اضطرابات الغدد الصماء.. "غريفز" و"كوشينغ" و"هاشيموتو"
نظام الغدد الصماء (endocrine system) مجموعة من الغدد والأعضاء التي تفرز الهرمونات وتؤثر في كل خلية وعضو بالجسم تقريبا، فماذا يحدث إذا حصلت فيه اضطرابات؟
ويلعب نظام الغدد الصماء دورا مهما وأساسيا في تنظيم المزاج والنمو والتطور ووظيفة الأنسجة والتمثيل الغذائي والوظيفة الجنسية والإنجاب.
بالمقابل، فإن وجود الكثير أو القليل من أي هرمون يمكن أن يكون ضارا بالجسم، فعلى سبيل المثال إذا كانت الغدة النخامية تنتج الكثير من هرمون النمو فقد ينمو الطفل بشكل كبير، وإذا كانت تنتج القليل فقد يكون الطفل قصيرا بشكل غير طبيعي.
ويمكن علاج اضطرابات الهرمونات عبر إعطاء الطفل أو الشخص المصاب الهرمون الناقص أو عبر علاجات أخرى لعلاج فرط إفراز الهرمون.
ونقدم هنا بعض أبرز اضطرابات الغدد الصماء:
قصور الغدة الكظرية
وينتج عن ذلك نقص هرمونات الكورتيكوستيرويد الكظرية، وقد تشمل أعراضه الضعف والتعب وآلام البطن والغثيان والجفاف وتغيرات الجلد، ويعالج الأطباء قصور الغدة الكظرية بإعطاء هرمونات كورتيكوستيرويد بديلة.
متلازمة كوشينغ
وتحدث نتيجة وجود كميات مفرطة من هرمونات الغلوكوكورتيكويد في الجسم، والتي قد تكون مفرزة من الغدة الكظرية أو من العقاقير، وفي حال كان السبب وجود ورم في الغدة النخامية التي تنتج كميات مفرطة من الهرمونات التي تحفز الغدة الكظرية لزيادة إنتاج الكورتيكوستيرويدات فإنه يعرف باسم مرض كوشينغ.
ومن الأعراض السمنة ومشاكل في النمو وضعف العضلات وكدمات في الجلد وحب الشباب وارتفاع ضغط الدم والتغيرات النفسية، واعتمادا على السبب المحدد قد يعالج الأطباء هذه الحالة بالجراحة أو العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي أو الأدوية التي تمنع إنتاج الهرمونات.
مرض السكري من النوع الأول
ويحدث عندما لا ينتج البنكرياس كمية كافية من الإنسولين، وفي الأطفال والمراهقين عادة ما يكون ذلك نتيجة اضطراب المناعة الذاتية، حيث تقوم خلايا الجهاز المناعي بالهجوم وتدمير خلايا البنكرياس التي تنتج الإنسولين، ويحتاج الأطفال إلى حقن منتظمة للإنسولين.
داء السكري من النوع الثاني
وفي هذا النوع ينتج الجسم كميات عادية من الإنسولين، ولكن لا يستطيع الجسم الاستجابة للإنسولين بشكل طبيعي، ويطلق على هذه الحالة اسم مقاومة الإنسولين.
ويشمل العلاج تغيير النظام الغذائي وتخفيض الوزن ممارسة الرياضة والأدوية عن طريق الفم، ولاحقا قد يحتاج المريض إلى حقن الإنسولين.
مشاكل هرمون النمو
فكثرة هرمون النمو لدى الأطفال الذين لا يزالون في طور النمو ستجعل عظامهم وأجزاء الجسم الأخرى تنمو بشكل مفرط، مما يؤدي إلى العملقة، وعادة ما تحدث هذه الحالة النادرة نتيجة ورم في الغدة النخامية ويمكن علاجها عن طريق إزالة الورم.
في المقابل، عندما تفشل الغدة النخامية في إنتاج كميات كافية من هرمون النمو يكون نمو الطفل ضعيفا.
فرط نشاط الغدة الدرقية
حيث تكون مستويات هرمونات الغدة الدرقية مرتفعة جدا في الدم، وقد تشمل الأعراض فقدان الوزن والعصبية والتعرق المفرط وزيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم وجحوظ العينين وتورما في الرقبة من تضخم الغدة الدرقية (تضخم الغدة الدرقية).
في الأطفال يحدث هذا عادة بسبب مرض جريفز، وهو اضطراب في المناعة الذاتية حيث تقوم الأجسام المضادة بتحفيز الغدة الدرقية لتصبح مفرطة النشاط، ويمكن السيطرة على المرض بالأدوية أو بإزالة الغدة الدرقية أو تعطيلها من خلال الجراحة أو العلاج الإشعاعي.
قصور الغدة الدرقية
حيث تكون مستويات هرمونات الغدة الدرقية في الدم منخفضة بشكل غير طبيعي، ويؤدي نقص هرمون الغدة الدرقية إلى إبطاء عمليات الجسم (الأيض)، وقد يؤدي إلى التعب وانخفاض معدل ضربات القلب وزيادة الوزن والإمساك، وعند الأطفال تباطؤ النمو وتأخر سن البلوغ.
التهاب الغدة الدرقية "هاشيموتو"
وينتج عن اضطراب في المناعة الذاتية التي تهاجم الغدة الدرقية مما يؤدي إلى قصور إنتاج الهرمون، وهو السبب الأكثر شيوعا لقصور الغدة الدرقية لدى الأطفال.
البلوغ المبكر
تحدث تغييرات الجسم المرتبطة بالبلوغ في سن مبكرة بشكل غير طبيعي في بعض الأطفال إذا كانت هرمونات الغدة النخامية التي تحفز الغدد التناسلية على إنتاج هرمونات جنسية مرتفعة بشكل مبكر، ويتوفر دواء قابل للحقن يمكن أن يوقف إفراز هرمونات الغدة النخامية (المعروفة باسم gonadotropins) ويوقف تطور النمو الجنسي لدى معظم هؤلاء الأطفال.