أرسلت أول كتيبة من "قوات حفظ السلام" إلى كازاخستان.. ماذا تعرف عن منظمة معاهدة الأمن الجماعي؟

يقع مقر المنظمة في العاصمة الروسية موسكو، ولها أمانة عامة دائمة، في حين تتناوب الدول الأعضاء على رئاسة المجموعة، وتستمر الفترة الرئاسية لسنة واحدة.

قمة لرؤساء الدول الأعضاء بمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في العاصمة الروسيبة موسكو (رويترز)

أعلنت "منظمة معاهدة الأمن الجماعي" (CSTO) التي ترعاها روسيا أن موسكو أرسلت اليوم الخميس السادس من يناير/كانون الثاني 2022، أول كتيبة من "قوات حفظ السلام" تلبية لطلب من الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف.

ووفق بيان رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان -الذي يترأس المنظمة- فإن مجلس الأمن التابع للمنظمة قرر إرسال قوات حفظ سلام إلى كازاخستان لفترة محددة وفقا للمادة 4 من اتفاقية الأمن الجماعي، بهدف إعادة الاستقرار فيها.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

وأمس الأربعاء، أعلن الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف أنه طلب المساعدة من قادة الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي بسبب الوضع الحالي في البلاد.

وأكد توكاييف -في تصريحات صحفية- أنه طلب المساعدة من قادة الدول الأعضاء في المنظمة لإعادة النظام ببلاده في إطار الاتفاقية بين الدول الأعضاء.

فما منظمة معاهدة الأمن الجماعي؟ وما الدول الأعضاء فيها؟ ومتى تأسست؟ وما طبيعة الميثاق الذي تتبناه؟ وماذا عن أبرز الأزمات التي تدخلت فيها منذ إنشائها حتى الآن؟

التأسيس والبروتوكول والمسار

ـ 15 مايو/أيار 1992: وقّعت 6 دول من دول ما بعد الاتحاد السوفياتي المنتمية إلى كومنولث الدول المستقلة، وهي روسيا، وأرمينيا، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، وأوزبكستان على معاهدة الأمن الجماعي (والتي يشار إليها أيضا باسم ميثاق طشقند أو معاهدة طشقند).

ـ عام 1993: وقعت على المعاهدة 3 من دول ما بعد الاتحاد السوفياتي، وهي أذربيجان، وبيلاروسيا، وجورجيا.

ـ 20 أبريل/نيسان 1994: دخلت المعاهدة حيز التنفيذ.

ـ الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 1995: تم اعتماد المعاهدة من قبل الأمانة العامة للأمم المتحدة.

ـ يقع مقر المنظمة في العاصمة الروسية موسكو، ولها أمانة عامة دائمة، في حين تتناوب الدول الأعضاء على رئاسة المجموعة، وتستمر الفترة الرئاسية لسنة واحدة.

إعلان

ـ عام 1997: انضمت أوزبكستان في الوقت نفسه إلى منظمة "غوام"، التي أسستها جورجيا، وأوكرانيا، وأذربيجان، ومولدوفا والتي يُنظر إليها بشكل كبير على أنها تهدف إلى مواجهة النفوذ الروسي في المنطقة.

ـ خلال أحداث خريف عام 1996 وصيف 1998 بسبب التطور الخطير للوضع في أفغانستان بالقرب من حدود دول آسيا الوسطى الأعضاء في المنظمة، تم تطبيق بنود المعاهدة لمنع محاولات عناصر طالبان وتنظيم الدولة من زعزعة استقرار الوضع في المنطقة.

ـ الثاني من أبريل/نيسان 1999: وقع 6 أعضاء فقط على بروتوكول يجدد المعاهدة لمدة 5 سنوات أخرى.

انسحاب 3 دول

ـ رفضت أذربيجان وجورجيا وأوزبكستان التوقيع على المعاهدة وانسحبوا منها.

ـ في الفترة 1999-2000: نتيجة للتدابير الفعالة التي نفذتها الدول الأعضاء في المنظمة بمشاركة أوزبكستان، تم تحييد التهديد الناجم عن الأعمال الواسعة النطاق للجماعات المسلحة في جنوب قيرغيزستان وأماكن أخرى في آسيا الوسطى.

ـ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2002: التوقيع على ميثاق المنظمة من قبل رؤساء جميع الدول الأعضاء.

ـ الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2004: تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بمنح منظمة معاهدة الأمن الجماعي صفة مراقب في الجمعية العامة.

ـ عام 2005: انسحبت أوزبكستان من منظمة غوام.

ـ عام 2006: انضمت أوزبكستان مرة أخرى إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي بصفتها عضوا كاملا.

ـ مايو/أيار 2007: اقترح الأمين العام للمنظمة نيقولاي بورديوژا إمكانية انضمام إيران للمنظمة، حيث قال "منظمة معاهدة الأمن الجماعي منظمة مفتوحة. وإذا كانت إيران موافقة على تطبيق ميثاقنا، فسوف ننظر في طلبها".

ـ في حال لو انضمت إيران للمنظمة فستكون الدولة الوحيدة العضو بها من خارج الاتحاد السوفياتي السابق.

ـ السادس من أكتوبر/تشرين الأول 2007: وقعت دول المنظمة في قمتهم بالعاصمة الطاجيكية دوشنبه، أكثر من 20 وثيقة مشتركة، من أبرزها ربط المنظمة بمنظمة شنغهاي للتعاون الأمني التي ترأسها الصين وتضم كلا من كزاخستان وقرغيزيا وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان، بينما تتمتع الهند ومنغوليا وإيران وباكستان بصفة المراقب.

ـ وقع رؤساء الدول الأعضاء بمنظمة الأمن الجماعي أثناء القمة على بروتوكول يتضمن آلية تقديم المساعدات العسكرية التقنية للدول الأعضاء في المنظمة، في حال ظهور تهديد بالعدوان عليها، أو في حالة العدوان الفعلي عليها.

ـ أما المسائل العملية لتقديم مثل هذه المساعدات أثناء وقوع العدوان فتجري تجربتها من خلال المناورات العسكرية المشتركة التي تنظمها قيادات الأركان على 3 مستويات؛ إستراتيجي وميداني وتكتيكي.

ـ 28 مارس/آذار 2008: صدق البرلمان الأوزبكي على عضويتها في منظمة معاهدة الأمن الجماعي.

مناورات "رابيز 2008"

ـ يوليو/تموز 2008: جرت المرحلة الأولى للمناورات في أرمينيا باسم "رابيز 2008″، إذ أجرى 4 آلاف جندي من جميع البلدان الأعضاء السبعة المكونة للمنظمة تدريبات عملية وإستراتيجية وتكتيكية مع التركيز على تعزيز كفاءة عنصر الأمن الجماعي في شراكة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، ثم جرت المرحلة الثانية في موسكو.

إعلان

ـ اشترك في المرحلتين الثالثة والرابعة القوات المرابطة في القاعدة العسكرية الروسية 102 الموجودة في الأراضي الأرمنية، وكذلك قوات أرمينية وقوات عائدة للدول الأعضاء الأخرى.

ـ 14 يونيو/حزيران 2009: عقدت في موسكو قمة المنظمة، وسط مقاطعة روسيا البيضاء لاجتماعاتها نتيجة الخلافات السياسية المتنامية مع روسيا إثر الحظر الذي فرضته على منتجات الألبان لروسيا البيضاء.

ـ بحثت القمة خطط لقوة الرد السريع التي يمكن أن تعزز قوة وهيبة منظمة معاهدة الأمن الجماعي.

ـ العاشر من ديسمبر/كانون الأول 2010: إعلان الدول الأعضاء إنشاء قوة حفظ سلام تابعة للمنظمة، بالإضافة إلى التوقيع على حزمة من الوثائق المشتركة.

ـ عام 2011: حدثت أكبر التدريبات المشابهة في جنوب روسيا وآسيا الوسطى وضمت أكثر من 10 آلاف جندي و70 طائرة مقاتلة.

ـ 28 يونيو/حزيران 2012: علقت أوزبكستان عضويتها في المنظمة بعد اتفاقها مع الولايات المتحدة على استقبال المعدات التي ستنقلها واشنطن من أفغانستان مقابل عقود تشجيعية للصيانة والذخيرة.

ـ عام 2013: تم قبول أفغانستان وصربيا كمراقبين في المنظمة.

ـ 23 سبتمبر/أيلول 2013: انعقدت قمة المنظمة في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود، لبحث عدد من الملفات كان في صدارتها القضية السورية وملف أفغانستان.

ـ أغسطس/آب 2014: شارك 3 آلاف جندي من الدول الأعضاء، في تدريبات الحرب النفسية وحرب النت في كازاخستان، وذلك في إطار مناورات حربية تديرها المنظمة.

ـ 19 مارس/آذار 2015: عرض الأمين العام للمنظمة نيكولاي بورديوزا إرسال بعثة حفظ سلام إلى دونباس في أوكرانيا قائلا "نحن على استعداد لتوفير وحدات حفظ السلام إذا اتخذت الأمم المتحدة مثل هذا القرار".

ـ يوليو/تموز 2021: ناشدت طاجيكستان أعضاء المنظمة للمساعدة في التعامل مع التحديات الأمنية الناشئة من أفغانستان المجاورة حيث فرّ آلاف الأفغان، بمن فيهم قوات الشرطة والقوات الحكومية، إلى طاجيكستان بعد أن سيطرت حركة طالبان على أجزاء كثيرة من أفغانستان.

ـ 16 سبتمبر/أيلول 2021: أقرت قمة المنظمة المنعقدة في طاجيكستان خطة للتحرك في حال تدهور الأوضاع على حدود طاجيكستان مع أفغانستان، كما أعلنت إجراء مناورات عسكرية واسعة لقواتها في أكتوبر/تشرين الأول 2021 قرب تلك الحدود.

الأهداف.. سياسية وعسكرية

ـ وفق مراقبين، فإن موسكو تسعى من خلال المنظمة إلى استعادة أمجاد حلف وارسو ومواجهة تطلعات حلف شمال الأطلسي "ناتو".

ـ تسعى المنظمة إلى تحقيق جملة من الأهداف في المجالين السياسي والعسكري، أبرزها:

– ضمان الأمن الجماعي والدفاع عن سيادة أراضي الدول الأعضاء واستقلالها ووحدتها.

– التعاون العسكري والحفاظ على الأمن والسلم في المنطقة.

– محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل.

ـ ينص ميثاق المنظمة على امتناع الدول الأعضاء عن استعمال القوة أو التهديد فيما بينها، وعن الانضمام إلى أحلاف عسكرية أخرى.

ـ كما نص على أن الاعتداء على أي عضو في المجموعة يعتبر اعتداء على بقية الأعضاء.

ـ وينص ميثاق المنظمة أيضا أنه في حالة إنشاء نظام للأمن الجماعي في أوروبا وآسيا، وإبرام معاهدات الأمن الجماعي لتحقيق الغاية من إنشاء المنظمة، ستدخل الدول الأعضاء في مشاورات فورية مع بعضها البعض بهدف عمل التعديلات اللازمة على هذه المعاهدة.

ـ تواجه أطراف المعاهدة تحديات كثيرة منها توحيد الموقف بشأن عسكرة الاتفاقية وهو الهدف الذي تسعى روسيا إلى تحقيقه بغرض مواجهة أطماع حلف "الناتو" ومحاصرة تطلعاته في القارة الآسيوية.

ـ أثار المسعى الروسي العديد من المخاوف لدى بعض أطراف المعاهدة التي رأت فيه محاولة لإحياء حلف وارسو والتضييق على خياراتها وسياساتها السيادية.

إعلان
المصدر: الجزيرة + مواقع إلكترونية + ويكيبيديا

إعلان