مني أركو مناوي.. من التمرد إلى رأس السلطة بإقليم دارفور
سياسي وقائد عسكري سوداني وُلد عام 1968 بقرية فوراوية بولاية شمال دارفور، عمل مدرسا وتاجرا قبل أن يدخل عالم السياسة.
تولى عدة مناصب منها الأمين العام لحركة تحرير السودان، وكبير مساعدي رئيس جمهورية السودان، ونائب رئيس تحالف الجبهة الثورية السودانية.
قاد حركة تحرير السودان- جناح مناوي لنحو عقدين، وشارك في مفاوضات سلام إقليم دارفور، وأصبح حاكم الإقليم عام 2021.
المولد والنشأة
ولد مني أركو مناوي دوي، المعروف بـ"مناوي"، في ديسمبر/كانون الأول 1968 بقرية فوراوية بولاية شمال دارفور السودانية، وينتمي إلى قبيلة الزغاوة، وهي من كبريات القبائل الأفريقية في المنطقة.
الدراسة والتكوين العلمي
درس المرحلة الابتدائية في فوراوية، والمتوسطة في منطقة كرونوي بشمال دارفور، والثانوية في مدرسة الفاشر الثانوية.
سافر بعد ذلك إلى دولة تشاد المجاورة للسودان، ودرس بها اللغة الفرنسية في الفترة 1995-1996، ثم درس المرحلة الجامعية في وقت لاحق.
الوظائف والمسؤوليات
عمل مناوي مدرسا في منطقة بويا التشادية عدة سنوات، قبل أن يتركها للعمل في مجال التجارة بين السودان وليبيا والكاميرون ونيجيريا.
تولى منصب الأمين العام لحركة تحرير السودان عام 2002، التي كان يرأسها عبد الواحد محمد نور، قبل أن ينشق عنها ويؤسس حركة تحرير السودان-جناح مناوي.
كما شغل عام 2006 منصب كبير مساعدي الرئيس السوداني السابق عمر البشير، الذي عينه أيضا رئيسا للسلطة الانتقالية بإقليم دارفور.
وتولى عام 2011 منصب نائب رئيس تحالف الجبهة الثورية السودانية، وانضم في ديسمبر/كانون الأول 2014 إلى قوى نداء السودان.
تولى منصب حاكم إقليم دارفور عام 2021، ورئاسة هيئة الاتصال السياسي بقوى إعلان الحرية والتغيير/مجموعة "التوافق الوطني" في عام 2022.
التجربة السياسية
بدأ مناوي مسيرته السياسية عام 2002، إذ أسس مع عبد الواحد محمد نور حركة تحرير السودان، وهي من الحركات المسلحة السودانية التي قادت صراعا ضد حكومة البشير عام 2003 في إقليم دارفور.
وتُعبر الحركة عن رفضها الحكم المركزي للسودان وترى أن النظام الفدرالي هو الأنسب للبلاد بتنوعها العرقي والثقافي والديني.
ومع تزايد الخلافات داخل الحركة بين مناوي ونور، عُقد مؤتمر في منطقة حسكنيتة بولاية جنوب دارفور عام 2006، تم فيه عزل عبد الواحد محمد نور عن رئاسة حركة تحرير السودان إثر رفضه الانخراط في مفاوضات سلام مع الحكومة.
بعد سنوات من الصراع، وقع مناوي في مايو/أيار 2006 اتفاقية "أبوجا لسلام دارفور" في العاصمة النيجيرية مع الحكومة السودانية، الأمر الذي أدى إلى انقسام الحركة إلى جبهتين: حركة تحرير السودان بقيادة مناوي، وحركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد.
بموجب الاتفاقية، عُين مناوي رئيسا للسلطة الانتقالية في إقليم دارفور وكبيرا لمساعدي الرئيس البشير، غير أن تصاعد العنف ونشاط الفصائل الرافضة للاتفاق وبطء حل مشاكل اللاجئين وحل مليشيات "الجنجويد" ظل يشكل تحديا كبيرا أمام الاتفاقية.
في ديسمبر/كانون الأول 2010، أعلنت الحكومة السودانية إقالة مناوي من منصبه، وبررت ذلك بـ"تعثره" في تنفيذ بعض بنود اتفاقية أبوجا، الأمر الذي اعتبره مناوي خرقا للاتفاقية وحمّل حزب المؤتمر الوطني (الذي كان يتزعمه البشير) مسؤولية تدهور العملية السلمية في الإقليم.
عاد مناوي عام 2011 إلى جبهات القتال ضد الحكومة السودانية، وكان يتخذ من مدينة جوبا، عاصمة دولة جنوب السودان، مقرا له.
كما انخرط في أغسطس/آب 2011 في تكوين تحالف الجبهة الثورية السودانية، التي ضمت حركة تحرير السودان بقيادة مناوي، وحركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور، والحركة الشعبية لتحرير السودان (شمال) بقيادة عبد العزيز الحلو.
تولى منصب نائب رئيس تحالف الجبهة الثورية السودانية، في حين انضم التحالف إلى قوى نداء السودان عام 2014.
في أعقاب سقوط نظام الرئيس البشير عام 2019، قادت الحكومة الانتقالية مفاوضات مع الجبهة الثورية السودانية أسفرت عن توقيع اتفاقية "جوبا للسلام" في أغسطس/آب 2020، وبموجبها عيّن رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك مني مناوي حاكما عاما لإقليم دارفور.
ومع تصاعد الخلافات بين قوى إعلان الحرية والتغيير-المجلس المركزي، وقوى التوافق الوطني، قاد مناوي وآخرون اعتصاما أمام القصر الجمهوري في العاصمة السودانية الخرطوم، أدى إلى اتخاذ رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في أكتوبر/تشرين الأول 2021 "إجراءات" بحل الحكومة وإبقاء الموقعين على "اتفاقية جوبا" في مناصبهم.
وعقب اندلاع الصراع المسلح في 15 أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، شكلت حركة مناوي وحركات أخرى تحالفا عسكريا مشتركا بهدف حماية المدنيين في إقليم دارفور، غير أنها أعلنت في 11 أبريل/نيسان 2024 خروجها عن الحياد والقتال إلى جانب الجيش السوداني.
التوجه الفكري
لم يُعرف عن مناوي توجه فكري معين، لكنه تبنى وجهة نظر الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الراحل جون قرنق، وهي بدورها صاحبة خيار مشروع دولة جنوب السودان السياسي والعسكري، المشروع السياسي والثقافي الذي أدى إلى انفصال الجنوب عام 2011.
كما يؤمن بالاشتراكية التي تبنتها الحركة الشعبية، مما دفعه لتسمية حركته مع عبد الواحد محمد نور بالاسم نفسه للحركة الشعبية لتحرير السودان مع خلاف بسيط، إذ حُذفت كلمة "الشعبية".