كنيسة ويستمنستر الملكية في بريطانيا

أدرجت منظمة اليونسكو كنيسة ويستمنستر باعتبارها موقعا للتراث العالمي بسبب الهندسة القوطية عام 1987 (شترستوك)

تعد كنيسة ويستمنستر مركزا سياسيا واجتماعيا مهما لبريطانيا، وصارت "ملكية خاصة للملك" عام 1560 بعدما خرجت من تحت سلطة الكنيسة الكاثوليكية رسميا، لذلك أصبحت منذ عام 1066 مكانا لتتويج الملوك البريطانيين ومحطة أخيرة لوداعهم قبل الدفن.

وفي عام 1987 أدرجت منظمة اليونسكو الكنيسة مع قصر ويستمنستر باعتبارهما موقعين للتراث العالمي، بسبب هندستهما المعمارية التي مثّلت المراحل المتعاقبة للفن القوطي الإنجليزي.

البناء والتأسيس

بنيت كنيسة ويستمنستر في منطقة كانت تسمى جزيرة ثورني سابقا، استقر بها الرهبان البندكتيون عام 960 وأسسوا تقليدا للعبادة اليومية استمر حتى القرن الـ21.

وبعدما استقر الرهبان أنشؤوا كنيسة للعبادة بنى على أعقابها الملك إدوارد الأول كنيسة ويستمنستر، وبنى قربها قصره المعروف بـ"قصر ويستمنستر".

في عام 1245 قرر الملك هنري الثالث إعادة بناء الكنيسة على الطراز القوطي لتكون مقرا مناسبا لتنصيب الملوك ودفنهم، فلم يتبق إلا جزء بسيط من الكنيسة الأولى، ويعد هذا البناء أقرب شكل للبناء الموجود بعد الترميمات في العصر الحديث.

كنيسة ويستمنستر فارغة بسبب إجراءات الحظر للوقاية من كوفيد-19 عام 2020 (شترستوك)

الموقع

تقع كنيسة ويستمنستر في وسط العاصمة البريطانية لندن، يحدها من الشرق نهر التايمز ومقر البرلمان الموجود في "قصر ويستمنستر"، ومن الشمال "كنيسة القديسة مارغريت" وتمثال السير ونستون تشرشل، ومن الجنوب مدرسة ويستمنستر.

أبرز المعالم

أقدم باب أثري في بريطانيا

تضم الكنيسة بابا تراثيا يعد الأقدم في بريطانيا، ويتوقع أنه قد بني عام 1050م قبل الفتح النورماندي خلال بناء الكنيسة لأول مرة على الطراز الرومانسكي في عهد الملك القديس إدوارد الأول (يعرف بإدوارد المعتَرِف)، ويعد الباب الأثري أحد الأجزاء القليلة المتبقية من البناء الأول، فقد أعاد الملك هنري الثالث بناء الكنيسة عام 1245م.

نُصُب تذكارية

تحتوي الكنيسة على نَصب تذكاري يسمى "ركن الشعراء" (Poets` corner) للكتّاب والشعراء، منهم جين أوستن والأخوات شارلوت وإيميلي وآن برونتي، بالإضافة لوليام شكسبير.

يوجد نَصب تذكاري أيضا لجندي بريطاني مجهول دفن في صحن الدير للتعبير عن التضامن مع من قضوا نحبهم أثناء الحرب العالمية الأولى.

مقبرة الموسيقار عازف الأرغن جون بلو داخل كنيسة ويستمنستر (شترستوك)

كرسي التتويج

يوجد بالكنيسة أيضا كرسي التتويج الذي صنع بأمر من الملك إدوارد الأول، ووضع بأسفله "حجر سكون" (Stone of Scone)، يعد الكرسي من أشهر قطع الأثاث التاريخية في العالم، واستعمل في مراسم تتويج الملوك البريطانيين لـ7 قرون.

يسمى الحجر أيضا "حجر القدر"، وهو كتلة مستطيلة، ويشكل أهمية تاريخية للأسكتلنديين لكونه أتى من أرضهم، حيث طلب الملك إدوارد الأول نقله إلى لندن، واستعاده الأسكتلنديون لفترة قبل أن يعاد إلى بريطانيا.

الرصيف الكوزماتي

توجد أمام المذبح العالي في الكنيسة أرضية فسيفسائية بها 3 نقوش تعود للقرون الوسطى، صنعت من أشكال هندسية من الحجر والزجاج الملون لتكوِّن رصيفا يسمى "الرصيف الكوزماتي" نقشت عليه رسالة تتنبأ بنهاية العالم، ولم تظهر إلا بعد عملية تنظيف وصيانة كبيرة للكنيسة.

أبرز من دفنوا في كنيسة ويستمنستر

ضمت كنيسة ويستمنستر رفات أكثر من 3 آلاف شخص بعضهم ملوك وبعضهم علماء ودبلوماسيون وشعراء وكهنة وكتّاب ومؤلفو موسيقى.

كان أول من دُفن داخل الكنيسة الملك إدوارد الأول، بينما كان جورج الثاني آخر ملك يدفن عام 1760، ولم يقتصر الأمر على دفن الملوك، بل حظيت الملكات أيضا بمكان في الكنيسة من بينهن الملكة إليزابيث الأولى وماري ملكة أسكتلندا.

ومن أبرز الشخصيات الأخرى التي دُفنت داخل الكنيسة أيضا، العالمان إسحاق نيوتن وستيف هوكينغ، ومن الكتاب والشعراء ماري تريفور وجيفري تشوسر، ومن المؤلفين الموسيقيين جورج فريديك هاندل، بالإضافة للممثل لورانس أوليفييه، والمهندس المعماري روبرت آدم والجندي البريطاني المجهول من الحرب العالمية الأولى.

كانت الكنيسة طوال تاريخها شاهدة على تتويج ملوك بريطانيا، آخرهم الملكة إليزابيث الثانية عام 1953 (شترستوك)

أبرز الأحداث

افتتحت الكنيسة في 28 ديسمبر/كانون الأول عام 1065، وبعدها بعام شهدت إقامة أول حفل تتويج بإعلان وليام الأول ملكا للبلاد.

بدأ هنري الثالث في تشييد البناء الحالي للكنيسة عام 1245، ثم أنشأ كرسي التتويج عام 1301، والذي استعمل في احتفالات التتويج للملوك البريطانيين منذ عام 1038.

شهدت الكنيسة 16 حفل زفاف حتى عام 2011، منها زواج الملكة إليزابيث الثانية من الأمير فيليب عام 1947، وكان أول حفل يبث على التلفاز.

وأقيم أول حفل زفاف في الكنيسة عام 1100 للملك هنري الأول وزوجته ماتيلدا، أميرة أسكتلندا.

وكان الحفل الـ16 لزواج الأمير وليام بكاثرين إليزابيث ميدلتون، ابنة مايكل فرانسيس ميدلتون وكارول إليزابيث غولدسميث، في 29 أبريل/نيسان 2011، الذي وصف بـ"زفاف القرن".

كانت الكنيسة طوال تاريخها شاهدة على تتويج ملوك بريطانيا، وآخرهم الملكة إليزابيث الثانية عام 1953.

أضيفت لوحة فنية جديدة داخل الكنيسة تكريما للملكة إليزابيث الثانية في سبتمبر/أيلول 2018، وهي نافذة زجاجية ملونة من تصميم الفنان ديفيد هوكني.

في سبتمبر/أيلول 2022 أقيمت الجنازة الرسمية للملكة إليزابيث الثاية في كنيسة ويستمنستر، بعدما نقل نعشها إليها آتيا من قصر ويستمنستر، وسط طقوس دينية شارك فيها رئيس أساقفة كانتربيري.

المصدر : مواقع إلكترونية

إعلان