قضاء التاجي
الموقع
يقع قضاء التاجي على بعد 40 كلم شمال العاصمة بغداد ضمن المنطقة المعروفة بـ"المثلث السني"، ومعظم مساحته عبارة عن أراض زراعية، ويمثل أحد المواقع الإستراتيجية الستة التي يتشكل منها "الحزام الأمني" لبغداد.
السكان
يبلغ عدد سكان قضاء التاجي ثلاثمئة ألف نسمة (وفق إحصائيات أعدتها الأمم المتحدة عام 2003) وتقطنه عشائر عديدة أبرزها بنو تميم والمشاهدة والدليم وزوبع والجبور والعقيدات والقيسيون.
التاريخ
اشتهر قضاء التاجي خلال حقبة الاحتلال الأميركي لـالعراق (2003-2011) بأنه كان إحدى المناطق الأشد استعصاءً على الخضوع، وظل -بطبيعة أراضيه الزراعية وكثافة أشجارها- مسرحا لعمليات مسلحة كبيرة استهدفت فيها المقاومة القوات المحتلة، فألحقت بها خسائر كبيرة في الأنفس والمعدات، ويوصف بأنه "مقبرة للطائرات الحربية الأميركية" من طراز شينوك وأباتشي.
وبعد مغادرة قوات الاحتلال للعراق أواخر 2011 اشتكت أغلبية سكان التاجي من بطش الأجهزة الأمنية الحكومية والمليشيات الشيعية الطائفية التي اتهموها بقتل واعتقال أعداد كبيرة من أبنائهم، فردوا باستهداف هذه القوات والمليشيات بالهجمات المسلحة والتفجيرات التي أودت بحياة المئات من عناصرها، خاصة إثر اندلاع أحداث الاحتجاجات التي عُرفت إعلاميا بـ"الحراك السني" أوائل مايو/أيار 2012.
شهد القضاء منذ الغزو الأميركي للبلاد هجمات عنيفة استهدفت مناطقه السكنية وأسفرت عن مقتل وإصابة المئات وتدمير العشرات من المنازل فيها، وجاءت هذه الهجمات على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة التي تشهدها المنطقة منذ تشكيل "قيادة عمليات بغداد" عام 2007.
وقد دفعت هذه الهجمات الكتلة البرلمانية التابعة "للقائمة العراقية" إلى المطالبة في فبراير/شباط 2013 باعتبار قضاء التاجي "منطقة منكوبة" نظرا للأضرار المادية الكبيرة التي لحقت به، كما طالبت بـ"تشكيل لجنة تحقيقية لمعرفة ملابسات الخروق الأمنية في القضاء ومحاسبة المقصرين".
ومن أبرز الأحداث الأمنية التي شهدها قضاء التاجي الهجوم المسلح على سجنه الذي يضم مئات المعتقلين، وقتل فيه 16 جنديا وستة من المسلحين المهاجمين الذين يعتقد أنهم من عناصر "تنظيم القاعدة".
ويقع سجن التاجي داخل قاعدة عسكرية كبيرة تحمل نفس الاسم، وقد صممته القوات الأميركية -كما تقول أسوشيتد برس- ليكون "سجنا نموذجيا للعراق" وتسلمت إدارتَه الحكومة من الجيش الأميركي في مارس/آذار 2010.
ومن هذه الأحداث كذلك هجوم شنه مسلحو تنظيم الدولة منتصف مايو/أيار 2016 على معمل الغاز المسال في التاجي بتفجير عربة ملغمة عند بوابته وتبعه اقتحام من قبل عناصر التنظيم، ما أدى بمقتل عشرة أشخاص وإصابة أكثر من 25 أغلبهم أفراد أمن، وفق مصادر بالشرطة ببغداد.
ويضم القضاءُ "معسكر التاجي" الذي يعد من أكبر معسكرات الجيش العراقي الواقعة بمحيط العاصمة، ويحتوي على "مقبرة" لعشرات الدبابات والمدافع والآليات العسكرية أغلبها من الصناعة الحربية الروسية، وتعرضت للتعطيل والإهمال إثر الاحتلال الأميركي رغم أنها كلفت الخزانة العراقية مليارات الدولارات.
كما أنشئ في هذا القضاء أكبر موقع عراقي لصيانة الدبابات أنشئ في عهد الرئيس الراحل صدام حسين وكان تابعا للحرس الجمهوري، ومعمل إنتاج الغاز السائل يعد أكبر معامل الغاز بالعراق، إضافة إلى مطار.