولقب بطولة الدوري الاحترافي المغربي بعد تعادله في آخر جولة من الدوري مع فريق المولودية الوجدية بهدفين لمثلهما، ولعب نهائي كأس العرش الذي خسره حينما انهزم بضربات الترجيح ضد فريق نهضة بركان.

في العاشر من يوليو/تموز 2022 حصل الركراكي على جائزة أحسن مدرب في البطولة المغربية الاحترافية التي يمنحها الاتحاد المغربي لكرة القدم، وفي 20 يوليو/تموز 2022 تم ترشيحه من قبل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" (CAF) من بين أفضل 3 مدربين في القارة الأفريقية في حفل توزيع جوائز الكاف إلى جانب المدرب السنغالي أليو سيسي والبرتغالي كارلوس كيروش الذي كان يدرب المنتخب المصري، وهي الجائزة التي فاز بها مدرب منتخب السنغال أليو سيسي.

وفي 31 أغسطس/آب 2022 تم تقديم وليد الركراكي مدربا أول للمنتخب المغربي لكرة القدم من قبل رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم فوزي لقجع بعقد يمتد حتى 30 يونيو/حزيران 2025 وبراتب شهري قدره 60 ألف يورو، وذلك خلال مؤتمر صحفي في المجمع الرياضي محمد السادس بالرباط خلفا للمدرب البوسني وحيد خليلودزيتش، قبل أقل من 3 أشهر من نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر.

وهكذا أصبح وليد الركراكي المدرب المغربي الـ14 الذي يدرب أسود الأطلس منذ عام 1957، وبصم على مشاركة مميزة في مونديال قطر، إذ أصبح أول مدرب عربي يمر للدور الثاني في المونديال.

فقد أنهى الركراكي الدور الأول للمونديال بتعادل مع كرواتيا 0-0 (وصيف بطل العالم عام 2018)، وانتصار بنتيجة 2-0 على بلجيكا (الثاني في الترتيب العالمي للفيفا وصاحب المركز الثالث في مونديال 2018) وانتصار على كندا 2-1، وأوقعته الحسابات مع إسبانيا في دور الثمن.

الشهادات والجوائز

الركراكي حاصل على:

  • شهادة التدريب "كاف إيه" (CAF A) أو "كاف برو" (CAF Pro).
  • شهادة البكالوريا (الفرع العلمي).
  • دبلوم الدراسات الجامعية العامة "دي إي يو جي" (DEUG) في العلوم الاقتصادية والاجتماعية.

وإضافة إلى ذلك يتحدث الركراكي 4 لغات بطلاقة هي: الفرنسية والعربية والإنجليزية والإسبانية، ولذلك فهو يعد رجل تواصل بامتياز، مما يسهل عملية التفاهم مع لاعبيه وتحكمه في إدارة غرفة الملابس.

كما حصل على الجوائز والألقاب التالية:

عندما كان لاعبا:

  • بطل الدوري الفرنسي الدرجة الثانية مع نادي "أجاكسيو" سنة 2002.
  • وصيف بطل كأس أفريقيا للأمم مع المنتخب المغربي سنة 2004.
  • أحسن مدافع بالدوري الفرنسي الدرجة الثانية سنة 2002.
  • أحسن مدافع في كأس أفريقيا للأمم سنة 2004.
  • أحسن مدافع مغربي سنة 2007.
  • أحسن لاعب في تاريخ نادي "فلوري ميروجيس" سنة 2011.

في فترة عمله مدربا:

  • كأس العرش مع فريق الفتح الرياضي الرباطي سنة 2014.
  • بطولة الدوري الاحترافي المغربي مع فريق الفتح الرياضي الرباطي سنة 2016.
  • بطولة دوري نجوم قطر مع نادي الدحيل سنة 2020.
  • بطولة الدوري الاحترافي المغربي مع فريق الوداد الرياضي البيضاوي سنة 2022.
  • لقب عصبة الأبطال الأفريقية مع فريق الوداد الرياضي البيضاوي سنة 2022.
  • وصيف بطل كأس العرش مع فريق الوداد الرياضي البيضاوي سنة 2022.
  • جائزة "مارس دور" لأفضل مدرب مغربي لعامي 2014 و2015.
  • جائزة "البطولة" لأفضل مدرب مغربي لعامي 2016 و2022.
  • جائزة الاتحاد المغربي لكرة القدم لأفضل مدرب سنة 2022.
    اختير لجوائز الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" ضمن أفضل 3 مدربين في أفريقيا عام 2022.
المصدر : مواقع إلكترونية