محاولتا اغتيال وسنوات من السجن.. رحلة جهاد الشيخ رائد صلاح

طوال 40 عاما قضى الشيخ رائد صلاح أحكاما مختلفة في السجون الإسرائيلية، ومنذ عام 2017 وهو ملاحق ضمن ما يعرف بـ"ملف الثوابت"، وتعرض لمحاولتي اغتيال

بسبب استشهاده بآيات قرآنية.. رائد صلاح يعود للسجون الإسرائيلية
الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين (الجزيرة)

مددت السلطات الإسرائيلية يوم الأربعاء 18 أغسطس/آب 2021 وبقرار من المحكمة المركزية في بئر السبع العزل الانفرادي بحق رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين الشيخ رائد صلاح حتى نهاية محكوميته.

طوال 40 عاما قضى صلاح أحكاما مختلفة في السجون الإسرائيلية، ومنذ عام 2017 وهو ملاحق ضمن ما يعرف بـ"ملف الثوابت"، وتعرض لمحاولتي اغتيال.

ابن "أم الفحم"

– ولد رائد صلاح عام 1958 في مدينة أم الفحم (شمال فلسطين المحتلة).

– تلقى الشيخ رائد مراحل تعليمه الأولى في مدينته أم الفحم، ثم انتقل إلى مدينة الخليل، حيث أنهى تعليمه الجامعي في كلية الشريعة.

– بدأ الشيخ رائد صلاح (63 عاما) تجربته في العمل السياسي مبكرا وهو على مقاعد الدراسة، وكان حينها فتى يافعا في كلية الشريعة في الخليل، وسرعان ما سطع نجمه بانضمامه للحركة الإسلامية داخل أراضي 48 التي يترأس شقها الشمالي منذ 1996.

– عام 1981: سجن رائد صلاح بعد إدانته بالانتماء لمنظمة عسكرية تدعى "أسرة الجهاد" شارك بعضويتها 21 ناشطا، من بينهم مؤسس الحركة الإسلامية في البلاد الشيخ عبد الله نمر درويش.

– بعد خروجه وضع تحت الإقامة الجبرية، وكان خلالها ممنوعا من مغادرة المدينة ومن مغادرة بيته خلال الليل، وكان ملزما بإثبات وجوده مرة أو مرتين يوميا في مركز الشرطة.

– عام 1989: خاض انتخابات رئاسة بلدية أم الفحم عن الحركة الإسلامية، ونجح في تلك الانتخابات بنسبة تفوق 70%، وأصبح رئيسا للبلدية في سن 31 عاما.

– عام 1993: خاض الانتخابات للمرة الثانية، ونجح بنسبة تزيد على 70% كذلك.

– منذ انضمامه للحركة الإسلامية عارض الشيخ صلاح المشاركة في انتخابات الكنيست، لذا قاد ونائبه الشيخ كمال خطيب انفصالا عن الحركة الأم بعد اتخاذها قرارا بخوض انتخابات الكنيست عام 1996، فانقسمت لشقين: شمالي بقيادته، وجنوبي بقيادة حماد أبو دعابس.

– عام 1996: انتخب رئيسا للحركة الإسلامية، ولم تخل تلك الفترة من تقلده رئاسة مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية إلى عام 2002، وأصبح كذلك رئيسا لمؤسسة الإغاثة الإنسانية.

– عام 1997: نجح في انتخابات البلدية للمرة الثالثة.

الشيخ رائد صلاح وسط بعض القيادات من فلسطيني قبيل صدور الحكم ضده
الشيخ رائد صلاح (الثاني يمين) مع بعض القيادات من فلسطيني قبيل صدور الحكم ضده (الجزيرة)

سجون ومحاولات اغتيال

– عام 1998: عاد ليقود ما عرفت بأحداث الروحة التي اقتحمت خلالها الشرطة الإسرائيلية مدينة أم الفحم وأصابت ما يقارب 600 مواطن، ليعلن في العام نفسه ما سماه مشروع "المجتمع العصامي" الذي يهدف إلى بناء الذات لفلسطينيي الداخل.

– شرع صلاح في تأسيس مؤسسات منتجة في ميادين التجارة والصناعة والتموين ومراكز ذات نمط مستقل في شؤون الصحة والوقاية.

– يهدف المشروع إلى قطع تبعية فلسطينيي الداخل بإسرائيل ومؤسساتها، ويقوم على عدة أركان، منها إحياء الموارد المالية الذاتية، وإنشاء مؤسسة الصدقة الجارية وغيرها من المؤسسات والشركات الزراعية جمعا بين الأرض والقدرات العلمية والمال.

– بلغ عدد الجمعيات والمؤسسات التابعة للحركة الإسلامية بعد انتفاضة الأقصى نحو 30 جمعية ومؤسسة تعنى بمجالات شتى، مثل الأمومة والطفولة والطلاب والإغاثة والرياضة والشباب والإعلام والأدب والفن والأبحاث والدراسات والأرض والمقدسات.

– مثلت تجربة مؤسسة الأقصى للدفاع عن المسجد الأقصى والقدس وبقية المقدسات في فلسطين -التي يترأسها- نموذجا لنجاح مشروع المجتمع العصامي كما رسمه الشيخ رائد على مستوى الإعمار والقيم.

– عام 2000: تعرض لمحاولة اغتيال وأصيب بطلق ناري في رأسه من قبل القوات الإسرائيلية.

– عام 2001: قدم استقالته من البلدية ليتيح المجال لغيره في الحركة الإسلامية، وفي نفس العام أعيد انتخابه رئيسا للحركة الإسلامية.

– عام 2002: أصدرت وزارة الداخلية الإسرائيلية أمرا بمنعه من السفر خارج البلاد بناء على ما اعتبرتها معلومات استخباراتية مصدرها جهاز الأمن العام (الشاباك)، ورفضت محكمة العدل العليا طلب الالتماس الذي تقدم به ضد منعه من السفر.

– عام 2003: اعتقل الشيخ رائد صلاح وبعض رفاقه في الحركة الإسلامية لمدة عامين بعد إدانتهم بتهم "اتصال مع عدو وتبييض أموال" لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وبرئ من تهمة الإخلال بالنظام العام لكنه بقي منتظرا مقاضاته في ملفات أخرى مرتبطة بدفاعه عن الأقصى.

– عام 2007: أعادت قوات الأمن الإسرائيلي اعتقاله خلال مشاركته في خيمة الاعتصام التي أقيمت احتجاجا على الاعتداءات والحفريات على طريق باب المغاربة في القدس.

– عام 2009: منعه الاحتلال من دخول القدس، كما منعه الأردن من دخول أراضيه حيث كان متوجها لأداء العمرة.

– عام 2010: حكمت إحدى المحاكم الإسرائيلية بسجنه 9 أشهر.

– عام 2010: أمضى 5 أشهر في السجن لبصقه على شرطي إسرائيلي حاول استفزازه.

– 31 مايو/أيار 2010: تعرض لمحاولة اغتيال إثر وصول أسطول الحرية الهادف لفك الحصار عن قطاع غزة لميناء أسدود، وذلك بعد عملية قرصنة بحرية للقوات الإسرائيلية في المياه الدولية.

– عام 2011: منع الشيخ رائد الشرطة الإسرائيلية من تفتيش زوجته بعد أدائهما العمرة، واتهم وقتها بإعاقة عمل الشرطة، وقررت نيابة الاحتلال سجنه 8 أشهر.

– عام 2011: جرى اعتقاله في بريطانيا بتحريض من المؤسسة الإسرائيلية، لكن تم الإفراج عنه، وعند وصوله إلى مسقط رأسه أم الفحم في 16 أبريل/نيسان 2012 منع من دخول القدس حتى نهاية الشهر من نفس العام.

– 8 مايو/أيار 2016: دخل الشيخ رائد السجن لقضاء حكم باعتقاله لمدة 9 أشهر بتهمة التحريض على العنف، وذلك في ملف "خطبة وادي الجوز".

ـ 29 مايو/أيار 2016: حذر رئيس الحركة الإسلامية قبيل دخول سجنه من محاولة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية "تصفية" مجموعة كبيرة من القيادات العربية الناشطة، بزعم "محاربة الإرهاب"، وعبر نائبه، الشيخ كمال الخطيب، عن مخاوف من "تصفية" الاحتلال للشيخ رائد صلاح في سجنه.

– 17 يناير/كانون الثاني 2017: أطلق سراحه وأنزلته دورية تابعة لسلطة السجون الإسرائيلية على قارعة الطريق بصحراء النقب قرب بلدة يهودية، وهو ما وصفه الشيخ صلاح بأنه شبيه بنهج العصابات في الإفراج عن مختطفيها.

– المؤسسة الإسرائيلية تصدر أوامر بمنعه من مغادرة البلاد ومن دخول المسجد الأقصى والقدس المحتلة، وأوصت بتقديم لائحة اتهام ضده بزعم التحريض على "الإرهاب" وترؤسه منظمة محظورة.

الإقامة الجبرية

– فبراير/شباط 2017: مصلحة السجون الإسرائيلية تقدمت بطلب تمديد العزل الانفرادي للشيخ رائد صلاح لمدة 6 أشهر إضافية، وهو ما أدانته المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا.

– أغسطس/آب 2017: اعتقلت الشرطة الإسرائيلية الشيخ صلاح من منزله في مدينة أم الفحم، ووجهت إليه لائحة اتهام من 12 بندا تتضمن "التحريض على العنف والإرهاب في خطب وتصريحات له".

– قضى الشيخ صلاح 11 شهرا في السجن الفعلي، قبل أن يفرج عنه إلى سجن منزلي مع فرض الإقامة الجبرية.

– 10 فبراير/شباط 2020: الحكم عليه من قبل محكمة الصلح الإسرائيلية بمدينة حيفا بالسجن 28 شهرا لاتهامه في ما يعرف بـ"ملف الثوابت"، ولأن الشيخ كان قد قضى بالفعل 11 شهرا بالحبس الاحتياطي تم الإفراج عنه إلى السجن المنزلي.

– أغسطس/آب 2020: إعادة اعتقاله ووضعه في العزل الانفرادي بسجن الجلمة ثم سجن "أوهلي كيدار" في النقب.

صورة 1 الشيخ رائد صلاح وبجانبه الشيخ كمال خطيب قبل الدخول لقاعة المحكمة.
الشيخ رائد صلاح وبجانبه الشيخ كمال خطيب (يسار) قبل الدخول لقاعة المحكمة (الجزيرة)

– 16 أغسطس/آب 2020: محكمة الصلح الإسرائيلية في حيفا تقضي بالسجن 28 شهرا على الشيخ رائد بتهمتي "التحريض على الإرهاب ودعم منظمة محظورة"، وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لوالدة الشيخ رائد وهي تودعه بحزن وألم قبل توجهه إلى السجن لقضاء محكوميته التي تصل إلى 17 شهرا في سجون الاحتلال.

ـ 8 أغسطس/آب 2021: طلبت النيابة العامة الإسرائيلية، تمديد السجن الانفرادي للشيخ رائد، لمدة 6 أشهر إضافية.

ـ 18 أغسطس/آب 2021: وافقت المحكمة المركزية الإسرائيلية في بئر السبع، جنوبي إسرائيل على طلب النيابة تمديد السجن الانفرادي للشيخ رائد، لمدة 6 أشهر إضافية.

اتفاق أوسلو

– عبر عن رفضه اتفاق أوسلو واعتبره ضربة ثقيلة للقدس والمسجد الأقصى، وأنه أعطى فرصة أطول لتهويد القدس.

– اعتبر أحداث الاقتتال الداخلي في غزة نذيرا لسلب المسجد الأقصى ودفعا للمؤسسة الإسرائيلية إلى التكالب عليه لتنفيذ كل خططها.

– على مستوى الداخل الإسرائيلي، رفض التدخل في الشؤون الدينية للمسلمين والمسيحيين من طرف الإسرائيليين، وذلك حين أثيرت مسألة القرار الذي اتخذته لجنة القانون والدستور في الكنيست عام 2001 بتعديل قانون الأحوال الشخصية الذي أبقى النظر في قضايا الزواج والطلاق في المحاكم الشرعية والكنيست، في حين سمح بالتوجه إلى المحاكم المدنية في مسائل النفقة والحضانة والتبني وغيرها، واعتبره فرضا للإكراه الديني على المسلمين.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية