علي الرميص.. الفن الهائم في رشاقة الضاد

علي عمر الرميص فنان تشكيلي ليبي مغترب ينشط في الحقل الثقافي ببريطانيا ويشتهر بتوظيف الخط العربي والتراث الإسلامي في إضفاء روافد جمالية وروحية على لوحاته، وتوجد أعماله بمتاحف مرموقة بواشنطن ولندن.

المولد والنشأة
ولد الفنان التشكيلي علي عمر الرميص في العاصمة الليبية طرابلس عام 1945.

الدراسة والتكوين
في نهاية ستينيات القرن العشرين سافر الرميص للدراسة في بريطانيا وتخرج من مدرسة "بلايموث" للعمارة والتصميم عام 1970، وحصل لاحقا على شهادة في التصميم الفني من كلية "سينت مارتين" للتصميم والفنون.

ويقول الرميص إنه تحول من دراسة العلوم والرياضيات إلى مجال الفنون والآداب لأنه أقرب إلى ميوله الشخصية.

الوظائف والمسؤوليات
الوظائف والمسؤوليات التي اضطلع بها الرميص تتعلق أساسا بالفن التشكيلي، فقد عمل 1976 مستشارا فنيا لاحتفالية مهرجان العالم الإسلامي بلندن.

كما شغل منصب رئيس مجلس إدارة المركز الإسلامي للثقافة والتراث بلندن.

التجربة الفنية
بعد حصوله على شهادات في الفنون من بريطانيا عاد الرميص إلى ليبيا ليحترف الرسم واعتمد في تجربته الحرف العربي أساسا تشكيليا.

واعتُبر حينها من رواد الحركة التشكيلية الليبية المعاصرة، لكن هذه التجربة لم تستغرق سوى عدة سنوات فقد رحل من جديد إلى لندن حيث عمل مستشارا فنيا لاحتفالية مهرجان العالم الإسلامي عام 1976.

وعلى مدى ثلاثة عقود ظل الرميص أحد الأوجه الثقافية المعروفة في بريطانيا، وعرف على نطاق واسع بتعدد أنشطته الفنية والاجتماعية.

لكن الجوانب الشكلية والروافد الروحية التي بدأ بها تجربته في ليبيا ظلت ماثلة في لوحاته ورسومه في بريطانيا وما فتئ يعتمد على الخط العربي المغربي في عمله الفني.

وغالبا ما يذيّل لوحاته بتعليقات ذات أبعاد إنسانية وتحررية مثل "أقيموا العدل في العالم"، "لا للظلم والاستبداد وقهر العباد"، "لا للتواطؤ والخنوع والقنوط".

وتضفي هذه التعليقات المزيد من الجمال على اللوحات، حيث تظهر بخط عتيق منمق مثل حواشي المخطوطات القديمة وهوامشها.

ويرى النقاد أن الألوان التي يستخدمها الرميص تبدو منسابة ومتداخلة وغاضبة في ذات الوقت، مما يدل على انفعالية تعبيره وصدق مشاعره وقلقه مما يدور حوله من قضايا.

يُنقل عن الرميص قوله "أريد التعبير عن نفسي مستخدمًا كل الأدوات المتوفرة لدي من الألوان والحركات إلى الشعر، ونغم وإيقاع الحرف العربي جامعا إياها جميعا في بنية شعرية تقوم بتطوير واستكشاف قوة التعبير العظيمة".

وظف الرميص رشاقة الحروف العربية وجمالها في رسم لوحات تبدو متناسقة ومناسبة لموضوعها، وقد استوحى من كل حرف مدلولا خياليا خاصا مثل استخدامه لحرف الميم منفردا في لوحة تعبير عن التوكيد واليقين.

وبالرغم من اعتماده شبه الكلي على الحرف العربي، يرى الرميص أن لوحاته مفهومة لدى من يقرأ اللغة العربية ومن لا يقرؤها.

يرفض الرميص التأثر بالمدارس الفنية الغربية ويرى أن اللهث وراءها في الفن التشكيلي مضيعة للوقت.

ينطلق في تشبثه بجمالية الحرف العربي من كون اللغة العربية "ثروة لا تفنى، وهي أكبر وأقدم لغة عاملة في التاريخ، وهي الوريثة لجميع الحضارات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".

ويفضل الرميص التعبير التجريدي في لوحاته نظرا لأن "التجريد أصلا فكرة إسلامية تكونت حولها فلسفة واضحة. فنحن لا يوجد لدينا تصور مرسوم عن الله سبحانه وتعالى، بل نستطيع أن نعبر عن شعورنا وإيماننا بالخالق عز وجل".

معارض ولوحات
أقام الرميص وشارك في أكثر من 60 معرضا، وتوجد أعماله في العديد من الصالات والمتاحف بينها متحف الفنون البريطاني ومعهد سميثسونيان بواشنطن العاصمة.

إعلان
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

إعلان