بنسودا.. مدعية "الجنائية الدولية" التي أغضبت بوتين
فاتو بنسودا محامية غامبية تتولى منصب المدعية العامية للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، إذ خلفت فيه لويس مورينو أوكامبو الذي ترأس المحكمة طيلة تسعة أعوام.
المولد والنشأة
ولدت فاتو بنسودا يوم 31 يناير/كانون الثاني 1961 في عاصمة غامبيا بانغول لعائلة متعددة الأفراد، وهي متزوجة من رجل أعمال يحمل الجنسيتين المغربية والغامبية، ولها طفلان.
الدراسة والتكوين
بعد حصولها على منحة دراسية من الدولة الغامبية، غادرت بنسودا إلى نيجيريا لمتابعة دراسة القانون في جامعة إيف بين عامي 1982 و1986، ثم في العاصمة لاغوس عام 1987 حيث حصلت على دبلوم في القانون.
وأصبحت هذه السيدة أول متخصصة في القانون الدولي ببلادها.
الوظائف والمسؤوليات
تولت بنسودا العديد من المناصب في بلادها، حيث عملت عام 1987 في وزارة العدل كنائبة للمدعي العام، وبعد الانقلاب الذي شهدته غامبيا في يوليو/تموز 1994 أصبحت مستشارة قانونية في مكتب الرئيس يحيى جامي. ثم ارتقت في المناصب حتى وصلت إلى منصب المدعي العام في بانغول عام 1998 ووزيرة العدل.
واستمرت في منصب وزيرة العدل حتى العام 2000، حيث أقالها الرئيس جامي لخلاف بينهما، لتفتح بعدها مكتب محاماة، ثم لتتولى إدارة أحد البنوك بين عامي 2000 و2002.
المحكمة الجنائية
تمكنت بنسودا بسبب خبرتها القانونية من طرق أبواب المحكمة الجنائية الدولية، ففي مايو/أيار 2002 أصبحت مستشارة قانونية في المحكمة الجنائية الدولية الخاصة برواندا والتي كان مقرها في مدينة أروشا بتنزانيا، وهي محكمة تولت قضية متعلقة بأكثر الصراعات العرقية دموية في القرن العشرين بالقارة السمراء.
ومنذ عام 2004 التحقت بنسودا بالمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، حيث اشتغلت نائبة للمدعي العام لويس أوكامبو، ثم خلفته في المنصب يوم 12 ديسمبر/كانون الأول 2011 ، في تصويت للدول الـ 120 الأعضاء في المحكمة خلال الاجتماع السنوي الذي عقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك. وأدت القسم يوم 15 يونيو/حزيران 2012.
وحظي اختيار هذه السيدة الأفريقية في منصب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بترحيب واسع من الوسط القانوني الدولي ومن المؤسسات غير الحكومية.
وقالت بنسودا بعد اختيارها في المنصب إن القارة الأفريقية أثبتت مجددا دعمها والتزامها بالقضاء الدولي والمحكمة الجنائية الدولية، ووعدت بأن تكون مدعية عامة "مستقلة وغير منحازة أمام الدول الأعضاء كافة".
كما أكدت أنها ستولي اهتمامها للقضايا التي عمل فيها سلفها أوكامبو، وأنها ستواصل التحقيق في الجرائم التي ترتكب في العالم، وستعمل من أجل عدم الإفلات من العقاب.
وأثارت بنسودا بمواقفها لاحقا غضب بعض الجهات بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خلفية تصريح لها في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، عندما وصفت الأحداث التي أدت إلى انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا بأنها "حرب شنتها روسيا ضد أوكرانيا"، واعتبرت الجزيرة "منطقة محتلة"، مما جعل بوتين يقرر سحب توقيع بلاده على نظام روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية.