"زوما" عاشق النساء المتهم بغسل الأموال.. تعرف على مفجّر الاحتجاجات في جنوب أفريقيا

في الثامن من يوليو/تموز الجاري، سلّم الرئيس السابق جاكوب زوما (79 عاما) نفسه إلى سلطات السجون تنفيذًا لحكم بالسجن لمدّة 15 شهرا صدر بحقّه بتهمة ازدراء القضاء

جاكوب زوما (رويترز)

في الثامن من يوليو/تموز الجاري، سلّم الرئيس السابق لجنوب أفريقيا جاكوب زوما (79 عاما) نفسه إلى سلطات السجون بالبلاد، تنفيذًا لحكم بالسجن لمدّة 15 شهرا صدر بحقّه بتهمة ازدراء القضاء.

بعدها اندلعت الاحتجاجات في البلاد رفضا لاعتقال زوما المتّهم باختلاس أموال عامة خلال السنوات التسع التي قضاها في السلطة، وهي الاحتجاجات التي اتسعت لتتحول إلى احتجاجات على اتساع الفقر وعدم المساواة ووصفت بأنها أسوأ موجة عنف تشهدها جنوب أفريقيا منذ أعوام.

ازدراء القضاء

الشهر الماضي، صدر الحكم بسجن زوما بسبب رفضه تنفيذ أمر من المحكمة الدستورية بتقديم أدلة ضمن تحقيق في فساد مسؤولين كبار خلال فترة حكمه التي استمرت 9 سنوات حتى عام 2018.

ويواجه زوما أيضا محاكمة في قضية منفصلة بتهم تشمل الفساد والاحتيال والابتزاز وغسل الأموال، وكان قد نفى أمام المحكمة في مايو/أيار الماضي ارتكاب أي مخالفات.

وقالت مؤسسة زوما -على حسابها في موقع تويتر- إن السلام لن يعود إلى ربوع جنوب أفريقيا إلا إذا تم إخلاء سبيل الرئيس السابق.

وفي تصريح منفصل، قال المتحدث باسم المؤسسة مزوانيلي مانيي لوكالة رويترز "كان من الممكن تجنب العنف. لقد بدأ مع قرار المحكمة الدستورية احتجاز الرئيس زوما.. هذا ما أثار الغضب في نفوس الناس".

وعلى خلفية أعمال العنف والنهب التي اندلعت يوم الجمعة الماضي، قتل أكثر من 100 شخص، وأصيب المئات، في حين تم توقيف أكثر من 2000 شخص في ولايات كوازولو والكاب الشمالية.

واتهمت السلطات ابنة زوما، دودوزيل زوما، بتحريض أفراد قبيلتها الذين يشكلون نحو 30 في المئة من التركيبة السكانية في البلاد.

وداهم المئات مخازن ومتاجر في ديربان، أحد أكثر مرافئ الشحن ازدحاما في أفريقيا والمركز الرئيسي للاستيراد والتصدير، ورشق المحتجون الشرطة في الشوارع بالحجارة، وردت الأخيرة بإطلاق الأعيرة المطاطية.

المولد والنشأة

– ولد جاكوب جيديليليكزا زوما في 12 أبريل/نيسان 1942 في بلدة إنكاندلا، بإقليم ناتال في جنوب أفريقيا، وُلد لأسرة تنتمي إلى عشيرة موشولوزي من قبيلة الزولو. توفي والده وهو ابن 3 سنوات، فاضطرت والدته للعمل خادمة.

– حرم التعليم في الصغر ولم يتعلم القراءة والكتابة إلا في السجن، لكنه نجح في السياسة وناضل في صفوف حزب المؤتمر الوطني الأفريقي.

– عرف بعصاميته وقوة عزيمته، ومارس العمل اليدوي وهو في سن 15، ووصفت الوظائف التي كان يقوم بها بأنها صعبة وشاقة وغريبة.

التجربة السياسية

– انخرط مبكرا في صفوف المؤتمر الوطني الأفريقي الذي انضم إليه عام 1959، والتحق بجناحه المسلح المناهض للنظام العنصري في بلاده، وسجن عام 1963 وبقي سجينا 10 سنوات، ومنذ سجنه أصبح ذا شعبية واسعة داخل حزب المؤتمر.

– غادر جنوب أفريقيا إلى المنفى عام 1975، وأمضى 12 سنة متنقلا بين بعض البلدان الأفريقية ناشطا في حزب المؤتمر الوطني، فأقام في سوازيلاند ومنها انتقل إلى موزمبيق عام 1977.

– اضطر لترك موزمبيق عام 1987 بموجب اتفاق بينها وبين حكومة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، فانتقل إلى زامبيا ليلتحق بمكتب رئيس حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في لوساكا، وبقي بها حتى عاد إلى بلاده عام 1990 بعد الاعتراف بحزب المؤتمر الوطني.

– عبر مساره السياسي في المؤتمر الوطني، تقلّد العديد من المسؤوليات حيث انتخب نائبا لرئيس ممثلية الحزب في موزمبيق عام 1984، وعضوا للجنته التنفيذية عام 1977، ثم عضوا بالمجلس السياسي والاستخباراتي للحزب.

– عام 1991 انتخب نائبا للأمين العام للحزب بتزكية من مانديلا، وخاض انتخابات اختيار رئيس وزراء إقليم كوازولو ناتال عام 1993، وعُيّن عضوا باللجنة التنفيذية للشؤون الاقتصادية والسياحية في حكومة الإقليم.

– أصبح ثالث شخصية في الحزب بعد مانديلا وثابو مبيكي، وعين في ديسمبر/كانون الأول 1997 نائبا لرئيس الحزب، ثم نائبا لرئيس البلاد ثابو مبيكي من عام 1999 إلى 2005.

– اشتهر بغرامه بالنساء وعلاقاته بهن رغم أنه تزوج عدة مرات، وواجه زوما اتهامات بالاغتصاب في 2005، وتمت تبرئته.

– أقاله الرئيس مبيكي من منصب نائب رئيس الجمهورية عام 2005، لكنه بقي نائبا لرئيس حزب المؤتمر، وعام 2007 وجّه له الادعاء الوطني تهمة الفساد على خلفية صفقة أسلحة تابعة للدولة.

– انتخب رئيسا للحزب خلال مؤتمره القومي الذي انعقد في ديسمبر/كانون الأول 2007، ثم انتخب رئيسا لجمهورية جنوب أفريقيا في السادس من مايو/أيار 2009.

– في ديسمبر/كانون الأول 2017 قضت المحكمة الدستورية بأن البرلمان أخفق في محاسبة الرئيس في فضيحة تتعلق بتجديد منزله بأموال الدولة، وطالبت باتخاذ إجراءات تفضي لعزله من منصبه.

– وفي أثناء قراءته نص الحكم، قال القاضي كريس جافتا "نرى أن البرلمان لم يحمل الرئيس المسؤولية.. يجب عليه أن يضع آلية يمكن استخدامها لعزل الرئيس من منصبه".

– قرر حزب المؤتمر الوطني الحاكم، فجر الثلاثاء 13 فبراير/شباط 2018، إقالة زوما من منصب الرئيس بعدما فشلت الضغوط التي مارسها عليه لإقناعه بالاستقالة.

– بعدها بيومين أعلن زوما استقالته من منصبه، مذعنا لمطالب حزبه ليضع نهاية لسنوات حكمه التي امتدت 9 سنوات شابتها الفضائح.

– قال زوما في خطاب الوداع الذي استمر 30 دقيقة، إنه يختلف مع الطريقة التي دفعه بها الحزب لترك السلطة مبكرا بعد انتخاب سيريل رامافوسا رئيسا للحزب في ديسمبر/كانون الأول 2017.

– كان زوما يواجه احتمال العزل من منصبه، عندما يصوت البرلمان في اليوم ذاته على مذكرة لسحب الثقة عنه بناء على قرار من حزب المؤتمر الوطني، بعد إصداره قرارا طالب فيه زوما بالتنحي عن منصبه.

– يواجه جملة من الاتهامات المتعلقة بالفساد، كما أن حزبه يحمّله مسؤولية تعثر الاقتصاد، فضلا عن تراجع شعبية المؤتمر الوطني. وفي المقابل، استنكر زوما التحركات الممهدة لقرار إقالته من رئاسة البلاد، واصفا إياها بالظالمة جدا.

ميدان - جاكوب زوما
زوما استقال عام 2018 ليضع نهاية لسنوات حكمه التي امتدت 9 سنوات شابتها الفضائح (رويترز)

– قال في مقابلة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون إنه لم يخبره أحد ما الذي اقترفه حتى تتم مطالبته بترك منصبه، نافيا ارتكابه أي مخالفات.

– اعتقلت الشرطة بعض أصدقائه، وبينهم أحد أفراد عائلة "جوبتا" الثرية الهندية الأصل.

– الاتهامات التي وجهت لزوما يتعلق بعضها بصفقات أسلحة، وتسهيل صفقات لعائلة جوبتا، فضلا عن إهدار أموال عامة على تجهيز منزله.

الجوائز والأوسمة

– تم تكريمه ومنحه جائزة مانديلا للقيادة المتميزة بالعاصمة الأميركية واشنطن عام 1998.

– احتل المرتبة الثامنة في تصنيف مجلة تايم لقائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة بالعالم عام 2008.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + ويكيبيديا