"عيد الوالدين".. تقليد جذوره مسيحية فكيف يحتفل به؟

حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار أصدرته في 17 سبتمبر/أيلول 2012 الأول من يونيو/حزيران من كل عام يوما عالميا للاحتفال بالوالدين في جميع أنحاء العالم.
قرار أممي
واعتبرت الجمعية العامة في قرارها أن هذا اليوم العالمي "فرصة لتكريم الآباء والأمهات في جميع أنحاء العالم لالتزامهم بنكران الذات من أجل أطفالهم وتضحياتهم مدى الحياة لتعزيز هذه العلاقة".
وأكدت أن الأسرة تتحمل المسؤولية الرئيسية بشأن رعاية وحماية الأطفال، وأنه "لكي ينمو الأطفال نموا صحيا متكاملا يتناغم فيه نموهم مع شخصياتهم من اللازم أن ينشؤوا في بيئة أسرية ومحيط من السعادة والمحبة والتفاهم".
ودعت الجمعية العامة الدول الأعضاء إلى الاحتفال باليوم العالمي للوالدين في شراكة كاملة مع المجتمع المدني، بإشراك الشباب والأطفال على وجه الخصوص.
كما طالبت الأمين العام بأن يوجه انتباه جميع الدول الأعضاء ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني إلى هذا القرار بغرض الاحتفال باليوم على نحو ملائم.
الجذور التاريخية
ترجع جذور الاحتفال بيوم الوالدين أو يوم الآباء إلى ثلاثينيات القرن العشرين، حيث بدأ هذا الحدث -حسب موقع ويكيبيديا- إلى بعض المجتمعات المسيحية التي كانت تحتفل منذ عام 1930 بعيد الوالدين، وجمع بين هذا التقليد وثقافة الكونفوشيوسية التقليدية في كوريا ليؤسسوا في نهاية المطاف عيد الأم.
وفي عام 1956 حدد مجلس الدولة في كوريا الجنوبية الثامن من مايو/أيار عيدا للأم، وفي 30 مارس/آذار 1973 صدر مرسوم رئاسي يقضي بتعويض عيد الأم بعيد الوالدين، وأصبح الاحتفال به في الثامن من مايو/أيار من كل عام.
ويحتفل بعيد الآباء في كوريا الجنوبية على المستويين الرسمي والشعبي، وكتقليد راسخ يقدم للآباء في هذه المناسبة القرنفل، بالإضافة إلى تكريمهم والاحتفال بهم.
وفي الولايات المتحدة يحتفل بيوم الوالدين في الرابع من يوليو/تموز من كل عام، وحدد هذا التاريخ عام 1994 في عهد الرئيس بيل كلينتون الذي وقع على قرار من الكونغرس يقر بدور الوالدين في تربية الأطفال. وقدم مشروعَ القرار إلى الكونغرس السيناتور الجمهوري ترنت لوت، وأيده في ذلك أعضاء من كنيسة التوحيد التي تحتفل بدورها بعطلة تسمى "يوم الآباء".
يذكر أن الاحتفالات الأولى باليوم المخصص للوالدين كانت في الولايات المتحدة عام 1912.
وفي الفلبين كان هناك اختلاف في البداية بشأن اختيار يوم محدد للأبوين معا، نظرا لوجود مناسبات عددية للاحتفال بيوم الأمهات والآباء معا، غير أنه في عام 1980، صدر إعلان يحدد تاريخ الأحد الأول والاثنين الأول من ديسمبر/كانون الأول عيدا للأب والأم على التوالي، وفي عام 1988 صدر إعلان رئاسي بأن يكون عيد الوالدين في الأول من يونيو/حزيران.
العرب والمسلمون
تحتفل الدول العربية والإسلامية على غرار مختلف دول العالم بيوم الوالدين في الأول من يونيو/حزيران بمقتضى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويكون ذلك بإقامة حفلات ومهرجانات لتكريم الآباء والأمهات والتذكير بدورهما في تربية الأبناء.
وفي إندونيسيا على سبيل المثال استضاف برنامج خيري رياضي في الأول من يونيو/حزيران 2016 في أحد مساجد جاكرتا زوجين رزقا بستة أبناء وخمس بنات للحديث للناس وتذكيرهم بالقيم التي يجب أن تبنى على أوجزها الأسرة ومنها التقدير وطاعة للوالدين وتحصين الأبناء ضد ما يحيط بهم من مؤثرات سلبية.
غير أن هناك من يعارض مسألة الاحتفال بعيد الوالدين، بحجة أن الدين الإسلامي يحض على بر الوالدين في كل يوم وليس في مناسبات معينة، ويستند أصحاب هذا الرأي إلى الآيات الواردة في القرآن الكريم بهذا الخصوص، ومنها قوله الله سبحانه وتعالى في سورة الإسراء "وقضى ربّك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا إمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً". صدق الله العظيم.