هيبة الله آخوند زاده.. شيخ الحديث الذي يقود طالبان

الملا هيبة الله آخوند زاده اختير زعيما لطالبان عام 2016 (مواقع التواصل)

هيبة الله آخوند زاده، أحد الأعضاء المؤسسين لحركة طالبان الأفغانية، وكان مقربا من مؤسس الحركة الملا محمد عمر. ولد في أفغانستان يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول 1967.

اختاره مجلس شورى طالبان زعيما للحركة في 25 مايو/أيار 2016، عقب اغتيال الزعيم السابق للحركة الملا أختر محمد منصور، ليحمل لقب "مولوي"، وهو أعلى من لقب "الملا" الذي كان يوصف به الزعيم المؤسس للحركة محمد عمر.

المولد والنشأة

ينتمي زعيم حركة طالبان هيبة الله آخوند زاده لقبيلة نورزاي، ويتحدث 4 لغات، ويلقب بـ"الشيخ صاحب".

ولد يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول 1967، في مديرية بنجوايي جنوب غرب مدينة قندهار، عاصمة ولاية قندهار في أفغانستان، وكان والده عبد الستار إمام مسجد.

الدراسة والتكوين العلمي

تلقى هيبة الله آخوند زاده العلم الأولي على والده، ولجأ مع أسرته إلى باكستان بعد الاجتياح الروسي لأفغانستان نهاية سبعينيات القرن الماضي، وأكمل تعليمه الديني هناك.

التجربة السياسية والدينية

شارك آخوند زاده في المعارك ضد الحكومة الأفغانية الموالية لروسيا بزعامة محمد نور ترقي، والتي وصلت إلى الحكم في أبريل/نيسان 1978.

وخرج من أفغانستان إلى باكستان بعد قتال اندلع في القرية التي يقطنها، حيث استقر في مخيم "جنغل بير أليزاي" للاجئين في مقاطعة بلوشستان الحدودية أواخر عام 1979.

ثم أصبح آخوند زاده عالما، وحصل على لقب "شيخ حديث" الذي يلقب به أبرز المتخصصين في الأحاديث المنقولة عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

وفي أواخر الثمانينيات عاد إلى بلدته، وحمل سلاحه محاربا القوات الروسية، إلى جانب جهده في تعليم "المجاهدين" الأفغان أمور الدين والفقه.

بعد وصول طالبان للسلطة عام 1996، صار رئيس المحكمة العسكرية في كابل، وعرف عنه أنه المسؤول عن أغلب فتاوى طالبان، كما عرف عنه التوسط في حل المشاكل بين أعضاء الحركة.

وفي أعقاب الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001، لعب دورا "فاعلا وقياديا" في "إحياء وتنظيم الجهاد" ضدّ الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي.

ولجأ بعدها إلى جنوب باكستان، حين أطيح بنظام طالبان إثر الاجتياح الأميركي لأفغانستان أواخر عام 2001، وتولى إمامة مسجد محلي هناك، وأعيد تعيينه بعد إعادة هيكلة الحركة ليصبح "قاضي القضاة" لمحاكم طالبان الشرعية.

وفي 30 يوليو/تموز 2005، عُيِّن آخوند زاده نائبا لزعيم الحركة الجديد، بعد تأكيد وفاة مؤسسها وزعيمها الروحي الملا محمد عمر.

لاحقا في 25 مايو/أيار 2016، اختاره أعضاء "شورى أهل الحل والعقد" (هيئة القيادة العليا) زعيما لحركة طالبان، ليتولى قيادة التنظيم عقب اغتيال الزعيم السابق للحركة الملا أختر محمد منصور في 22 مايو/أيار 2015.

عانى آخوند زاده من عدة تحديات عند توليه زعامة الحركة، حيث أعلنت مجموعة عسكرية منشقة بقيادة مولوي نقيب الله هونر الجهاد ضد طالبان، متهمة آخوند زاده بتولي المنصب بأمر من المخابرات الباكستانية.

وفي 29 أغسطس/آب 2021، وصل آخوند زاده إلى قندهار قادما من خارج البلاد، والتقى القيادات السياسية للحركة في إطار مشاورات مكثفة من أجل تشكيل حكومة جديدة.

وأصبح للزعيم الأعلى لطالبان 3 نواب، هم: مولوي يعقوب نجل الملا عمر، وسراج الدين حقاني زعيم شبكة حقاني، وعبد الغني برادر رئيس المكتب السياسي لطالبان في الدوحة وأحد الأعضاء المؤسسين للحركة.

أول ظهور علني للملا هيبة الله آخوند زاده منذ اختياره زعيما لطالبان عام 2016 كان يوم 30 أكتوبر/تشرين الأول 2021، عندما شارك في تجمع بمدرسة قرآنية بقندهار جنوب أفغانستان، وكان أحد أهداف ذلك الظهور تكذيب إشاعات كانت متداولة لفترة طويلة عن وفاته.

وفي مطلع يوليو/تموز 2022، شارك آخوند زاده في اجتماع "اللويا جيرغا" (هيئة استشارية تتشكل من زعماء القبائل) في العاصمة الأفغانية كابل، لكن لم يتم نشر أي صورة له، واكتفى التلفزيون الحكومي بإذاعة خطاب صوتي له.

المناصب

في عام 1996، عيّن زعيم طالبان السابق الملا محمد عمر، آخوند زاده رئيسا لمحكمة عسكرية في كابل.

أواخر عام 2001 بعد الإطاحة بطالبان من حكم أفغانستان، تولى إمامة مسجد محلي في باكستان، وأعيد تعيينه بعد إعادة هيكلة الحركة ليصبح "قاضي القضاة" لمحاكم طالبان الشرعية.

عُيِّن آخوند زاده في 30 يوليو/تموز 2005 نائبا لزعيم الجماعة الجديد.

اختير في 25 مايو/أيار 2016 زعيما لحركة طالبان.

الإنجازات

بحسب السيرة الذاتية المنشورة على الموقع الرسمي لحركة طالبان (صوت الجهاد)، فإن آخوند زاده نجح في "استعادة القانون والنظام" في البلاد، و"لعب تطبيقه للحدود الشرعية دورا رئيسيا في هذا المجال".

وفي 9 يونيو/حزيران 2018، وافقت حركة طالبان بقيادة الملا هيبة الله آخوند زاده على وقف مؤقت لإطلاق النار مع الحكومة الأفغانية.

وقّعت طالبان تحت قيادة آخوند زاده اتفاق سلام مع الولايات المتحدة في قطر يوم 29 فبراير/شباط 2020، ووصف آخوند زاده الاتفاق بأنه "انتصار كبير" للجماعة.

يوم 18 أغسطس/آب 2021، قررت طالبان إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في مختلف ولايات البلاد، بناء على قرار العفو العام الصادر عن زعيم الحركة، بعد اتفاقية الدوحة.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية