الأبوريجينيز.. معتقدات وأساطير وثنية حية

الأبوريجينيز من الشعوب القليلة التي لا تزال تحافظ على طقوسها ومعتقداتها منذ آلاف السنين - رويترز
الأبوريجينيز من الشعوب القليلة التي لا تزال تحافظ على طقوسها ومعتقداتها منذ آلاف السنين (رويترز)

الجزيرة نت – كانبرا (أستراليا)

السواد الأعظم من الأبوريجينيز وثنيون ويعتقدون بأن نسلهم ينحدر من مخلوقات أتت من عوالم أخرى، كما يعتقدون أن الكائن الحي -أساسا- موجود في أحلام تلك المخلوقات التي أوجدت أشكال الكائنات الحالية من إنسان وحيوان.

ويستخدمون مصطلح وقت الأحلام الذي يعتبر الأهم لديهم، حيث يتحدثون عن خرافات وأساطير فيما يتعلق بنشأة الإنسان. ويستمدون معرفتهم ومعتقداتهم من الأرض مباشرة. كما يعتقدون أن الجبال -ويسمونها اليورو- تكمن خلفها أرض الأجداد حيث يتزاوجون ويوزعون الرزق.

كما يؤمن الأبوريجينيز بأن الكائنات الحية الحالية قد انفصلت عن مصدر حياتها الأول، وأن بدايتها جميعا كانت على شكل سمكة أو حيوان الكنغر، ويسمون مرحلة الانفصال هذه بالتوتمز.

غناء ورقص تقليدي أبوريجيني على أحد شواطيء مدينة سيدني (رويترز)
غناء ورقص تقليدي أبوريجيني على أحد شواطيء مدينة سيدني (رويترز)

ويعتبر نهر موراي من أحب الأنهار إلى الأبوريجينيز، ويؤمنون أنه جاء إلى الدنيا بعد أن تدفق من فم حيوان أسطوري اسمه الانجروندري، ومن نفحات هذا الحيوان تكونت البحيرات الموجودة في أستراليا، ويحكون عن موراي قصصا أقرب إلى الأساطير اليونانية وملحمة الأوديسا، وأن منحدرات هذا النهر العظيم أتت من هز ذيل ذلك الحيوان الأسطوري.

إعلان

وعند ذهاب الأبوريجينيز إلى صيد الأسماك فهم يستخدمون الحراب المدببة ويسمونها البوسيني، حيث يقف الفرد يحدق في الماء ويتمتم فيما معناه استئذان انجروندري، فإن أصاب الهدف جثا على ركبتيه، ثم يأخذ الصيد الثمين بين أحضانه إلى مكان الطهو، والأبوريجينيز لا يأكل طيور البحر إذ يعتبرها روحا شريرة.

كما يعتقد السكان الأصليون أنه إذا تراجعت أعداد الحيوانات المتوفرة للصيد أمامهم، فإن ذلك ليس بسبب كثرة حملات الصيد التي يقومون بها، بل بسبب عدم قيامهم بالصيد. وكان العلماء يعتقدون أن هذا الاعتقاد مجرد أسطورة مبنية على أساس ديني ليس له خلفية واقعية، إلا أن بعضهم رأى أن هذا الاعتقاد قد يكون صحيحا، وله تفسير منطقي في الطبيعة.

لا يزال الأبوريجنيز يتمسكون بأساطيرهم وثقافتهم القديمة رغم معايشتهم للحضارة والمدنية الحديثة (رويترز)
لا يزال الأبوريجنيز يتمسكون بأساطيرهم وثقافتهم القديمة رغم معايشتهم للحضارة والمدنية الحديثة (رويترز)

وأن صحة هذا المعتقد ربما تعود إلى أن السكان الأصليين يحتاجون لإشعال نار صغيرة في كل مرة يصطادون فيها، وأن هذه النيران تبعد السحالي من جحورها، ومع مرور السنين يتحول مكانها إلى رماد، مما يؤدي إلى تنوع التربة، لأن تلك الحيوانات لا تحتاج فقط لأماكن خضراء لتعيش فيها، بل تحتاج أيضاً إلى أماكن جرداء تلجأ إليها هربا من أعدائها، والتنوع في التربة يؤدي بالضرورة إلى تنوع الحيوانات في المنطقة.

يعتقد الشعب الأصلي أن الثعبان رمز للقوة وينافس الشمس في هيبتها وقوتها وهو المسؤول الأول الذي أوجد القنوات التي تتجمع عندها مياه الأمطار، وأن هذا الثعبان يشكل جزءا رئيسيا في قصّةِ خَلْقهمِ، لذلك يرقصون رقصة ثعبان قوس قزح باعتبارها مصدر الرزق والماء، وأنهم بهذه الرقصة يحمون الثعبان من الناس.

المصدر : الجزيرة

إعلان