أعلن تعليق نشاطه السياسي.. سعد الحريري رجل الحكم والمال

سعد الحريري
رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري (الجزيرة)

للمرة الأولى منذ دخوله الساحة السياسية عام 2005، أعلن رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، سعد الحريري (51 عاما)، "تعليق" نشاطه السياسي وعدم الترشح للانتخابات النيابية المقبلة أو تقديم أي ترشيحات من "تيار المستقبل"، الذي يتزعمه.

وأعرب الحريري، خلال مؤتمر صحفي الاثنين 24 يناير/كانون الثاني 2022، عن اقتناعه "أن لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني والتخبط الدولي، والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة".

وسعد هو نجل رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري، الذي اغتيل في العاصمة بيروت، يوم 14 فبراير/شباط 2005، واتُّهم كل من النظام السوري و"حزب الله" باغتياله مقابل نفي منهما.

والحريري الابن من أهم شخصيات قوى "14 آذار" اللبنانية (المناهضة لمحور إيران- حزب الله- سوريا) ويتمتع بعلاقات دولية واسعة، خاصة مع فرنسا.

النشأة والمولد

ـ 18 أبريل/نيسان 1970: ولد الحريري في العاصمة السعودية الرياض.

ـ درس الابتدائية بمدينة صور بلبنان قبل أن يلتحق بإحدى المدارس الداخلية الفرنسية.

ـ تابع دراساته الجامعية في جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة حيث حصل على شهادة إدارة الأعمال الدولية.

ـ تخرّج من جامعة "جورج تاون" في العاصمة الأميركية واشنطن.

ـ عام 1992: حاز على إجازة في إدارة الأعمال الدولية.

ـ يحمل سعد إلى جانب جنسيته اللبنانية الجنسية السعودية والفرنسية. ويصنف ضمن لائحة أغنى أغنياء العالم.

ـ الحريري متزوج من السورية "لارا"، ابنة بشير العظم، أحد أهم المقاولين السوريين في السعودية، ولديهما من الأبناء: حسام الدين، لولوة، عبد العزيز.

عالم الأعمال

ـ يمتلك الحريري استثمارات في مشاريع متعلقة بالاتصالات والعقارات في أنحاء عديدة من العالم.

ـ حاز وسام الاستحقاق الوطني الفرنسي في 18 مارس/آذار 1997.

ـ نشط سعد الحريري في عالم الأعمال فعمل بشركة "سعودي أوجر" ثم أصبح مديرها العام وذلك من 1994 إلى 2005، وكان والده قد أسسها ويعمل بها ما يناهز 35 ألف موظف.

ـ رئيس اللجنة التنفيذية لشركة "أوجر تليكوم" العاملة في الاتصالات.

ـ رئيس الشركة القابضة "أُمنية هولدنغز".

ـ عضو مؤسسة الأعمال الدولية.

ـ عضو بنك الاستثمار السعودي.

ـ عضو مجموعة الأبحاث والتسويق السعودية.

ـ مالك تلفزيون المستقبل.

الحياة السياسية

ـ لم يكن الحريري الابن معروفا في الأوساط اللبنانية قبل 2005، لكن بعد اغتيال والده ترأس "تيار المستقبل"، الذي أسسه الحريري الأب.

ـ شكّل الحريري "تكتل قوى 14 آذار" الذي ضم قوى سياسية، من أبرزها تيار المستقبل بزعامته، والحزب التقدمي الاشتراكي، وحزب الكتائب، والقوات اللبنانية.

ـ عام 2005: انتُخب الحريري نائبا في البرلمان، ثم أعيد انتخابه في 2009، وانتُخب للمرة الثالثة في 2018، مع تراجع شعبية كتلته من 35 إلى 21 نائبا.

ـ 27 يونيو/حزيران 2009: كُلف سعد الحريري من قبل الرئيس ميشال سليمان بتشكيل الحكومة، لكنه واجه صعوبات عديدة ليعلن في 10 سبتمبر/أيلول 2009 اعتذاره عن تشكيلها.

ـ 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2009: عقب إعادة تكليفه من قبل رئيس الجمهورية، وجولة حوارات ومفاوضات شاقة مع مختلف التيارات السياسية، نجح الحريري في أن يعلن تشكيل حكومته الأولى.

ـ واجهت حكومته صعوبات عديدة مع اقتراب صدور القرار الظني في جريمة اغتيال والده، حيث أصر وزراء حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر على طرح موضوع شهود الزور بالقضية، وطلب إحالتهم إلى المجلس العدلي.

ـ 12 يناير/كانون الثاني 2011: في ظل هذه الأزمة السياسية استقال وزراء تكتل الإصلاح والتغيير وحركة أمل وحزب الله من الحكومة، وارتفع عدد الوزراء المستقيلين ليصل إلى 11 وزيرا، مما أفقد الحكومة نصابها الدستوري وجعلها حكومة مستقيلة.

ـ عام 2011: بعد سقوط حكومته، غادر سعد الحريري لبنان ليعيش بالمنفى الاختياري متنقلا بين فرنسا والسعودية.

ـ أغسطس/آب 2014: عاد إلى لبنان في ظل فراغ موقع رئاسة الجمهورية بعد انتهاء فترة الرئيس ميشال سليمان واستقطاب حاد في الساحة الداخلية.

ـ 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2016: كلف الرئيس ميشال عون سعد الحريري بتشكيل حكومة جديدة بعد تأييد معظم النواب والكتل البرلمانية، ولا سيما كتلة التغيير والإصلاح التي كان يرأسها عون.

ـ 31 أكتوبر/تشرين الأول 2016: لإنهاء فراغ بمنصب رئيس الجمهورية، جرى انتخاب ميشال عون رئيسا ضمن صفقة سياسية ترأس الحريري بموجبها الحكومة للمرة الثانية.

استقالة وتراجع

ـ 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2017: فجّر الحريري أزمة سياسية ودبلوماسية تطورت لاحقا إلى أزمة بين لبنان والسعودية بعد إعلانه استقالته من رئاسة الحكومة، وذلك في خطاب متلفز من العاصمة الرياض بثته وسائل إعلام سعودية.

ـ أعرب الحريري في خطاب الاستقالة عن خشيته من تعرضه للاغتيال، مضيفا "لمست ما يحاك سرا لاستهداف حياتي"، مشيرا إلى أن ذلك يشبه المرحلة التي سبقت اغتيال والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.

ـ أشار الحريري إلى الأسباب التي دفعته للاستقالة بقوله إنه يشعر بوجود دولة داخل الدولة، في إشارة إلى حزب الله، وشدد على رفضه استخدام سلاح الحزب ضد اللبنانيين والسوريين، وقال إن "تدخل حزب الله تسبب لنا في مشكلات مع محيطنا العربي".

ـ بقي الحريري نحو أسبوعين في السعودية تردد خلالها حديث واسع عن وجوده تحت إقامة جبرية، بل قال الرئيس اللبناني في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 إن رئيس الوزراء تعرض إلى "الخطف". وطالب السعودية بتوضيحات عن وضعه الذي يكتنفه الغموض، وانضمت واشنطن إلى المطالبين بعودته إلى بلاده.

ـ 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 غادر الحريري الرياض متوجها إلى فرنسا بعد أسبوعين من استقالته المفاجئة التي أثارت تساؤلات عما إذا كان محتجزا، وذلك بعد تدخل فرنسي لدى السلطات السعودية.

ـ 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 وصل إلى بلاده (لبنان)، وأعلن بعد لقاءٍ له مع الرئيس ميشال عون التراجع عن استقالته بعد طلب من الرئيس، وجدد دعوته إلى النأي بالنفس عن كل ما يمس الأشقاء العرب، حسب قوله.

ـ مايو/أيار 2018: خلال الانتخابات النيابية التي جرت تراجع حزب الحريري (تيار المستقبل)، وحصل على 21 مقعدا فقط، مما يعني خسارته ثلث المقاعد التي فاز بها عام 2009، مقابل فوز حزب الله وحلفائه بأكثر من نصف المقاعد.

ـ عام 2018: للمرة الثالثة، ترأس الحريري الحكومة بعد انتخابات تشريعية قلّصت عدد مقاعد تياره البرلمانية.

ـ 29 أكتوبر/تشرين الأول 2019: أعلن استقالة حكومته تحت ضغط احتجاجات شعبية اندلعت في 17 من ذلك الشهر، في ظل اتهامات للطبقة السياسية بالفساد والافتقار للكفاءة.

ـ نوفمبر/تشرين الثاني 2020: بعد استقالة حكومة حسان دياب في أغسطس/آب 2020، عقب انفجار المرفأ، أُعيد تكليفه بتشكيل الحكومة، لكن بعد سقوط تسويته مع الرئيس ميشال عون وصهره النائب جبران باسيل، وبلوغ خلافاتهما ذروة غير معهودة وعجزه عن تشكيل الحكومة، أعلن اعتذاره عن عدم تشكيلها وغادر البلاد.

ـ قبل أيام، عاد الحريري إلى لبنان، ليعلن الاثنين 24 يناير/كانون الثاني 2022، "تعليق" عمله في الحياة السياسية وعدم خوض الانتخابات النيابية المقررة في مايو/أيار 2022.

ـ قال الحريري، خلال مؤتمر صحفي، إن منع الحرب الأهلية فرض عليه تسويات أتت على حسابه، منها زيارة دمشق وانتخاب عون وغيرها، وقد تكون السبب في عدم اكتمال النجاح للوصول إلى حياة أفضل للبنانيين، وفق قوله.

العلاقة مع النظام السوري

ـ في بداية حياته السياسية، كانت علاقات الحريري مع النظام السوري ورئيسه بشار الأسد متوترة على خلفية اغتيال والده.

ـ لكن العلاقات تحسّنت بعد زيارة أجراها الحريري لدمشق، بصفته رئيسا لوزراء لبنان، في 19 ديسمبر/كانون الأول 2009.

ـ إلا أن الحريري اتخذ موقفا داعما لثورة شعبية اندلعت بسوريا، في مارس/آذار 2011، للمطالبة بتداول سلمي للسلطة.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية