الحملة الفرنسية على مصر.. أول غزو للشرق الأوسط منذ الحروب الصليبية

الحملة الفرنسية على مصر French campaign in Egypt Historical Personalities. France. pic: 1798. Napoleon Bonaparte pictured in Egypt during the French campaign in North Africa. Napoleon Bonaparte, (1769-1821) the emperor and military leader of genius, who after a series of brilliant campaigns, was finally Historical Personalities, France, pic: 1798, Napoleon Bonaparte pictured in Egypt during the French campaign in North Africa, Napoleon Bonaparte, (1769-1821) the emperor and military leader of genius, who after a series of brilliant campaigns, was finally stopped at the Battle of Waterloo in 1815, and imprisoned on St, Helena where he died (Photo by Popperfoto via Getty Images/Getty Images) gettyimages-78951264
نابليون بونابرت قاد الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 (غيتي)

الحملة الفرنسية على مصر هي عملية عسكرية قادها الجنرال الفرنسي نابليون بونابرت على مصر عام 1798، بجيش قوامه 36 ألف مقاتل، بهدف حماية المصالح الفرنسية، ومنع إنجلترا من الوصول إلى الهند، وقد استمرت الحملة 3 سنوات، وانتهت عام 1801 بهزيمة الفرنسيين وانسحابهم.

وتعد الحملة الفرنسية على مصر أول عملية عسكرية يشنها الغرب على دولة في الشرق الأوسط منذ الحروب الصليبية التي بدأت فعليا يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني 1095 إثر خطبة ألقاها البابا أوربان الثاني في حشود المجتمعين بمؤتمر ديني في مدينة كليرمونت الفرنسية، ووصل عددها لنحو 8 حملات عسكرية بين تاريخ أول حملة عام 1095م، وآخر حملة عام 1291م.

الحملة الفرنسية على مصر French campaign in Egypt Egyptian campaign (1798-1801) : french army arriving in Egypt on july 1st, 1798, engraving by Goupil after Pingret (Photo by APIC/Getty Images)
رسم يبين وصول الجيش الفرنسي إلى مصر في الأول من يوليو/تموز 1798 (غيتي)

أسباب الحملة الفرنسية على مصر

من أهم الأسباب السياسية والعسكرية التي دفعت فرنسا للقيام بحملتها على مصر، رغبتُها في مجابهة إنجلترا -عدوتها ومنافستها في تلك الفترة- عن طريق توسيع رقعة الأراضي الفرنسية، واتخاذ مصر قاعدة عسكرية لها في الشرق الأوسط، وتزامن ذلك مع ضعف الدولة العثمانية وضياع هيبتها أمام الدولة الأوروبية.

أما على الصعيد الاقتصادي فقد سعت فرنسا إلى تحقيق مصالح اقتصادية، تتمثل في السيطرة على الطرق التجارية البحرية القادمة من الهند إلى الشرق الأوسط، وفتح الطريق أمام أسواق جديدة لتصريف البضائع والسلع الفرنسية.

لكن السبب الذي أعلنته الحكومة الفرنسية هو رغبتها في حماية رعاياها وتجارها في مصر وتأمين الرعاية لهم، بسبب كثرة اعتداءات المماليك الموالين لإنجلترا على التجار الفرنسيين واضطهادهم.

ويذهب بعض المؤرخين إلى أن الحكومة الفرنسية كانت تريد إبعاد نابليون بونابرت عن باريس للقضاء على شهرته، فأرسلته في حملة عسكرية إلى مصر.

بداية الحملة الفرنسية على مصر

بدأ التجهيز للحملة على مصر في الخامس من مارس/آذار 1798، وتكوّن الجيش الفرنسي من قوة عسكرية تقدر بـ36 ألف مقاتل، تحملهم 300 سفينة ويحرسهم أسطول حربي فرنسي مؤلف من 55 سفينة، ومدفعية، وسمّيَ بجيش الشرق، واصطحب نابليون معه مطبعة بحروف فرنسية وعربية ويونانية، ومجموعة من العلماء والنوابغ في العلوم المختلفة.

وصلت سفن الأسطول الفرنسي إلى مشارف الإسكندرية يوم 30 يونيو/حزيران 1798، وفي صباح الأول من يوليو/تموز 1798 زحف الجيش باتجاه المدينة وحاصرها، وتمكّن من احتلالها في اليوم الموالي بعد مقاومة استمرت بضع ساعات من جانب أهلها وحاكمها محمد كريم.

أهم معارك الحملة الفرنسية على مصر

على مدى أيام الحملة في مصر، والتي دامت نحو 3 سنوات، واجه المصريون قوات نابليون وأشعلوا ضدها عدة احتجاجات، وخاضوا ضدها العديد من المعارك منذ وصولها وحتى اندحارها.

الحملة الفرنسية على مصر French campaign in Egypt The Battle Of Abukir On 25 July 1799 The Battle of Abukir on 25 July 1799, 1799. From a private collection. Artist Pera, Giuseppe (active 1799-1839). (Photo by Fine Art Images/Heritage Images/Getty Images) gettyimages-1151390206
رسم يجسد مشهدا من معركة "أبو قير" يوم 25 يوليو/تموز 1799 (غيتي)

معركة شبراخيت

ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ﺃﻭﻝ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﺟﺘﺎﺯﻫﺎ ﺍﻟﺠﻴﺶ الفرنسي ﻓﻰ ﺯﺣﻔﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ، ﻓﻼﻗﺖ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﺟﺘﻴﺎﺯﻩ ﺃﺫﻯ ﻛﺒﻴﺮا ﻣﻦ ﺍﻋﺘﺪﺍﺀ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻭسرقة ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ، وﺃﺧﺬ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ في البحيرة ﻳﺘﺼﻴﺪﻭﻥ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ويقتلون أفرادها.

ﻓﻰ 13 ﻳﻮﻟﻴﻮ/تموز 1798، ﻭﻗﻌﺖ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺷﺒﺮﺍﺧﻴﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟفرنسي وﺟﻴﺶ ﻣﺮﺍﺩ ﺑﻚ قائد المماليك ﻭﺗﻌﺪﺍﺩﻩ 12 ﺃﻟفا، ﻣﻨﻬﻢ 3 ﺁﻻﻑ ﻣﻦ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ ﻭﺍﻟﺒﺎقي ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺴﻠﺤﻮﺍ ﺑﺎلعصي ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺩﻕ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ.

ورغم المعاناة الكبيرة للجيش الفرنسي في هذه المعركة، فإنه ﺍﻧﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﺶ ﻣﺮﺍﺩ ﺑﻚ نتيجة جهل هذا الأخير باﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ في ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ، واضطر مراد بك إلى التقهقر صوب القاهرة.

معركة إمبابة (الأهرام)

شهدت منطقة إمبابة الواقعة شمالي محافظة الجيزة على الجانب الغربي من نهر النيل، معركة بين الجيشين الفرنسي والمملوكي يوم 21 يوليو/تموز 1798.

هذه المعركة سميت بـ"الأهرامات" نظرا لأن الجيوش كانت تمتد من إمبابة إلى الأهرامات، وانتهت بهزيمة ساحقة للمماليك، حيث قتل 1500 مملوك، وغرق كثيرون منهم في النيل أثناء هروبهم، في حين قتل 70 فرنسيا.

انقسم الجيش المملوكي إلى قسمين، قسم انسحب إلى منطقة الصعيد بقيادة مراد بك، وآخر انسحب إلى الشام بقيادة إبراهيم بك والوالي إبراهيم باي.

وفي 22 يوليو/تموز 1798، أرسلت السلطات التركية في القاهرة مفاتيح المدينة إلى نابليون، مما يعني الاستسلام. وفي 23 يوليو/تموز 1798، دخل نابليون القاهرة دون مقاومة.

معركة "أبو قير" (النيل)

حدثت هذه المعركة بين الأسطول الفرنسي والأسطول الإنجليزي في الأول من أغسطس/آب 1798، ونتج عنها تحطم الأسطول الفرنسي وتكبده خسائر كبيرة وإحكام الأسطول الإنجليزي السيطرة على البحار.

خلال المعركة فرض الأسطول الإنجليزي حصارا على الشواطئ المصرية المطلة على البحر المتوسط لمنع وصول أي إمدادات عسكرية أو عتاد إلى الجيش الفرنسي، الأمر الذي اضطر الفرنسيين في مصر إلى الاعتماد على موارد مصر الداخلية في تدبير شؤونهم وسد حاجياتهم.

معركة الجمالية

كان نابليون مهتما بإخضاع بلاد البحر الصغير الكائنة بين المنصورة وبحيرة المنزلة لتأمين المواصلات بين دمياط والمنصورة، حتى يطمئن على سيطرته على حدود مصر الشرقية.

قصدت الحملة بقيادة الجنرال داماس مدينة الجمالية بمحافظة الدقهلية في سبتمبر/أيلول 1798، إلا أن السفن الفرنسية قد علقت في البحر الصغير من قلة المياه، فانتهز أهالي الجمالية الفرصة، وهاجموها وأطلقوا عليها النار وأمطروها بوابل من الحجارة من أعلى سور بلدتهم، ونزل الفرنسيون من السفن وحاربوا الأهالي برا ثم أحرقوا المدينة وعادوا إلى المنصورة بجثث قتلاهم.

كانت خسائر الفرنسيين في هذه المعركة تقدر بحوالي 5 قتلى و15 جريحا، في حين قتل من أهالي المدينة حوالي 500 شخص، وانتهت معركة الجمالية بانسحاب الفرنسيين إلى المنصورة، التي وصلوها يوم 21 سبتمبر/أيلول 1798.

انتفاضة القاهرة الأولى

في 21 أكتوبر/تشرين الأول 1798، ثار الشعب المصري على الجيش الفرنسي لأسباب عديدة، منها فرض الفرنسيين ضرائب عالية على المصريين تكفل إمداد الجيش بالمؤن والأموال للمحافظة على سيطرته على مصر، بعد تحطم الأسطول البحري الفرنسي وانقطاع الإمداد عنه.

قام الجيش الفرنسي أيضًا بهدم الجوامع والمآذن، واعتدى على الحريات العامة، وقتل حاكم الإسكندرية بتهمة معارضته فرنسا، مما دفع المصريين إلى الخروج في انتفاضة كبيرة تجمعت حول جامع الأزهر، وانضم إليها المشايخ والعلماء والأئمة، ثم اتسعت وضمت أحياء القاهرة خلال وقت قصير، واشتبك الثوار مع الجنود الفرنسيين، وقتلوا عددًا منهم.

وفي 22 أكتوبر/تشرين الأول 1798 توافد سكان الريف على المدينة، ودار قتال عنيف مع الجيش الفرنسي، وقتل رئيس أركانه، فبدأت المدفعية الفرنسية تضرب المدينة والثوار والجامع الأزهر والأحياء المجاورة له، وقتل أكثر من 4000 من أهالي مصر.

هذه الخسائر دفعت مشايخ الأزهر إلى طلب الهدنة، فقبل نابليون، وتم الاتفاق على إلقاء السلاح ورفع المتاريس، إلا أنه انقلب على الثوار، فدخلت قواته الجامع الأزهر وعاثت فيه فسادا، كما أمر بإعدام عدد من الثوار والعلماء، وقطع رؤوس بعضهم.

حظيت الطود باهتمام بالغ إبان الحملة الفرنسية على مصر
حظي معبد الطود في مدينة الأقصر جنوبي مصر باهتمام بالغ إبان الحملة الفرنسية (الألمانية)

معركة سمهود

انهزم مراد بك وجيشه في طهطا، إحدى قرى مركز جرجا بمحافظة سوهاج جنوبي مصر، لكنه على الرغم من ذلك لم يفقد الأمل في أن يلتقي بالفرنسيين في موقعة أخرى حاسمة يحقق فيها انتصارا، خصوصا عندما علم بمجيء قوات من الحجاز ومن عرب جدة وينبع لمساندة إخوانهم المصريين في حربهم ضد الاحتلال الفرنسي.

جاء هؤلاء من البحر الأحمر مرورا بالقصير إلى أن وصلوا قنا، وبعدها انضم إلى مراد بك أعداد غفيرة من أهالي الصعيد الثائرين من الشلالات (جنوب أسوان حتى حلفا) حتى جرجا.

أصبح جيش مراد بك مكونا من 2000 من المماليك، و7 آلاف من الفرسان المصريين، و3 آلاف من المشاة المصريين، بالإضافة إلى 2000 من عرب جدة وينبع، وبذلك أصبح قوام الجيش ما يربو على 14 ألف مقاتل.

وعلى الجانب الآخر كان الجيش الفرنسي بقيادة الجنرال ديزية مكونا من 5 آلاف مقاتل من المشاة والفرسان، و14 مدفعا وعبارة بحرية في النيل.

وقعت معركة سمهود (إحدى قرى مركز أبوتشت) شمالي محافظة قنا، وانتصر فيها الفرنسيون ليواصلوا الزحف مباشرةً لأسوان من الجانب الغربي للنيل.

معركة جهينة

وقعت معركة جهينة جنوبي مصر في العاشر من أبريل/نيسان 1799، عندما هاجمت الحملة الفرنسية عدة مدن وقرى في محافظة سوهاج، واستمات جميع أهالي جهينة في الدفاع عن بيوتهم ومناطقهم، وقضوا على الفرنسيين، وهرب من تبقى منهم، مما أجبر الحملة كاملة على التراجع من مدن وقرى المحافظة.

معركة بني عدي

في 18 أبريل/نيسان 1799 اندلعت ثورة قرية بني عدي التابعة لمركز منفلوط في محافظة أسيوط جنوبي مصر، تحت قيادة الشيخ حسن الخطيب، حيث اجتمع ما يزيد على 3 آلاف من الأهالي و300 من المماليك لمواجهة القوات الفرنسية، التي سارت إليهم بقيادة الجنرال دافو بهدف الاستيلاء على بني عدي.

حين وصل الجنرال دافو وجنوده إلى بني عدي وجدوا الأهالي جميعا حاملين السلاح، واستبسلوا في التصدي لهجمات الجيش الفرنسي، وحين شعر الفرنسيون بالعجز شرعوا في حرق القرية، وأضرموا النار في بيوتها لتتحول إلى شعلة من النار، وبهذه الوسيلة نجح الفرنسيون في الدخول إلى بني عدي بعد أن أصبحت رمادًا، وسلبوا ونهبوا الكثير من الأموال والكنوز.

شهد الصعيد أيضا معارك قصيرة مثل "قنا" و"قفط" و"أبو مناع" و"أبنود".

معركة "أبو قير" البرية

وقعت هذه المعركة بين الجيش العثماني والجيش الفرنسي بعد عودته من حملته على سوريا بمدة قصيرة، حيث واجهت القوات العثمانية بقيادة سعيد مصطفى باشا القوات الفرنسية يوم 25 يوليو/تموز 1799 بهدف القضاء على القوة الفرنسية.

انتهت المعركة بهزيمة العثمانيين ومقتل 2000 منهم، وغرق 4000 رجل، كما تم أسر عدد كبير منهم.

انتفاضة القاهرة الثانية

هرب نابليون سرا إلى فرنسا يوم 23 أغسطس/آب 1799، واستلم قيادة الحملة الفرنسية الجنرال جان بابتيست كليبر، الذي ركّز جهده على قتال العثمانيين، فانتهز المصريون فرصة انشغال الجيش الفرنسي بقتال العثمانيين، وأعلنوا ثورتهم داخل القاهرة يوم 20 مارس/آذار 1800.

كان في صفوف الثوار العلماء والتجار والأئمة والأعيان، إلا أن الجنرال كليبر انتهى من قتال العثمانيين، وعاد إلى القاهرة وحاصرها، ودك المدينة بالمدفعية، وانتهى الحصار بهدنة يوم 21 أبريل/نيسان 1800.

كان من بنود الهدنة خروج العثمانيين وعساكرهم من مصر، وكذا قسم من المماليك وكثير من أبناء أهل مصر، وعوقب الشعب بفرض غرامة ضخمة عليه، مما زاد الأوضاع الاقتصادية سوءا.

اغتيال كليبر

يوم السبت 14 يونيو/حزيران 1800، وأثناء سير الجنرال كليبر بصحبة المسيو بروتان، المهندس المعماري وعضو لجنة العلوم والفنون، خرج عليهما رجل واقترب من كليبر وطعنه 4 طعنات بالخنجر، إحداها مميتة نفذت إلى القلب.

بعد ساعة من ارتكاب الجريمة، عثر الفرنسيون على القاتل سليمان الحلبي، وهو طالب شامي كان يدرس بالأزهر الشريف، وأحيل للمحاكمة وصدر الحكم يوم 16 يونيو/حزيران 1800 بإحراق يد سليمان الحلبي، ثم إعدامه على الخازوق وترك جثته تأكلها الطير، وإعدام شركائه الأربعة بقطع رؤوسهم وإحراق جثثهم بعد الإعدام.

الحملة الفرنسية على مصر French campaign in Egypt gettyimages-1354506013 Egypt / France: 'Oedipus in Egypt'. Napoleon contemplating the Sphinx. Oil on canvas, Jean-Leon Gerome (1824-1904), 1886 The French Campaign in Egypt and Syria (1798Ð1801) was Napoleon Bonaparte's campaign in the Orient, ostensibly to protect French trade interests, undermine Britain's access to India, and to establish scientific enterprise in the region. It was the primary purpose of the Mediterranean campaign of 1798, a series of naval engagements that included the capture of Malta. Despite many decisive victories and an initially successful expedition into Syria, Napoleon and his ArmŽe d'Orient were eventually forced to withdraw by the British army, after sowing political disharmony in France, conflict in Europe, and suffering the defeat of the supporting French fleet at the Battle of the Nile. (Photo by: Pictures From History/Universal Images Group via Getty Images)
مشهد يصور نابليون بونابرت عند تمثال "أبو الهول" أثناء الحملة الفرنسية على مصر (غيتي)

انتهاء الحملة الفرنسية على مصر

قامت القوات الإنجليزية والعثمانية بحصار القاهرة، وقطع المؤن والذخائر عنها، مما اضطر الفرنسيين إلى إجراء مفاوضات يوم 27 يونيو/حزيران 1801، وتوقيع اتفاق جلائهم من القاهرة.

وفي 13 يوليو/تموز 1801، خرجت الحملة الفرنسية من القاهرة متجهة إلى الإسكندرية، ثم حاصر الجيش الإنجليزي الإسكندرية وقطع عنها المؤن.

اضطر الفرنسيون إلى الدخول في مفاوضات وتوقيع قرار جلائهم يوم 31 أغسطس/آب 1801، على أن يخرجوا من المدينة بعد 10 أيام من توقيع القرار.

نتائج الحملة الفرنسية على مصر

نتائج ثقافية وعلمية

أسهمت الحملة في تعرف المصريين على التفوق العلمي الأوروبي في المجالات المختلفة، وعملت على تأسيس مجمع علمي في مصر عام 1798، ودخول أول مطبعة للمنطقة العربية بهدف طباعة البيانات والمنشورات، بالإضافة إلى العثور على "حجر رشيد"، وفك رموزه ومعرفة أسرار عن تاريخ مصر الفرعونية.

نتائج اقتصادية

أدى الحصار الذي فرض على السواحل المصرية خلال الحملة الفرنسية على مصر إلى حركة في القطاعات الاقتصادية من خلال محاولات تأمين المؤن والحاجات في السوق المحلية.

ساهمت الحملة في إضعاف النظام الإقطاعي نتيجة لإخراج المماليك من مصر ومصادرة أراضيهم.

حاول نابليون إنعاش التجارة الخارجية عن طريق حفر قناة السويس، ورغم أنه عدل عن الفكرة لاعتقاد العلماء بتفاوت مستوى المياه بين البحرين، فإن الحملة لفتت نظر العالم إلى أهمية طريق مصر في التجارة الدولية.

نتائج سياسية

الحملة الفرنسية على مصر ترتب عليها نتائج سياسية أهمها: القضاء على مطامع فرنسا في السيطرة على مصر والشرق الأوسط، والقضاء على أسطولها البحري.

لفتت الحملة أنظار العالم إلى موقع مصر الإستراتيجي، وأهمية مكانها في الشرق الأوسط، مما دفع الإنجليز إلى محاولة احتلالها عام 1807، لكن محاولتهم باءت بالفشل.

نتج عن الحملة أيضا حدوث اتفاق بين السلطان سليم الثاني ونابليون بونابرت في أكتوبر/تشرين الأول 1802 بهدف حدوث صلح، وتطوير للعلاقات بين مصر وفرنسا.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية