آسيمي غويتا.. ضابط مالي قلّص نفوذ فرنسا في دول الساحل
ضابط برتبة عقيد، قاد انقلابين متتاليين وتولى الرئاسة في دولة مالي، وعمل على تقويض الوجود الفرنسي في بلاده، وانسحب من مجموعة الساحل، ونسج علاقات قوية مع روسيا، ومكّن لمجموعة فاغنر في منطقة الساحل الأفريقية.
المولد والنشأة
ولد آسيمي غويتا سنة 1983 في باماكو، ونشأ وتربى في محيط عسكري، حيث كان والده ضابطا ساميا، يتقلد منصب الشرطة العسكرية في الجيش المالي.
الدراسة والتكوين العلمي
بدأ غويتا دراسته في المدرسة العسكرية، حيث التحق بها في الفترة ما بين 1992-1998.
وبعد ذلك، التحق بفرقة "مامادو كوليبالي" في المدرسة العسكرية "كوليكور".
وفي سنة 2002، التحق بالقوات المسلحة، وبدأ العمل في منطقة "غاو" لمدة 3 سنوات، وتلقى دورات وتدريبات عديدة في مساره التعليمي والعسكري.
وفي 2014، حصل على شهادة مدرس من التعليم العسكري العالي.
الوظائف والمسؤوليات
بعد حصوله على شهادة مدرس في التعليم العسكري، شغل مناصب متعددة ومتنوعة في المؤسسة العسكرية:
- ففي الفترة 2014-2015، شغل منصب ضابط أركان في مركز العمليات المشتركة، وهيئة الأركان العامة، ورئيس قسم العمليات بأركان الجيش.
- وخلال فترة 2016-2017، تولى قيادة الكتيبة الخاصة المستقلة التي تنتشر بمنطقة "سوفارا" في وسط مالي.
- وفي سنة 2018، تم تعيينه قائدا للقوات الخاصة بالجيش، وقاد العديد من العمليات ضد المتمردين في شمال ووسط مالي.
- كما عمل ضمن وحدات دولية في منطقة دارفور.
في 20 أغسطس/آب 2020، قاد آسيمي غويتا ـمع مجموعة من الضباط- انقلابا عسكريا ضد الرئيس المنتخب إبراهيم أبو بكر كيتا وترأس المجلس العسكري المسمى "اللجنة الوطنية لإنقاذ الشعب"، وتشكلت بعد الانقلاب حكومة مدنية.
وفي 24 مايو/أيار 2021، أطاح بهذه الحكومة وتولى بنفسه رئاسة البلاد رسميا في يونيو/حزيران 2021.
التجربة العسكرية
لم يكن آسيمي غويتا معروفا لدى الماليين قبل الإطاحة بإبراهيم أبو بكر كيتا سنة 2020، بيد أن نشأته العسكرية، ومعايشته للأحداث السياسية والفلتان الأمني الذي عرفته بلاده منذ 2012، جعلت منه خبيرا بالتحديات الأمنية التي تعاني منها منطقة الساحل بشكل عام، ودولة مالي بشكل خاص.
ورغم حداثة سِنه تبدو تجربته العسكرية ثرية، وقد أتاحت له التعرف على مراكز القوى العالمية، ففي سنة 2005 انضم للعمل في سرب الاستطلاع 123 في منطقة كيدال بالشمال المالي.
وفي سنة 2008، شارك في دورة تدريبية في الغابون، كما حصل على دورة تدريبية أخرى في غامبيا من مركز العمليات الخاصة لمكافحة الإرهاب 2015.
وفي 2015 أيضا، تم إرساله لإكمال دورة القوات الخاصة في فلوريدا بالولايات المتحدة الأميركية، كما قضى عاما في مدرسة القيادة العسكرية العليا بموسكو، واستفاد من عدة تدريبات عسكرية في الاتحاد الأوروبي.
وعندما قاد انقلابه الأول واجه ضغوطا من المجتمع الدولي بضرورة إعادة السلطة للمدنيين، فسلّم رئاسة البلاد لـ"باه نداو" ورئاسة الوزراء لـ"مختار وان"، لكنه احتفظ لنفسه بمنصب نائب الرئيس، وعيّن رجاله المخلصين على حقائب الدفاع والأمن.
وفي 24 مايو/أيار 2021، أعلن الإطاحة بـ"نداو" ورئيس وزرائه، وسمّى نفسه رئيسا للبلاد، وجاء الإعلان عبر انقلاب جديد، هو الخامس من نوعه في تاريخ دولة مالي الحديثة، وهو الانقلاب الذي جاء بسبب تعديل وزاري تم فيه تهميش الشخصيات المحسوبة على آسيمي.
وفي 7 يونيو/حزيران 2021، أدى اليمين رئيسا للبلاد بعدما حكمت المحكمة الدستورية بذلك.
التضييق على فرنسا
ومنذ توليه رئاسة البلاد، بدأ برسم خارطة جديدة للمعاهدات والاتفاقيات الدولية، مغايرة لما كانت تسير عليه الحكومات السابقة، وقد رسم هذا التوجه بالبحث عن المكاسب من خلال لاعبين جدد، يبحثون عن موطئ قدم في المنطقة.
ابتعد آسيمي غويتا عن فرنسا وحلفائها، وتوجه نحو روسيا، حيث أبرم معها عددا من الاتفاقيات العسكرية والأمنية.
وفي 16 مايو/أيار 2022، قطعت مالي علاقتها مع مجموعة الساحل وهيئاتها، بحجة أن فرنسا تتحكم في قراراتها.
وقد تسلمت مالي في مارس/آذار 2022، عددا من المقاتلات والأسلحة الروسية، كما طردت القوات الفرنسية من أراضيها بشكل كامل.
وفي 15 أغسطس/آب 2022، طالبت مالي مجلس الأمن الدولي "بوضع حد لما تقوم به فرنسا من أعمال عدوانية وتخريبية" على أرضها، واتهمتها بالتجسس، ودعم الجماعات المسلحة.