حليمة يعقوب.. مسلمة تتولى رئاسة سنغافورة

Former speaker of Singapore's parliament, Halimah Yacob, arrives at the Elections Department after she was given the certificate of eligibility to contest the election by the Presidential Elections Committee in Singapore September 11, 2017. REUTERS/Edgar Su
سياسية مسلمة من سنغافورة، تولت منصب الرئاسة في هذا البلد في سبتمبر/أيلول 2017، وتعد أول امرأة من أقلية الملايو تشغله منذ أكثر من أربعين عاما، وأول امرأة أيضا تصل هذا المنصب الفخري.

المولد والنشأة
ولدت حليمة يعقوب يوم 23 أغسطس/آب 1954 في سنغافورة، والدها كان حارسا وهو مسلم من أصل هندي، ووالدتها تنتمي لأقلية الملايو، وهي مجموعة عرقية تتواجد في عدة دول مجاورة لسنغافورة.  

تزوجت عام 1980 من زميلها في الجامعة محمد عبد الله الحبشي، وهو عربي، ولهما خمسة أبناء.

عانت حليمة من الفقر في طفولتها، حيث توفي والدها وهي في سن الثامنة، واضطرت في سن العاشرة من عمرها إلى أن تساعد والدتها العاملة في دكان لبيع الأطعمة، وفي عمليات التنظيف والغسيل، وفي توزيع الأكل على الزبائن.

ورغم ظروفها الصعبة واصلت هذه السيدة دراستها، وتقول في صفحتها على موقع فيسبوك إن حلمها كان إنهاء الدراسة والحصول على وظيفة لمساعدة والدتها.  

الدراسة والتكوين
تخرجت عام 1978 في جامعة سنغافورة الوطنية، وتحمل شهادة بكالوريوس في القانون بدرجة شرف، وفي عام 2001 حصلت على شهادة ماجستير بالقانون، وفي عام 2016 منحت شهادة دكتوراه فخرية في القانون من نفس الجامعة.

الوظائف والمسؤوليات
عملت حليمة بعد تخرجها عام 1978 موظفة قانونية في المؤتمر الوطني لاتحاد النقابات المهنية بسنغافورة وتولت عدة مناصب، منها مديرة قسم الخدمات القانونية عام 1992، ومديرة معهد سنغافورة لدراسات سوق العمل، ثم عينت مديرة لمعهد سنغافورة للدراسات العمالية عام 1999.

وترأست عدة مجالس مثل مجلس الإسكان والتنمية، ومجلس التنمية الاقتصادية، ومجلس أمناء جامعة سنغافورة الوطنية، وهي أيضا عضوة في الهيئة الإدارية لمنظمة العمل الدولية التي تتخذ من جنيف مقرا لها.

التجربة السياسية
اقتحمت حليمة عالم السياسية عام 2001 بطلب من رئيس الوزراء وقتها غوه تشوك تونغ الذي أخبرها بأنها يمكن أن تلعب دورا كبيرا في الحياة السياسية بالبلاد، وكان ذلك قبل الانتخابات العامة.  

وانتخبت بعد ذلك نائبة في الدائرة الانتخابية للتمثيل الجماعي "جيورونغ"، وتدرجت في المناصب حتى أصبحت في أعقاب الانتخابات العامة عام 2011 وزيرة للدولة في وزارة التنمية المجتمعية والشباب والرياضة، وبعد تعديل وزاري في نوفمبر/تشرين الثاني 2012 أصبحت وزيرة دولة في وزارة التنمية الاجتماعية والأسرية.

وفي 14 يناير/كانون الثاني 2013 عينت حليمة متحدثة باسم البرلمان، وكانت أول امرأة تشغل هذا المنصب في تاريخ البلاد لتتولى منصب رئيسة البرلمان بين عامي 2013 و2017.

في 6 أغسطس/آب 2017 أعلنت حليمة أنها ستستقيل من منصب متحدثة باسم البرلمان لخوض سباق الانتخابات الرئاسية لعام 2017، وقالت في تصريح لها إن قرار المشاركة في الانتخابات الرئاسية اتخذته بعد تفكير عميق ومشاورات مع عائلتها ومع المقربين.

وفي 13 سبتمبر/أيلول 2017 أعلن عن انتخاب حليمة أول رئيسة للبلاد، وذلك بعدما أعلن مسؤول الانتخابات أنها المرشحة الوحيدة المؤهلة للمنافسة على المنصب الذي يعتبر شرفيا إلى حد بعيد.

وقالت حليمة في كلمة بمكتب إدارة الانتخابات "أنا رئيسة للجميع"، وشكرت أنصارها واصفة انتخابها بأنه "لحظة فخر لسنغافورة وللتعددية الثقافية وللتعددية العرقية".

وكان آخر شخص من الملايو شغل منصب الرئاسة هو يوسف إسحق الذي تزين صورته أوراق النقد في البلاد، وتولى الرئاسة بين عامي 1965 و1970 وهي أولى سنوات الدولة بعد الاستقلال بعد اتحاد قصير الأمد مع جارتها ماليزيا، وكانت السلطة التنفيذية في يد لي كوان يو أول رئيس وزراء لسنغافورة.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية