من الشاه إلى رئيسي.. كيف رسمت الأزمات المتلاحقة سياسة إيران الحالية؟
يعد إبراهيم رئيسي هو الرئيس الثامن لإيران منذ الثورة التي أسقطت نظام الشاه (الملك) وحكم أسرة بهلوي وأسّست الجمهورية الإسلامية في عام 1979
صباح الثلاثاء 3 أغسطس/آب 2021، تم نقل السلطة التنفيذية رسميا في إيران من حسن روحاني إلى إبراهيم رئيسي بحضور المرشد علي خامنئي في حسينية الإمام الخميني بطهران ومشاركة عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية والدينية الإيرانية.
ويعد رئيسي هو الرئيس الثامن لإيران منذ الثورة التي أسقطت نظام الشاه (الملك) وحكم أسرة بهلوي وأسّست الجمهورية الإسلامية في عام 1979.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsأزمة المياه.. إيران والدول العربية في القارب نفسه
كسر الرقم القياسي للتضخم منذ 75 عاما في إيران
رئيسي في حفل تنصيبه: سنتابع موضوع رفع العقوبات لكن لن نربط حياة الإيرانيين بإرادة الأجانب
"الشعب يريد"
الرئيس الإيراني الجديد أكد أن إدارته ستتابع موضوع رفع العقوبات، لكنها لن تربط حياة الإيرانيين بإرادة الأجانب، وفق تعبيره.
وقال رئيسي -في حفل تنصيبه رسميا رئيسا لإيران- إن مواجهة عجز الميزانية والتضخم، واحتواء تفشي كورونا سيكونان أولويتين لحكومته.
وأضاف رئيسي أن الانتخابات الأخيرة كانت رسالة من الشعب لتغيير الوضع الراهن، خاصة الظروف الاقتصادية، مشيرا إلى أن الشعب يريد تحولا وتغييرا في البلاد، وبرنامج الحكومة يعتمد على هذه الفكرة.
الجمهورية الإسلامية
ـ مطلع فبراير/شباط 1979، عاد الإمام روح الله الخميني (24 سبتمبر/أيلول 1902- 3 يونيو/حزيران 1989) إلى إيران من منفاه بعد حوالي أسبوعين من مغادرة الشاه محمد رضا بهلوي (26 أكتوبر/تشرين الأول 1919 إلى 27 يوليو/تموز 1980) البلاد إلى المنفى في أعقاب احتجاجات واسعة ضد نظامه.
– مطلع أبريل/نيسان 1979، أُعلن قيام الجمهورية الإسلامية.
أزمة الرهائن
ـ 4 نوفمبر/تشرين الثاني 1979، اقتحم طلاب إسلاميون السفارة الأميركية في طهران، مطالبين بإعادة الشاه إلى بلاده بعد إدخاله المستشفى في الولايات المتحدة.
ـ احتجز الطلاب 52 دبلوماسيا وموظفا لفترة 444 يوما، تخلّلها في 7 أبريل/نيسان 1980 قطع واشنطن علاقاتها الدبلوماسية مع طهران وفرض حصار تجاري عليها.
الحرب العراقية
ـ 22 سبتمبر/أيلول 1980، شنّ العراق حربا ضد إيران بعد انسحاب الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين (28 أبريل/نيسان 1937 – 30 ديسمبر/كانون الأول 2006) من اتفاقية الجزائر عام 1975 حول شطّ العرب.
ـ امتدّت الحرب التي تعرف في إيران باسم "الدفاع المقدس"، 8 أعوام وأودت بحياة مئات الآلاف من الجانبين.
ـ انتهت الحرب في 20 أغسطس/آب 1988 باتفاق وقف إطلاق نار برعاية الأمم المتحدة.
المرشد خامنئي
– بعد وفاة الخميني، في 3 يونيو/حزيران 1989، انتخب آية الله علي خامنئي (17 يوليو/تموز 1939) الذي كان يتولّى رئاسة الجمهورية منذ أكتوبر/تشرين الأول 1981، مرشدا أعلى وقائدا للثورة.
– يوليو/تموز 1989، انتخب المحافظ المعتدل أكبر هاشمي رفسنجاني (25 أغسطس/آب 1934 – 8 يناير/كانون الثاني 2017) رئيسا، وأعيد انتخابه لولاية ثانية في 1993.
ـ أشرف رفسنجاني، أحد أبرز الوجوه السياسية في الجمهورية الإسلامية، على سياسة انفتاح نسبي حيال الغرب وقاد عملية الإعمار بعد حرب العراق.
عهد خاتمي
ـ 23 مايو/أيار 1997، انتخب الإصلاحي محمد خاتمي (14 أكتوبر/تشرين الأول 1943) رئيسا للجمهورية، وواجه معارضة شديدة من السياسيين المحافظين على امتداد عهده (حتى 2005).
ـ خلال ولايته الأولى، شهدت إيران في يوليو/تموز 1999 احتجاجات واسعة تخلّلتها مواجهات بين الشرطة والطلاب.
"محور الشر"
ـ 29 يناير/كانون الثاني 2002، صنّف الرئيس الأميركي جورج بوش الابن (حكم من 2001 – 2009) إيران ضمن "محور الشر" مع العراق وكوريا الشمالية، واتّهمها بدعم "الإرهاب" والسعي لحيازة أسلحة دمار شامل.
حقبة نجاد
ـ 25 يونيو/حزيران 2005، فاز محمود أحمدي نجاد (3 أغسطس/آب 2005 – 3 أغسطس/آب 2013) بالانتخابات الرئاسية، وعرف بمواقفه المثيرة للجدل والشعبوية.
ـ استأنفت إيران في عهده تخصيب اليورانيوم، مثيرة قلق دول غربية اشتبهت في سعيها لتطوير سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران حتى اليوم.
ـ إعادة انتخابه في 2009 أثارت احتجاجات واسعة النطاق اعتمدت السلطات الشدّة في التعامل معها.
الاتفاق النووي
ـ تلا انتخاب رجل الدين المعتدل حسن روحاني (4 أغسطس/آب 2013 ـ 3 أغسطس/آب 2021) في 15 يونيو/حزيران 2013 رئيسا، تحسّن العلاقات مع الولايات المتحدة ودول العالم، خصوصا الغربية.
ـ توصّلت إيران إلى اتفاق مع الدول الكبرى بشأن برنامجها النووي في 14 يوليو/تموز 2015، أتاح رفعا جزئيا للعقوبات الاقتصادية عنها في مقابل قيود على برنامجها النووي وضمان سلميته، بعد توترات بشأنه امتدت 12 عاما.
قطع العلاقات مع السعودية
ـ في يناير/كانون الثاني 2016، قطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع طهران بعد هجوم على سفارة المملكة في طهران من محتجّين على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي المعارض نمر النمر (21 يونيو/حزيران 1959 ـ 2 يناير/كانون الثاني 2016).
ـ اتّهمت السعودية إيران بـ"التدخل" في شؤون دول عربية و"زعزعة الاستقرار" في المنطقة من خلال نفوذ إقليمي متزايد.
انسحاب أميركي
ـ في الثامن من مايو/أيار 2018، أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب (20 يناير/كانون الثاني 2017 – 20 يناير/كانون الثاني 2021) سحب بلاده من الاتفاق النووي وأعاد فرض عقوبات على إيران، في سياق سياسة "ضغوط قصوى" لإدارته حيال طهران.
ـ بعد عام، بدأت إيران تدريجيا التراجع عن التزاماتها الأساسية المنصوص عليها في الاتفاق.
ـ دفعت العقوبات الأميركية المتجددة الغالبية العظمى من المستثمرين الأجانب إلى الخروج من إيران التي خسرت أيضا غالبية مستوردي نفطها.
– في أبريل/نيسان 2021، بدأت طهران والقوى الكبرى إجراء مباحثات سعيا لإحياء الاتفاق، في ظلّ عزم الرئيس الأميركي جو بايدن (20 يناير/كانون الثاني 2021 ـ 20 يناير/كانون الثاني 2025) على إعادة بلاده إليه مقابل تنفيذ طهران التزاماتها.
احتجاجات الوقود
ـ شهدت مدن إيرانية عدة احتجاجات في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 بعد إعلان رفع أسعار الوقود.
ـ تعاملت السلطات بشدّة مع الاحتجاجات، وأعلنت رسميا أنّها أدت إلى وفاة 230 شخصا، لكنّ منظمات غير حقوقية قدّرت سقوط عدد أكبر من الضحايا، مثل منظمة العفو الدولية التي أفادت بمقتل 304 أشخاص.
ـ أتت هذه الاحتجاجات في أعقاب تظاهرات شهدتها مدن إيران في شتاء 2017-2018.
ـ شهدت محافظة خوزستان (جنوب غرب) احتجاجات في يوليو/تموز 2021 على خلفية الشح في المياه والجفاف.
مواجهات واغتيالات
– أعلنت إيران في يونيو/حزيران 2019 إسقاط طائرة أميركية مسيّرة انتهكت مجالها الجوي، وقالت واشنطن إنّ الطائرة كانت في الأجواء الدولية.
ـ أذِن ترامب بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، لكنه تراجع عنها في اللحظة الأخيرة.
ـ في 3 يناير/كانون الثاني 2020، اغتالت واشنطن بضربة من طائرة مسيّرة قرب مطار بغداد، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني (11 مارس/آذار 1957 – 3 يناير/كانون الثاني 2020).
ـ بعد 5 أيام، وجّهت إيران ضربة صاروخية إلى قاعدة عين الأسد في غرب العراق حيث تتمركز قوات أميركية.
ـ كذلك، طالت هجمات شخصيات ومواقع إيرانية وجّهت أصابع الاتهام بالوقوف خلفها إلى إسرائيل، العدو الإقليمي اللدود للجمهورية الإسلامية.
ـ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، اغتُيل العالم النووي البارز محسن فخري زاده (1958- 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020)، بإطلاق نار قرب طهران.
ـ 11 أبريل/نيسان 2021، طال "انفجار" منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم.
رئاسيات 2021
ـ 18 يونيو/حزيران 2021، فاز إبراهيم رئيسي (14 ديسمبر/كانون الأول 1960)، المحافظ المتشدد الذي كان يشغل منصب رئيس السلطة القضائية، بالانتخابات الرئاسية بعد حصوله على 17 مليونا و926 ألفا و345 صوتًا، بنسبة 61.95% من الأصوات.
ـ بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 48.8% حسب الأرقام الرسمية، وشهدت دعوات مقاطعة من مرشحي التيار الإصلاحي الذين تم استبعادهم من الترشح وعلى رأسهم رئيس مجلس الشورى الإسلامي السابق علي لاريجاني والرئيس السابق محمود أحمدي نجاد الذي وصف الانتخابات بالمُهندسة سلفا.
هجوم بحر العرب
ـ 29 يوليو/تموز 2021 شهد هجوما ضد ناقلة نفط في بحر العرب، يشغّلها رجل أعمال إسرائيلي، وأدى لمقتل اثنين من أفراد الطاقم.
ـ إسرائيل وجّهت الاتهامات إلى إيران بالمسؤولية عن الهجوم وهو الفصل الأحدث في سجل تبادل الاتهامات بين العدوّتين الإقليميتين باستهداف كل منهما سفنا عائدة للأخرى.