كيف يعمل المحققون في استخدام الأسلحة الكيميائية؟

The United Nation vehicles carrying the Organisation for the Prohibition of Chemical Weapons (OPCW) invspectors arrive in Damascus, Syria April 14, 2018. REUTERS/Ali Hashisho

تلتزم المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية بجملة ضوابط وقواعد في إطار مهام التحقيق التي تقوم بها من حين لآخر للتحقق من استخدام الأسلحة الكيميائية في إطار الحروب والنزاعات المختلفة.

ومن أهم هذه القواعد ما يتعلق بتشكيل فرق البحث والتحقيق وأخذ العينات وجمع الأدلة، ثم ما يأتي لاحقا من الفحص والتحليل واستخلاص النتائج ورفعها إلى الجهات المخولة.

وفيما يلي أهم هذه الضوابط والقواعد:

تشكيل ونشر فرق التحقيق
تستغرق التحضيرات لتشكيل فريق تحقيق من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، لكن الأمين العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد أزومغو قال لوكالة فرانس برس في 2016 إنه شكل فريقا مختصا مكونا من 15 شخصا ليتم إرساله في غضون 24 ساعة على خلفية الاتهامات المتزايدة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.

– فور الاتفاق على البعثة، يُجمع العاملون في مخازن المعدات في منشآت المنظمة في رايسفايك غربي هولندا، حيث يتفقدون المعدات والملابس الواقية الضرورية لحماية الخبراء ومساعدتهم في تحليلاتهم.

– يفضل المحققون حمل أمتعة خفيفة قدر الإمكان، إلا أنهم يحتاجون كذلك إلى التأكد من أنهم يحملون معهم المعدات اللازمة لأداء مهامهم.

تشمل هذه المعدات أسطوانات هواء وعبوات لجمع العينات على غرار التربة والدماء أو النباتات من الموقع الذي يعتقد أن الهجوم وقع فيه.

– يتم كذلك توضيب أجهزة للكشف على البخار الكيميائي وأدوات جمع العينات واختبار المياه في أغلفة بلاستيكية صلبة لنقلها بشكل آمن.

تتضمن المعدات الأكثر تطورا أجهزة كشف للقياس الضوئي للهيب يتم إحراق عينة من الهواء داخلها باستخدام لهيب مليء بغاز الهيدروجين في أسلوب يستخدم عادة للكشف عن الغاز.

– يتم تجهيز كل عضو في الفريق بأقنعة غاز أو أجهزة تنفس اصطناعية، إضافة إلى بزات واقية من المواد الخطرة أو بزات محكمة الإغلاق لمنع التلوث.

– من بين المواد التي تعد من الضرورات لفريق التحقيق هواتف تعمل عبر الأقمار الصناعية ومستلزمات طبية لحالات الطوارئ تتضمن مضادات للسموم.

– يتكون الفريق عادة من طبيبين ومحققين اثنين مختصين بالأسلحة الكيميائية، ومحقق أو اثنين مختصين في تحليل المواد الكيميائية، إلى جانب مترجمين وعناصر أمن، وغالبا ما يكون أعضاء الفريق من جنسيات مختلفة، وهم عادة خبراء في مجالاتهم تلقوا تدريبات مكثفة.

جمع الأدلة والعينات
– بعد أن يتشكل فريق التحقيق ويصل إلى عين المكان مسلحا بأجهزته ومعداته وأدوات عمله وحمايته، يبدأ مرحلة أخرى تتعلق بجمع العينات والبحث عن أي أدلة تثبت أو تنفي استخدام السلاح الكيميائي في هذه الحادثة.

– يحرص فريق التحقيق في هذه المرحلة على إعطاء أولوية قصوى للعينات وجمعها سواء منها البيئية أو العضوية أو المتصلة بمكان الهجوم.

– كما يسعى الفريق لأخذ كل ما يتوفر من الأدلة من مكان الهجوم، أو المكان الذي وقعت فيه الحادثة، وتزداد صعوبة جمع الأدلة أكثر كلما مرت أيام أكثر على الهجوم.

– يبحث المفتشون خلال فترة وجودهم في عين المكان عن أي أدلة أخرى قد تتوفر مثل شظايا أسطوانات الغاز والصواريخ والقنابل وأماكن الضربات والحفر، كما يجري الفريق عادة مقابلات مع العاملين في الطوارئ والناجين وفرق الإسعاف والفرق الطبية وغيرهم من الشهود لتحديد ما إذا كانوا قد عانوا من الأعراض المصاحبة للمواد الكيميائية.

وفي المجمل فإن الآلية المعتادة لعمل المنظمة تقتضي بأن يأخذ المحققون عينات كيميائية وبيولوجية، ومن البيئة المحيطة، وقد يجري المحققون مقابلات مع ضحايا، شهود وأعضاء من الكادر الطبي. كما قد يشاركون في عمليات تشريح.

الفحص والتحليل
بعد جمع العينات يتم تحليلها أحيانا بشكل مباشر في الموقع ذاته، ثم يتم إرسالها إلى هولندا لتحليلها هناك. وقال المدير السابق لمختبر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية هيو غريغ في مقابلة عام 2016 مع موقع إخباري "يأخذ محققونا العينة ويفحصونها ويسجلونها ثم يحفظونها ويتابعونها إلى حين الانتهاء من التحليل". وأضاف "لذلك، يعد تسلسل العهدة الكامل بنسبة 100% أمرا مهما للغاية".

ويتم لاحقا فصل الأدلة في رايسفايك الواقعة على أطراف لاهاي قبل إرسالها إلى المختبرات المتعاونة لإجراء تحليلات إضافية.

وتتعاون المنظمة مع أكثر من عشرة مختبرات حول العالم تشكل "حجر الزاوية في نظام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للتحقق" وتربطها بها كذلك "اتفاقات لحفظ السرية".

وقال أحد المتحدثين إن المنظمة تمنح "ضمانات ضرورية" للدول الأعضاء بأن التحليلات الكيميائية "تجري بكفاءة ودون انحياز وبنتائج لا لبس فيها".

المصدر : الجزيرة + الفرنسية + مواقع إلكترونية

إعلان