تبنته معلمة كوبية ونجا من حادث إطلاق نار في طفولته.. ماكسويل فروست أصغر عضو في الكونغرس الأميركي

ماكسويل فروست عاش في بيئة مليئة بالعنف المسلح، لذلك قاد حملات للحد من امتلاك الأسلحة النارية في أميركا (رويترز)

ماكسويل فروست ولد عام 1997، أميركي من أصول أفريقية لاتينية، أصغر وأول شاب من الجيل "زد" (المولودون ما بين عامي 1997 و2012) يحصل على مقعد في الكونغرس الأميركي.

فاز فروست بمقعد في مجلس النواب الأميركي عن الحزب الديمقراطي ممثلا للمنطقة العاشرة في فلوريدا بالانتخابات التي أجريت في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وبذلك أصبح أصغر عضو في الكونغرس الأميركي.

المولد والنشأة

ماكسويل أليخاندرو فروست ولد في 17 يناير/كانون الثاني 1997، والدته من ولاية بورتوريكو من أصول لبنانية، ووالده من هاييتي، وتم تبنيه منذ أن كان صغيرا من امرأة كوبية تعمل معلمة، ورجل من كانساس يعمل موسيقارا.

بينما كانت والدته حاملا به، عاشت ظروفا صعبة مع 7 أبناء عليها العناية بهم، وبسبب غرقها في مستنقع المخدرات وتعرضها للعنف، مع عدم إمكانية حصولها على رعاية صحية، اتخذت قرارا بوضع فروست للتبني لعدم استطاعتها العناية بكل هذا العدد من الأولاد.

تعود أصول عائلة المرأة التي تبنته إلى كوبا، حيث انتقلت منها مع أمها إلى ميامي خلال "رحلات الحرية" في الستينيات من القرن الماضي، حيث كان يتم نقل الكوبيين في هذه الرحلات مرتين يوميا، ولـ5 أيام في الأسبوع، لذا عُدّت أكبر عملية أميركية لنقل اللاجئين جوا.

وصلت العائلة إلى كوبا بدون أي مال، فاضطرت الجدة للعمل في مصانع ميامي لأكثر من 70 ساعة في الأسبوع لإعالة أسرتها، وتعرضت للاستغلال وأجبرت على العمل في ظروف قاسية، ويقول فروست إن هذه القصة أحد أسباب دخوله عالم السياسة.

وعندما كان فروست شابا تعرض بشكل مباشر للمعاملة السيئة من قبل الشرطة، وعاش في بيئة كثر فيها العنف المسلح، وعايش بنفسه تهميش العمالة والأشخاص الملونين والتمييز ضدهم.

لم ير فروست والدته منذ تبنيه، حتى استطاع الاتصال بها عام 2021، ويقول إن تواصله معها ومعرفته بطبيعة الحياة القاسية التي عاشتها بسبب أنها امرأة "ملونة" وفقيرة، جعلته يقرر فور إغلاقه المكالمة أن يترشح للكونغرس.

ترك فروست وظيفته واتجه للعمل سائقا في أوبر خلال الحملة لتغطية نفقاتها (غيتي)

الدراسة والتكوين العلمي

يتحدث فروست اللغتين الإنجليزية والإسبانية، ودرس بكلية فالنسيا في أورلاندو بفلوريدا.

وفي مرحلته الثانوية كان جزءا من الفرقة الموسيقية "بالتأكيد نعم" (Seguro Que Sí) المكونة من 9 أفراد، كان فيها عازفا للجاز والطبول.

التجربة السياسية

ظهرت ميول فروست السياسية عندما كان عمره 15 عاما بعد حادثة إطلاق النار على مدرسة ساندي هوك الابتدائية في ولاية كنتاكي في 14 ديسمبر/كانون الأول 2012، حيث قُتل 26 معظمهم أطفال في هجوم مسلح من الشاب آدم لانزا، الذي قتل أمه قبل ينتحر في النهاية.

حضر فروست وقفة احتجاجية في واشنطن تنديدا بالمذبحة التي حصلت، وشاهد عوائل الضحايا وتكلم مع بعضهم، وقال إن مشاهدة الأسى والحزن على وجوه الحاضرين ولدت في نفسه الرغبة في العمل السياسي كي يوقف حالات العنف، وعزز من ذلك أنه كان ناجيا من حادثة إطلاق نار في طفولته.

وفي مرحلته الثانوية بدأ العمل بدوام كامل مع مرشحين سياسيين مثل الديمقراطي الاشتراكي بيرني ساندرز ووزيرة الخارجية الأميركية سابقا هيلاري كلينتون.

بعدها انضم إلى مجموعات حقوقية، منها "الاتحاد الأميركي للحريات المدنية" (ACLU)، وحركة "لنسر من أجل حياتنا" (March for Our Lives) المناهضة للعنف، وهي حركة شبابية تنظم مسيرات باستمرار للمطالبة بالحد من عمليات العنف وسن المزيد من التشريعات للحد من امتلاك الأسلحة.

وقد قادت هذه المنظمة مظاهرة ضخمة عام 2018 ضد العنف المسلح، بعد حادثة إطلاق النار والقتل الجماعي بفلوريدا في 14 فبراير/شباط 2018 في مدرسة مارجوري ستونمان داغلاس ببلدة باركلاند على بعد 72 كيلومترا شمالي مدينة ميامي، وهو الهجوم الذي راح ضحيته 17 قتيلا و14 جريحا من طلاب وموظفي المدرسة.

فرويست كان في مرحلته الثانوية عضوا في فرقة موسيقية عمل فيها عازفا للجاز والطبول (الفرنسية)

شجعه زملاؤه في الدراسة وأفراد المجتمع المحيطين به على ترشحه، حيث لم يكن واثقا من قدرته على دخول ساحة السياسة، لكنه رأى الناس متحمسين لترشح شاب ناشط حقوقي، وشعر أن أغلبية الشباب في البلاد تحتاج لمن يمثلها في الكونغرس.

بدأ المقربون منه بجمع التبرعات لحملته الانتخابية، وأولهم عائلته بالتبني، فبدأ والده الموسيقار بعزف الجاز لجمع التبرعات، ووالدته بالطبخ للفعاليات التي يقيمها، وأخته أدارت الجوانب الفنية للحملة، وخالته تولت صندوق الحملة.

ترك فروست وظيفته واتجه للعمل سائقا في أوبر خلال الحملة لتغطية نفقاتها، وتحالف مع التقدميين في الحزب الديمقراطي، مركزا في حملته على العدالة الاجتماعية ومكافحة التغير المناخي، وقال إنه سيستثمر منصبه في واشنطن للبحث عن حلول للعنف المسلح في الولايات المتحدة.

بسبب نشأته متعددة الثقافات استطاع التأثير على عدد كبير من سكان منطقته الانتخابية مما مكنه من الحصول على غالبية الأصوات.

فروست والفلسطينيون

كان فروست مدعوما من قبل المنظمين الفلسطينيين لحملته الانتخابية، حيث وقف مع الفلسطينيين خلال مسيرات ذكرى النكبة ووقف ضد عمليات الإخلاء القسري للعائلات في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وبسبب ذلك تلقى دعما قويا من الفلسطينيين، خاصة من أعضاء شبكة "فلوريدا فلسطين" الذين شاركوا في الفيديو الترويجي الأول لحملته.

دعم ماكسويل فروست مطالب إنهاء المساعدات العسكرية لإسرائيل ورفض الخلط بين معاداة السامية والصهيونية، ودعم "حركة سحب الاستثمارات في إسرائيل وفرض العقوبات" (BDS movement)، لكن قبل أسبوعين من موعد الانتخابات التمهيدية، نُشر له مقال حول القضية الفلسطينية تضايق منه داعموه الفلسطينيون.

يقول فورست في المقال إن المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل "أحد أهم مكونات المساعدات الخارجية التي نساهم فيها"، وإن حركة "سحب الاستثمارات في إسرائيل وفرض العقوبات" ستقوض فرص السلام، لذا عبّر الناخبون الفلسطينيون عن خيبة أملهم فيه وشعروا بـ"الخيانة"، خاصة أنهم ساندوه وطرقوا أبواب المنازل لدعوة الناخبين للتصويت عليه، كما جمعوا التبرعات لحملته.

مطالب فوست السياسية

يعد فوست نفسه "قائدا وطنيا" في الكفاح لإنهاء العنف باستخدام الأسلحة النارية، حيث ساعد في تمرير تشريعات تحد من انتشار الأسلحة.

وينادي بحق الإجهاض وبـ"حقوق المثليين"، كما ينادي بتوفير الحكومة الرعاية الطبية والغذاء والماء والسكن للجميع.

نشأة فروست متعددة الثقافات مكنته من التأثير على عدد كبير من سكان منطقته مما ساهم في فوزه (الفرنسية)

الوظائف والمسؤوليات

  • عضو في منظمة (Organizing for Action) عام 2012، وهي منظمة غير ربحية تدافع عن أجندة الرئيس الأسبق باراك أوباما.
  • منظم ميداني في حملة "هيلاري لأميركا" (Hillary for America) عام 2016.
  • نائب رئيس حركة "موف أون" (Move On) عام 2016 لدعم القادة التقدميين.
  • منظم ولاية فلوريدا لـ"ربيع الديمقراطية" (Democracy Spring) عام 2017، وهي حركة اجتماعية تقدمية استخدمت حملات تصعيد العصيان المدني اللاعنفي للحصول على دعم شعبي من أجل "إنهاء الفساد المالي في السياسة وحماية حق التصويت لجميع الأميركيين".
  • منظم ميداني في "الاتحاد الأميركي للحريات المدنية" عام 2018، ثم مختص تنظيم وطني عام 2019.
  • ممثل منظمة "لنسر من أجل حياتنا" (March For Our Lives).

الإنجازات

  • قاد "الاتحاد الأميركي للحريات المدنية" للفوز بإعادة حقوق التصويت لأكثر من مليون ونصف مدان بجناية سابقة في ولاية فلوريدا.
  • قاد برنامج "إقبال الناخبين" الذي ساعد في زيادة نسبة إقبال الشباب على الانتخاب، مما ساعد على عقد مجلس النواب والفوز بمجلس الشيوخ الديمقراطي.
  • ساعد في تأمين مبلغ بقيمة 5 مليارات دولار لبرامج منع العنف المجتمعي.
  • فاز بمقعد في الكونغرس ممثلا عن ولاية فلوريدا للعام في الانتخابات النصفية نوفمبر/تشرين الثاني 2022، فحصل على لقب أصغر عضو في الكونغرس، وأول عضو من الجيل "زد".
المصدر : الجزيرة + وكالات + الصحافة الأميركية