مات بكورونا بعد أن قتل بـ"كذبه" آلاف العراقيين.. تعرف أكثر إلى كولن باول

طوال 35 عاما، شغل باول الكثير من المناصب القيادية والوظيفية، وأشرف في هذه الفترة على 28 أزمة عسكرية، بما فيها عملية عاصفة الصحراء في حرب الخليج الثانية عام 1991.

وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول
وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول (رويترز)

رحل وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول عن الحياة أمس الاثنين 18 أكتوبر/تشرين الأول 2021، جراء مضاعفات إصابته بفيروس كورونا.

طوال 35 عاما، شغل باول الكثير من المناصب القيادية والوظيفية، وترقى إلى رتبة جنرال من فئة 4 نجوم، وأشرف طوال هذه الفترة على 28 أزمة عسكرية، بما فيها عملية عاصفة الصحراء في حرب الخليج الثانية عام 1991.

المولد والنشأة

ـ 5 أبريل/نيسان 1937: ولد كولن باول، وتربى في بيئة شعبية في حي هارلم المتعدد الأعراق بنيويورك، وكان والده قد هاجر إلى الولايات المتحدة قادما من جامايكا.

ـ تلقى تعليمه في المدارس العامة بمدينة نيويورك، وتخرج في كلية مدينة نيويورك (CCNY)، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الجيولوجيا.

ـ يونيو/حزيران 1958: بعد تخرجه شارك احتياطيا في قوات التدريب بالكلية، وتم تعيينه في رتبة ملازم ثان.

ـ حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة جورج واشنطن.

midan - حرب فيتنام
حرب فيتنام (مواقع التواصل الاجتماعي)

ـ شارك في حرب فيتنام (1 نوفمبر/تشرين الثاني 1955-30 أبريل/نيسان 1975) وعيّن وقتها قائدا لوحدة طيران.

ـ عام 1978: زار إيران للتأكد من متانة حكم الشاه، حيث تمت استضافته هناك بعدد لا ينتهي من الحفلات والاستعراضات العسكرية وعروض الطيران، وتم ترتيب لقاءات مع ضباط بمن فيهم ضباط من خلفية اجتماعية فقيرة، وكان الجميع يركز على الجاهزية للدفاع عن حكم الشاه مهما كلف الأمر وأن الكل في إيران مؤيد للشاه.

ـ باول أثناء زيارته لإيران شاهد ولم يتجاهل الصدامات بين الإسلاميين والجيش، كما اهتم بما أبلغه به طيار أميركي في إيران بشأن التذمر وعدم جاهزية العاملين في قواعد الطيران، ولا سيما من طبقة الفقراء.

ـ أثناء رحلة عودته وتفكيره بما شاهده، وصل باول لقناعة بأن الإيرانيين قدموا له صَدَفة لامعة تخفي الحقيقة.

ـ بعد اندلاع الثورة في إيران وانضمام العاملين في قواعد الطيران لها منذ لحظة اندلاعها، علق باول بأن سياسات أميركا وما تكلفته من مليارات في إيران، سقطت بسقوط الشاه.

ـ باول قال إن المساعدات سهلت ظهور أصولية معادية لأميركا، وأن السبب هو غرور الشاه وفقدانه الاتصال مع شعبه، ورفض ساسة أميركيين متلهفين لاكتساب حلفاء في منطقة لا يوجد فيها الكثير من الأصدقاء أن يروا سوى ما يرغبون برؤيته.

مستشار الأمن القومي.. قائد أركان الجيش

ـ عام 1987: عيّن في البيت الأبيض مستشارا للأمن القومي الأميركي.

ـ عام 1988: خاطبه الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف بقوله "عليك أن تبحث أيها الجنرال عن عدو جديد، فقد قررت إنهاء الحرب الباردة".

ـ 1 أكتوبر/تشرين الأول 1989: أثناء فترة رئاسة جورج بوش الأب، عيّن قائدا لأركان الجيش الأميركي.

ـ عام 1991: أشرف باول على حرب الخليج الثانية (2 أغسطس/آب 1990-28 فبراير/شباط 1991)، للإطاحة بالجيش العراقي بعد غزو الرئيس العراقي صدام حسين للكويت.

الرئيس بوش لم ينتظر موافقة الكونغرس وأرسل نصف مليون جندي لمنطقة الخليج استعدادا للحرب - أ ف ب
الرئيس بوش لم ينتظر موافقة الكونغرس وأرسل نصف مليون جندي لمنطقة الخليج استعدادا للحرب (الفرنسية)

"رحلتي الأميركية".. سيرة ذاتية

ـ 30 سبتمبر/أيلول 1993: تقاعد باول من العمل العسكري، وكتب سيرته الذاتية "رحلتي الأميركية" التي حققت مبيعات كبيرة.

ـ بدأ مسيرته متحدثا عاما، حيث خطب في الجماهير في أنحاء البلاد والخارج.

ـ ترأس باول لجنة الوعود الأميركية-التحالف من أجل الشباب، وهي منظمة وطنية غير ربحية مكرسة لتعبئة الناس من كل قطاعات الحياة الأميركية، لبناء شخصية وكفاءة الشباب.

ـ عام 1999: انتقد الغارات الجوية لحلف شمال الأطلسي على يوغسلافيا، معتبرا أنها تناقض مبادئ التدخل العسكري التي حددها. وعقب غزو العراق الكويت كان باول من أنصار فكرة الاكتفاء بفرض العقوبات، وعارض كذلك استخدام القوة لإزاحة صدام، لكنه نادرا ما أصرّ على مواقفه.

ـ عام 2001: تولى وزارة الخارجية ليكون أصغر جنرال وأول أسود يتولى منصب وزير الخارجية الأميركية، وذلك خلال فترة الرئيس جورج دبليو بوش (بوش الابن من عام 2001 إلى 2005).

كذبة العراق.. قتل الآلاف

ـ 5 فبراير/شباط 2003: قدم أمام مجلس الأمن ملفا ركز فيه على وجود أسلحة دمار شامل في العراق، وتبيّن لاحقا أن جميع معلوماته كانت خاطئة.

ـ هو صاحب نظرية عسكرية جديدة مفادها أن على الولايات المتحدة أن تسعى خلال كل عملية عسكرية تقوم بها إلى تحديد أهداف سياسية واضحة، متزامنة مع خطة عسكرية ترمي إلى تحقيقها بطريقة أكثر حسما وقوة وسرعة.

ـ تسبب في مقتل نحو 200 ألف شخص على أقل تقدير في العراق، وأدى إلى ما يقرب من عقدين من الفوضى الداخلية، وعجّل بالاضطرابات في جميع أنحاء المنطقة.

ـ على خلفية العلاقات المتوترة بين سوريا وأميركا خاصة بعد غزو العراق، زار باول دمشق عدة مرات حاملا مطالب وتحذيرات أميركية، ولكنه كان نسبيا يخفف الاحتقان بين البلدين، خاصة أن إدارة الرئيس جورج بوش الابن كانت تعج بالصقور المستائين من دمشق.

ـ مارس/آذار 2003: قال باول خلال شهادة له أمام إحدى اللجان في الكونغرس إن على سوريا سحب "جيشها المحتل" من لبنان، وهي المرة الأولى التي يصف فيها الوجود السوري في لبنان بالاحتلال.

ـ 4 مايو/أيار 2003: أنهى زيارتين إلى بيروت ودمشق دعا خلالهما الجيش اللبناني إلى نشر جنوده على الحدود الجنوبية، حيث ينشط حزب الله.

ـ ديسمبر/كانون الأول 2003: التقى باول بالرئيس السوري بشار الأسد، حيث كان يرى أن هناك مجالات كثيرة للتعاون مع سوريا، ولم تنقطع زياراته لدمشق، وهو ما قللت واشنطن من أهميته.

ـ أكتوبر/تشرين الأول 2004: زار دمشق مرة أخرى ووضع أمام المسؤولين السوريين لائحة المطالب الأميركية، وشدد على أن بلاده لا تنوي مهاجمة سوريا، ولكن النظام السوري إذا أراد البقاء فعليه أن "يتأقلم" مع المتغيرات الإقليمية.

ـ 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2004: أعلن باول استقالته من منصب وزير الخارجية. وبحسب واشنطن بوست، فقد طلب منه رئيس موظفي البيت الأبيض أندرو كارد الاستقالة لتخلفه في منصبه كوندوليزا رايس.

اعترف باول بأن خطابه الذي اتهم فيه العراق بامتلاك أسلحة دمار شامل سيظل نقطة سوداء في ملفه
اعترف باول بأن خطابه الذي اتهم فيه العراق بامتلاك أسلحة دمار شامل سيظل نقطة سوداء في ملفه (رويترز)

أول اعتراف.. نقطة سوداء

ـ 8 سبتمبر/أيلول 2005: اعترف باول لأول مرة بأن خطابه الذي اتهم فيه العراق بامتلاك أسلحة دمار شامل أمام الأمم المتحدة في يناير/كانون الثاني 2003، سيظل نقطة سوداء في ملفه.

ـ باول قال "إنه فعلا نقطة سوداء، لأنني كنت أنا الذي قدمته للعالم أجمع، وقد كان ذلك صعبا ويبقى حتى اليوم أمرا صعبا"، مضيفا أن رئيس الاستخبارات آنذاك جورج تينت كان يعتقد أنه يقدم لي معلومات صحيحة، قبل أن يعترف بأن نظام الاستخبارات لم يكن يعمل بشكل صحيح.

ـ وقال باول إنه لم يعقد أي صلة بين العراق وأحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، لأنه ببساطة لم ير أي دليل على وجود مثل تلك الصلة، قبل أن يعترف بأنه كان مقاتلا رغم أنفه، مبررا انسياقه خلف بوش في حربه على العراق بأن الرئيس بوش أقنعه بأنه ليس من الممكن ترك العراق يخالف قرارات مجلس الأمن.

ـ عام 2011: قال باول لقناة الجزيرة إنه نادم على تقديم معلومات استخبارية مضللة قادت الغزو الأميركي، واصفا إياها بـ"وصمة عار في سجلي". وقال إن الكثير من المصادر التي استشهد بها مجتمع المخابرات كانت خاطئة.

ـ عام 2012: في مقابلة مع وكالة أسوشيتيد برس، أكد باول أن الولايات المتحدة "حققت الكثير من النجاحات"، لأن "دكتاتور العراق الرهيب قد رحل".

ـ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2012: أعلن باول دعمه للرئيس الأميركي باراك أوباما، في منافسته على الرئاسة أمام المرشح الجمهوري "ميت رومني".

ـ عام 2016: حصل باول على 3 أصوات انتخابية لمنصب رئيس الولايات المتحدة، رغم أنه لم يكن مرشحا للانتخابات في تلك السنة.

ـ 7 يونيو/حزيران 2020: شنّ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب هجوما على كولن باول، الذي قال إنه "سيصوت لجو بايدن في الانتخابات الرئاسية"، وحمّله مسؤولية حرب العراق.

ـ غرّد ترامب قائلا: "كولن باول، متغطرس حقيقي.. كان مسؤولا عن إدخالنا في حروب الشرق الأوسط الكارثية، وقد أعلن لتوه أنه سيصوت لمتغطرس آخر، هو جو بايدن النعسان".

ـ ترامب أضاف: "ألم يقل باول إن العراق امتلك أسلحة دمار شامل؟ العراق لم يمتلكها، لكننا خضنا الحرب!".

تلقى باول العديد من الجوائز العسكرية الأميركية والأجنبية
تلقى باول العديد من الجوائز العسكرية الأميركية والأجنبية (رويترز)

جوائز وأوسمة

ـ تلقى باول العديد من الجوائز العسكرية الأميركية والأجنبية، وتشمل جوائزه المدنية وسام الحرية الرئاسي، ووسام المواطنين الرئاسي، وميدالية الكونغرس الذهبية، ووسام وزير الخارجية المتميز، ووسام وزير الطاقة المتميز.

ـ تمت تسمية العديد من المدارس وغيرها من المؤسسات على شرفه، وهو يحمل درجة فخرية من الجامعات والكليات في جميع أنحاء البلاد.

زوجته.. أولاده.. أحفاده

ـ تزوج باول من ألما فيفيان جونسون من برمنغهام في ألاباما، وأنجب ابنا هو مايكل (الرئيس السابق لهيئة الاتصالات الفدرالية)، وابنتين هما ليندا وآن، وله من الأحفاد جيفري وبريان.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية