جان عبيد.. مرشح دائم لرئاسة لبنان

جان عبيد مرشح للرئاسة بلبنان

جان عبيد سياسي وإعلامي لبناني؛ شغل مناصب وزارية ونيابية أكثر من مرة، ولعب دورا بارزا في الحياة السياسية اللبنانية خلال العقدين الاخيرين من القرن العشرين؛ فكان وسيطا بين المتحاربين خلال الحرب الأهلية اللبنانية ومقربا من النظام السوري، ومرشحا دائما لرئاسة الجمهورية كلما شغر منصبها.

المولد والنشأة
ولد جان بدوي عبيد يوم 8 مايو/أيار عام 1939 في قرية علما القريبة من مدينة زغرتا شمالي لبنان لعائلة مسيحية.

الدراسة والتكوين
تلقى عبيد مراحل تعليمه الأولية في مدارس مدينة طرابلس، ثم درس الحقوق في جامعة القديس يوسف ببيروت عام 1960. وهو ذو معرفة عميق بالشعر العربي واطلاع واسع على الثقافة المسيحية والإسلامية.

الوظائف والمسؤوليات
عمل عبيد -بدءا من عام 1959- صحفيا ومحررا في عدة مجلات ودوريات وجرائد لبنانية وعربية، وأصبح نائبا لرئيس تحرير مجلة "الصياد" اللبنانية خلال 1966-1972، ومديرا مسؤولا لتحرير جريدة "الأحرار" التي كانت تنطق باسم حزب البعث العربي في ستينيات القرن العشرين.

عُين مستشارا لرئيس الجمهورية، وانتخب نائبا في البرلمان لعدة دورات، وفي 1998 اختير وزيرا للتربية والشباب، ثم صار وزيرا للخارجية عام 2003.

التجربة السياسية
ارتبط جان عبيد منذ أوائل 1960 بصداقات مع قادة سياسيين مصريين وسوريين وفلسطينيين وعراقيين توسعت وتوطدت بعد اشتهاره في العمل الصحفي، فنسج شبكة علاقات مع جمال عبد الناصر وياسر عرفات وصدام حسين وحافظ الأسد ومع مسؤولين في دول خليجية عربية، كما كان صديقا لميشال عفلق وشبلي العيسمي الذي كان نائبا للرئيس السوري في حقبة الستينيات.

اعتقل خلال عمله الصحفي ثلاث مرات على خلفية مقالاته السياسية، وبعد تركه الصحافة تفرغ للشأن العام بغية الترشح لعضوية البرلمان. وحين اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية في ربيع 1975 وعجزت معها البلاد عن تنظيم انتخابات برلمانية، عينه رئيس الجمهورية آنذاك إلياس سركيس مستشارا سياسيا له 1978 بغية الاستفادة من صداقاته مع كل المتحاربين لوضع حد للحرب الأهلية.

إعلان

بقي عبيد في منصبه حتى انتهاء رئاسة سركيس أثناء اجتياح إسرائيل للبنان صيف 1982، فانتخب بشير الجميل خلفا له. وفضل عبيد الابتعاد عن المشهد السياسي إلى أن انتخب أمين الجميل رئيسا بعد اغتيال شقيقه بشير، فعينه مستشارا له خلال 1983-1987.

تولى مفاوضات إلغاء "اتفاقية 17 أيار" التي وقعها لبنان مع إسرائيل وصياغة بيان الإلغاء، تاركا انطباعا جيدا عند دمشق التي اعتبرت نجاحه في مهمته انتصارا لها على إسرائيل في لبنان.

شارك في عدد من المؤتمرات والمفاوضات واللقاءات التي عُقدت بين اللبنانيين برعاية سورية وعربية في بيروت وجنيف ما بين 1984 و1986 لإنهاء الحرب الأهلية. وفي سنة 1987 خطفته منظمة الجهاد الإسلامي في بيروت وأطلق سراحه بعد أربعة أيام بتدخل مباشر من حافظ الأسد.

ولما انقضت ولاية أمين الجميل وأخفق اللبنانيون في انتخاب خلف له وتولى ميشال عون رئاسة حكومة عسكرية سنة 1988؛ وقف جان عبيد إلى جانب صديقه عون رافضا إزاحته بالقوة من قصر الرئاسة، فعتبت عليه دمشق التي فضلت رينيه معوض ودعمته ليكون رئيسا.

بعد اغتيال معوض سنة 1989 عاد عبيد إلى دمشق على متن طائرة رفيق الحريري، ولكن قبل وصولهما كان الأسد قد اختار إلياس الهراوي رئيسا جديدا، فعُين لاحقا نائبا في البرلمان عام 1991، وأعيد انتخابه نائبا في دورات 1992 و1996 و2000.

وحين انتهت ولاية الهراوي لم يحالف الحظ عبيد في الوصول إلى رئاسة الجمهورية، إذ اختارت دمشق إميل لحود رئيسا، وفي 2004 اعترض عبيد على قرار الرئيس السوري بشار الأسد التمديد للحود بنصف ولاية.

وإثر اغتيال رفيق الحريري في فبراير/شباط 2005 ابتعد عبيد عن المشهد السياسي، ولم يعلن ترشحه للرئاسة بعد مغادرة لحود القصر الرئاسي، فشغر المنصب إلى أن انتخب ميشال سليمان رئيسا عام 2008.

يكرر جان عبيد -الذي استهدف منزله في جبل لبنان بعبوة ناسفة عام 1992- في جميع لقاءاته مقولة: "ثلاثة أمور يلزمها إذن إلهي: الغفران والسلطان والموت".

إعلان
المصدر : الجزيرة

إعلان