"جبل علي" عصب اقتصاد دبي.. تسلسل زمني بالحرائق

منطقة جبل علي التي تمثل عصب الاقتصاد والاستثمار في دبي تتعرض بين الحين والآخر إلى حرائق كبرى تؤثر على حركة التجارة العالمية.

صورة من محاولة إخماد الحريق نشرها المكتب الإعلامي لحكومة دبي (مواقع التواصل الاجتماعي)

منطقة "جبل علي" تعتبر واحدة من أشهر الأماكن الموجودة في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة؛ كونها أكبر منطقة تجارية في الشرق الأوسط وتضم الميناء الأبرز والذي يحمل نفس الاسم.

هذه المنطقة -التي تمثل عصب الاقتصاد والاستثمار في دبي- تتعرض بين الحين والآخر إلى حرائق كبرى تؤثر على حركة التجارة العالمية.

سلسلة من الحرائق

ـ 11 أغسطس/آب 2021: اندلع حريق في مصنع للمواد البلاستيكية في جبل علي، دون تسجيل أية إصابات، وقال المكتب الإعلامي لحكومة دبي إن فرق الدفاع المدني بدبي تعاملت مع الحريق وإنه تحت السيطرة، مشيرا إلى أن الدخان الكثيف ناتج عن احتراق مواد بلاستيكية قابلة للاشتعال. وتداول مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تظهر حريقا هائلا في جبل علي وسط مدينة دبي الإماراتية.

 

ـ السابع من يوليو/تموز 2021: هزّ انفجار ضخم ميناء جبل علي، وسمع دويه في أرجاء المدينة، وقالت سلطات الإمارة إنه ناتج عن حريق في حاوية على متن سفينة كانت تحتوي على مواد قابلة للاشتعال وتستعد للرسو على رصيف الميناء.

ـ 21 يوليو/تموز 2020: أعلنت فرق الدفاع المدني الإماراتي، سيطرتها على حريق شب في 3 مستودعات تحتوي على عطور ومواد بلاستيكية سريعة الاشتعال في منطقة "جبل علي".

ـ 22 أبريل/نيسان 2020: شبّ حريق كبير في مستودع للمواد البترولية بالمنطقة، وقالت السلطات حينها إن الحريق لم ينتج عنه أية إصابات.

ـ 11 يناير/كانون الثاني 2019: نشب حريق في أحد مصانع ميناء "جبل علي" بالقرب من الدوار رقم 7.

 

ـ 23 سبتمبر/أيلول 2014: تعرض مستودع في منطقة "جبل علي" -يضم أرشيف وثائق ورقية مهمة لـ18 جهة حكومية في دبي وأبوظبي- لحريق وصف وقتها بـ"الكارثة"، خوفا من أن تكون النيران التهمت جزءا كبيرا من هذه الوثائق المهمة.

مدينة ساحلية

منطقة "جبل علي" هي مدينة ساحلية تبعد 35 كيلومترا (22 ميلا) جنوب غرب دبي، وخُصصت هذه المنطقة لبناء أحد أكبر الموانئ العالمية، وهو ميناء "جبل علي".

وتتخذ 8 آلاف شركة من المنطقة الحرة بـ"جبل علي" مقرا لها، وقد ساهمت هذه المنطقة بنحو 23% من الناتج المحلي الإجمالي لدبي العام الماضي 2020.

وفي السنوات الأخيرة، توسعت المنطقة وبدأت تضم مناطق سكنية مهمة ومركزا تجاريا ضخما أطلق عليه اسم "ابن بطوطة"، ومطارا كبيرا يسمى "مطار آل مكتوم الدولي".

وفيها أحد أكبر مصانع الألمنيوم في الشرق الأوسط والذي يعرف باسم "دوبال" (DUBAL)، كما أنها تحوي منطقة صناعية حرة ومحطة للحقن والاستقبال الفضائي تابعة لشركة الاتصالات الإماراتية.

ومن بين مشاريع البنية التحتية -التي تم إنشاؤها لدعم الميناء والمدينة- محطة تحلية جبل علي (المرحلة الثانية)، والتي توفر إمدادات وافرة من المياه العذبة.

وأصبح "جبل علي" الميناء الأكثر زيارة من قبل سفن البحرية الأميركية خارج الولايات المتحدة، نظرا لعمق المرفأ واتساع رصيف الميناء، حيث يمكنه استيعاب حاملة طائرات من فئة "نيميتز" (Nimitz) (ثاني أكبر وأضخم حاملة طائرات في العالم) والعديد من سفن المجموعة القتالية المصاحبة.

المنطقة الحرة

في عام 1985، تم إنشاء المنطقة الحرة بـ"جبل علي" وهي عبارة عن منطقة صناعية تحيط بالميناء وتتمتع الشركات العالمية التي تنتقل إلى هناك بامتيازات خاصة للمنطقة الحرة.

تشمل هذه الامتيازات الإعفاء من ضريبة الشركات لمدة 50 عاما، وعدم وجود رسوم استيراد أو إعادة تصدير، وعدم وجود قيود على العملة، بجانب سهولة توظيف العمالة.

وتقع المنطقة الصناعية لجبل علي داخل المنطقة الحرة وتضم نحو 512 مركزا صناعيا في مختلف الأنشطة، وتقدر تكلفة مشاريع تطوير المنطقة الحرة والميناء في جبل علي بما يزيد على ملياري دولار.

وفي 20 أغسطس/آب 2005، وقّعت سلطة موانئ دبي عقدا قيمته 250 مليون درهم (68.08 مليون دولار) مع شركة كورية للبدء في توسعة ميناء جبل علي الذي تقول دبي إنه الميناء التاسع في العالم من حيث الازدحام.

وقالت سلطة موانئ دبي في بيان إن المساحة الإجمالية لمحطة الحاويات بميناء جبل علي سيجري توسيعها بحوالي 173 هكتارا (427.5 فدانا).

ويتألف مشروع التوسعة من 14 مرحلة، ومن المتوقع أن يكتمل بحلول عام 2030، وفق ما صرح وقتها الرئيس التنفيذي لمؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة سلطان أحمد بن سليم.

لماذا سميت بهذه الاسم؟

هناك الكثير من الروايات التي قيلت في هذا الصدد، بعضها يقول إن تسمية منطقة "جبل علي" بهذا الاسم تعود إلى عام 1976؛ حيث إن الجبل يعد أعلى تلة وجدت في تلك المنطقة، فأطلق عليها الناس لفظ "جبل" كما اعتاد أحد الصيادين أن يختلي في هذه المنطقة لبعض الوقت أثناء رحلته ثم يعود إلى دبي وكان اسمه "علي" فسميت باسمه وأصبحت "جبل علي".

ومن الروايات التي يتداولها الناس أيضا أن الإمام علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين وابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم أثناء رحلته إلى العراق طبعت قدمه في الصخر أثناء إقامته في هذه البقعة لوقت من الزمن.

رواية ثالثة تقول إن سبب التسمية يعود إلى عام 1937 عندما وقّع الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم حاكم دبي (1912 – 1958) العقد مع شركة بترول العراق للتنقيب عن النفط في هذه المنطقة، وفي ذلك الوقت قال عنه الناس إنه "جبل عالٍ" وتم تحريف الكلمة إلى أن أصبحت "جبل علي".

رواية أخيرة أشيعت أيضا في التسمية تقول إن البدو كانوا يقومون بوضع رعيتهم في حظائر بهذه المنطقة وكان المسؤول عن هذه الحظائر شخص اسمه "علي".

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + ويكيبيديا