ما هو برنامج القرعة السنوية الأميركي؟

الموسوعة - صورة من بطاقة غرين كارد في الولايات المتحدة الأميركية - Green card
برنامج القرعة السنوية يتيح للشخص الحصول على البطاقة الخضراء (غيتي)

تملك الولايات المتحدة الأميركية برنامجا لمنح التأشيرات يعرف باسم ""قرعة البطاقة الخضراء"، وضعه الكونغرس وتتولى إدارته وزارة الخارجية، يتيح الإقامة الدائمة بالأراضي الأميركية، ويطالب الرئيس دونالد ترمب بإلغائه.

و"البطاقة الخضراء" وثيقة تصدرها وزارة الأمن القومي الأميركية، تسمح للأشخاص المولودين بالخارج بالإقامة والعمل في الأراضي الأميركية، وهي تثبت أن حاملها مقيم بشكل دائم في البلاد، وغالبا ما تكون مرحلة تمهد للحصول على الجنسية.

تطبيق البرنامج
واستحدثت السلطات الأميركية، بموجب قانون الهجرة الصادر عام 1990، نوعا جديدا من التأشيرات أطلق عليها اسم "تأشيرة التنوع" حيث تطرح خمسين ألف تأشيرة يتم منحها عن طريق تنظيم قرعة سنوية يشارك فيها مواطنون من دول تتميز بقلة عدد مهاجريها إلى الولايات المتحدة.

وبدأت القرعة رسميا أوائل عام 1995، ومن شروطها أن يكون الشخص من إحدى الدول المسموح لها بالمشاركة خلال سنة التقديم، وألا يقل سن المشاركين عن 18 عاما، وأن يكونوا حاصلين على شهادة الدراسة الثانوية على الأقل، وأن يكون لديهم ما لا يقل عن عامين من الخبرة العملية.

ولا تشمل القرعة اللاجئين أو طالبي اللجوء أو المهاجرين من طرق الهجرة الأخرى، وإنما تشير فقط إلى الأشخاص الذين يريدون العمل أو الرعاية الأسرية.

وتتم المشاركة في القرعة عن طريق تعبئة طلب إلكتروني عبر الإنترنت، وهي مفتوحة فقط  لفترة معينة من الزمن كل عام، لذلك يجب على الشخص إبقاء عينه على التواريخ إذا كان يخطط لتقديم طلب للحصول على "تأشيرة التنوع".

إعلان

ويسمح للفائزين بإحضار أزواجهم وأطفالهم الصغار، وهو ما يسمى بالهجرة السلسلة.

وتتغير قائمة الدول المسموح لمواطنيها بالمشاركة في قرعة "غرين كارد" باستمرار، إذ يمنع سكان البلدان التي هاجر منها أكثر من خمسين ألف شخص في السنوات الخمس الماضية من المشاركة.

وعلى سبيل المثال، بالنسبة لعام 2017 فإن مواليد كل من البرازيل وكندا والصين وكولومبيا والدومينيكان والإكوادور وهايتى والهند والمكسيك وباكستان وإيرلندا الشمالية وفيتنام وعدد قليل من الدول ليسوا مؤهلين للمشاركة في قرعة البطاقة الخضراء.

وتوضح بيانات الخارجية أن ما يقل قليلا عن 11.4 مليون متقدم شاركوا في قرعة عام 2016 لاختيار خمسين ألفا وأفراد أسرهم المقربين فقط.

الانقسام 
ورغم أن برنامج القرعة السنوية نجح في تنويع المهاجرين القادمين إلى الولايات المتحدة كل عام، فإنه أثار أيضا انتقادات لكونه عرضة للتحايل ولما يمثله من مخاطر على الأمن القومي.

ففي عام 2004 قالت آن باترسون -التي كانت تشغل آنذاك منصب نائب المفتش العام بالخارجية للكونغرس- إن مكتبها يعتقد أن برنامج القرعة يتضمن نقاط ضعف كبيرة على الأمن الوطني، ورجحت أن يحاول إرهابيون استخدامه للدخول من أجل الإقامة الدائمة.

وأوصى مكتب باترسون بمنع دخول مواطني الدول التي قال إنها ترعى الإرهاب من خلال هذا البرنامج.

وعام 2005 تقدم مجلس النواب الأميركي بمشروع قرار يدعو إلى إلغاء هذا البرنامج خوفا من أن يستغله "الإرهابيون" لدخول البلاد "للتخطيط لشن هجمات إرهابية ضد مصالح أميركية". إلا أنه تم رفض مشروع القانون.

وعام 2007 أصدر مكتب محاسبة الحكومة بالكونغرس تقريرا أشار إلى أن ضباط إنفاذ القانون الاتحاديين "يعتقدون أن بعض الأفراد بمن فيهم الإرهابيون والمجرمون قد يستغلون وسائل احتيالية للدخول والبقاء في الولايات المتحدة". غير أن التقرير لم يجد دليلا موثقا على أن مهاجرين بتأشيرات التنوع "شكلوا خطرا سواء إرهابيا أو غيره".

إعلان

دعوة إلغاء
وفي الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2017 قال الرئيس الأميركي ترمب إنه سيطلب من الكونغرس "على الفور" البدء في جهود لإنهاء هذا البرنامج. وجاء ذلك بعد أن علم الرئيس أن الأوزبكي سيف الله سايبوف المتهم بقتل ثمانية أشخاص في مدينة نيويورك يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول 2017 دخل البلاد بتأشيرة من خلال برنامج القرعة السنوية.

غير أن مساعي ترمب اصطدمت بمعارضة أعضاء كبار من الديمقراطيين في الكونغرس الذين دافعوا عن البرنامج بحجة أن جميع المتقدمين له يخضعون لإجراءات الفحص المشددة التي تخضع لها برامح تأشيرات الهجرة الأخرى.

ومن الانتقادات التي توجه لبرنامج التأشيرات كونه عرضة لعمليات احتيال متطورة وعصابات ابتزاز وزيجات على الورق، واستخدام وثائق هوية مزيفة.

وتوصل تقرير -أعده المفتش العام بالخارجية في سبتمبر/أيلول 2013- إلى أن عصابات احتيال منظمة تتخفى في صورة وكالات سياحية اختطفت برنامج تأشيرة التنوع في أوكرانيا.

 

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية

إعلان