الحدود الأميركية المكسيكية.. الحلم المميت
الموقع
يبلغ طول الحدود الأميركية المكسيكية 3145 كيلومترا، وتتخللها جبال وعرة، ونهرا كولورادو وريو غراندي، وتمتد غربا من مدينة تيخوانا بولاية باخا كاليفورنيا المكسيكية، ومدينة أمبريال بيتش بولاية كاليفورنيا الأميركية إلى ماتاموروس بولاية تاموليباس المكسيكية وبراونزفيل بـولاية تكساس الأميركية شرقا.
والولايات الأميركية الممتدة على طول تلك الحدود هي كاليفورنيا، وأريزونا ونيو مكسيكو وتكساس، وتضم الحدود الأميركية المكسيكية 42 معبرا حدوديا بين البلدين.
مسارات
تبدأ رحلة المهاجرين غير الشرعيين عادة من القطارات المنطلقة مدينتي كواتزاكوالكوس وتونسكي المكسيكيتين على بعد خمسين كيلومترا من الحدود مع غواتيمالا لنقلهم إلى الحدود الأميركية.
ويقع العديد من المهاجرين ضحية لعصابات المخدرات، التي تقوم بسرقة أموالهم ومطالبتهم بإتاوات لركوب القطارات، وتقوم أحيانا بخطفهم للحصول على فدية من أهاليهم، مما يضطر أغلبهم للسير على الأقدام إلى تلك الحدود، وهو ما يسهل القبض عليهم من قبل حرس الحدود الأميركيين.
كما يتوجه عدد من المهاجرين إلى مدينة تيخوانا المكسيكية الحدودية مع ولاية كاليفورنيا، في محاولة للتسلل عبر الجدار الحديدي الذي شيدته السلطات الأميركية.
مخاطر
يواجه مواطنو أميركا الوسطى مهمة شاقة لبلوغ الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة، تبدأ بعبورهم الحدود بين غواتيمالا والمكسيك حيث خطر الموت غرقا في نهر سوشيات بولاية تشياباس المكسيكية الشمالية وسوء المعاملة على أيدي شرطة المكسيك.
وفي مرحلة ثانية، يواجهون تحدي عبور الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة، من خلال انتظار اللحظة المناسبة للهروب من دوريات مراقبة الحدود الأميركية، ويساعدهم في ذلك مهربون يطلق عليهم لقب "الذئاب" يتلقون آلاف الدولارات من كل شخص للقيام بتلك المهمة.
ويوصف هؤلاء المهربون بالقسوة، فعند شعورهم بمخاطر أمنية لا يترددون في التخلي عن المهاجرين الذين يكونون في الغالب محشورين بقاطرات أو شاحنات وسط صحراء شديدة الحرارة.
وتشكل التضاريس الجبلية الوعرة أيضا -في جزء كبير من المنطقة الحدودية- مشكلة مزدوجة للشرطة والمهاجرين المتسللين حيث يواجه رجال الأمن مهمة صعبة في تنظيم دوريات بالوسائل التقليدية، ما دفعهم إلي استخدام الخيول للتمكن من السير في مناطق لا يمكن للسيارات الدخول إليها، ومع ذلك تظل هناك مساحات هائلة لا يمكن إحكام السيطرة عليها بنسبة كاملة.
أمن
يعبر 350 مليون مسافر الحدود الأميركية المكسيكية بشكل شرعي سنويا، ويسجل ما بين أربعمئة ألف و1.2 مليون حالة هجرة غير شرعية سنويا من المكسيك إلى الولايات المتحدة، تشمل ضبط أو إعادة أو رفض دخول من المعابر الشرعية لتلك الحدود لحوالي 2500 شخص يوميا.
وخصصت السلطات الأميركية إمكانيات هائلة لتأمين حدودها الجنوبية من خلال إنفاقها 3.5 مليارات دولار، ونشر 17 ألف عنصر أمن من حرس الحدود يجوبون المناطق الحدودية مدعمين بدوريات سيارات ومروحيات وصور الأقمار الاصطناعية.
ويساعد هؤلاء متطوعون أميركيون، خصوصا من المتقاعدين، الذين يعتبرون أن الهجرة غير الشرعية تضر بـالاقتصاد الأميركي والأمن الداخلي بسبب تزايد أعداد عصابات السرقة وتجارة المخدرات والأسلحة.
وشرعت الحكومة الأميركية -بعد مصادقة مجلس الشيوخ عام 2006- في تشييد سور على كامل الحدود تنتشر في محيطه أسلاك، ووضعت حوله آلاف الكاميرات وأجهزة الرؤية الليلية والاستشعار.
واعتقلت السلطات الأميركية 187 ألفا و284 مهاجرا غير شرعي مكسيكي عام 2015 إضافة إلى 227 ألفا و371 آخرين من دول أميركا الوسطى الثلاث المعروفة بـ"المثلث الشمالي" وهي السلفادور وهندوراس وغواتيمالا، واكتشفت منذ عام 2006 عددا من الأنفاق في منطقة الحدود تستخدم في تهريب المخدرات.