تعرف على "الهيئة التفاوضية الموحدة" للمعارضة السورية

شكلت قوى المعارضة السورية في ختام اجتماع موسع عقدته في العاصمة السعودية الرياض في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 "الهيئة التفاوضية الموحدة" لخوض مفاوضات جنيف، وتضم للمرة الأولى كافة أطياف المعارضة السورية، واختير لرئاستها نصر الحريري.
وشارك في اجتماع الرياض نحو 140 شخصية يمثلون قوى المعارضة الرئيسية، على رأسها الائتلاف الوطني لقوى الثورة، ومنصة موسكو القريبة من روسيا، ومنصة القاهرة التي تضم مستقلين.
التشكيلة
تتكون الهيئة التفاوضية الموحدة من 36 عضوا، هم ثمانية من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وأربعة من منصة القاهرة، وأربعة من منصة موسكو، وثمانية مستقلون، وسبعة من الفصائل، وخمسة من هيئة التنسيق الوطني.
ويترأس وفد الهيئة العليا عضو الائتلاف الوطني نصر الحريري، الذي انتخب في فبراير/شباط 2017 لرئاسة وفد المعارضة في المحادثات غير المباشرة التي احتضنتها جنيف في النصف الأول من العام نفسه، وأفضت إلى الاتفاق على عقد جولات جديدة تناقش قضايا أساسية، بينها الدستور والانتخابات.
وضمت الأسماء ما يلي: نصر الحريري، وجمال سليمان، وحسن عبد العظيم، وأليس مفرج، وأحمد العسراوي، وصفوان عكاش، ونشأت طعيمة، وهادي البحرة، وأحمد سيد يوسف، وبدر جاموس، وعبد الرحمن مصطفى، وعبد الإله فهد، وربى حبوش، وحواس خليل، ومنير درويش، وفراس الخالدي، قاسم الخطيب.
كما تضم القائمة يحيى العريضي، وخالد محاميد، وطارق الكردي، وعِوَض العلي، وبسمة قضماني، وهنادي أبو عرب، وفدوى العجيلي، وسميرة مبيض، وبشار الزعبي، وأحمد جباوي، ومحمد الدهني، ومحمد علوش، وياسر عبد الرحيم، ومحمد منصور، وحسن حاج علي، ويوسف سلمان، وعروبة المصري، ومهند دليقان، وسامي الجابي.
و"الهيئة التفاوضية الموحدة" هي نسخة ثانية من الهيئة العليا للمفاوضات التي تأسست في العاشر من ديسمبر/كانون الأول 2015 خلال اجتماع عقدته أطراف المعارضة السورية في الرياض، وشكلت وقتها من 32 عضوا، بينهم تسعة من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وعشرة من الفصائل المسلحة، وخمسة من هيئة التنسيق الوطني، وثمانية مستقلون.
واستبقت شخصيات معارضة بارزة انطلاق مؤتمر الرياض الثاني في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 بإعلان استقالتها من الهيئة العليا للمفاوضات في نسختها الأولى، ومنها منسقها العام رياض حجاب الذي استقال "أمام محاولات خفض سقف الثورة وإطالة أمد نظام بشار الأسد".
مرجعيات
تتمسك الهيئة التفاوضية الموحدة بضرورة رحيل الأسد وأركان نظامه في بداية المرحلة الانتقالية، وهو ما شدد عليه الحريري في تصريحاته بعد اختياره رئيسا للهيئة.
وأكد البيان الختامي لمؤتمر الرياض الثاني "وحدة التراب السوري وسيادة الدولة"، وأن المرحلة الانتقالية لن تتم دون مغادرة الأسد السلطة، كما أشار إلى أن المفاوضات المباشرة تختلف عن المفاوضات المشروطة، وأن المطالبة بالقرارات الدولية ليست شرطا، بل هي أساس للتفاوض.
وتقول المعارضة -كما أكد الحريري في مؤتمر صحفي عقده على هامش مؤتمر الرياض 2- إنها تسعى لإنجاز الانتقال السياسي المنصوص عليه في القرارات والمرجعيات الدولية، وعلى رأسها بيان جنيف1 والقراران الدوليان 2218 و2254، وتعتبر أن مؤتمر "سوتشي" لا يخدم العملية السياسية.
وعقدت في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 قمة ثلاثية في مدينة سوتشي الروسية بحضور الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني، أعلن في ختامها الاتفاق على عقد "مؤتمر حوار وطني سوري" في سوتشي يضم ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة.
كما تؤكد المعارضة السورية استعدادها لمفاوضات مباشرة مع نظام الأسد، واستعدادها لبحث كل شيء على طاولة المفاوضات، مع دعوة الأمم المتحدة للقيام بدورها في إدانة هجمات النظام وروسيا العسكرية على مناطق المدنيين، بالإضافة إلى رفع الحصار عن المناطق المحاصرة وإيصال المساعدات للمحتاجين، وإطلاق سراح كافة المعتقلين.
واصطدمت جولات المفاوضات السابقة في مدينة جنيف السويسرية بمصير الأسد، الذي لم يعد الغربيون، خاصة فرنسا والولايات المتحدة، يشترطون رحيله مسبقا لإبرام اتفاق سلام.
وعشية انطلاق الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف في 28 نوفمبر/تشرين الأول 2017، قال رئيس الهيئة التفاوضية الموحدة إن هدف المعارضة هو انتقال سياسي يحقق الإطاحة بالأسد، وهو تصريح لم يلتق مع ما أعلنه المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان دي ميستورا الذي قال -من جهته- إن الانتخابات والدستور على رأس أولويات جولة المفاوضات السورية الجديدة.