المنخفض الجوي
مكان يكون فيه الضغط الجوي منخفضا إلى حدوده الدنيا نتيجة انخفاض وزن الكتل الهوائية الناتج عن ارتفاع درجة حرارتها، ويتسبب ذلك في تسارع لحركتها وزيادة ملحوظة في سرعة الرياح وهطول الأمطار المصحوبة بالعواصف أحيانا.
تكوّن المنخفض الجوي
ينشأ المنخفض الجوي من تلاقي كتل هوائية مختلفة في الحرارة و الكثافة والسرعة والضغط. فعندما تتقابل جبهة مدارية حارة ورطبة مع أخرى قطبية باردة وجافة، فإنّ الهواء الساخن يشكل ما يشبه اللسان تحت الهواء البارد فيرفعه إلى أعلى، وبالتالي ينخفض الضغط الجوي في هذه المنطقة.
وفي حركة عكسية نشطة، تتحرك الكتل الباردة في الغالب جنوبا لتحل محل الكتل المدارية الحارة فيما تتحرك هذه الكتل باتجاه الشمال لتدفع مزيدا من الكتل الباردة جنوبا.
ونتيجة لهذا التبادل تنشأ غيوم على طول الجبهة يصل طولها أحيانا إلى مئات آلاف الكيلومترات. وتـُنتج هذه الديناميكية الجوية رياحا شديدة وأمطارا غزيرة وفجائية أحيانا على الأرض.
البيئة الجوية
تتحرك في الجو كتل هوائية متباينة من حيث الرطوبة وسرعة الحركة والضغط والحرارة. ويحدث أحيانا أن تلتقي نطاقات جوية متباينة وهو ما يترتب عليه نشوء جبهة تلاقٍ بين الكتل الهوائية التي تتداخل، فينتج عن ذلك المنخفض الجوي الذي يعد اضطرابا جويا ناتجا عن صراع نطاقين جويين مختلفين.
والضغط الجوي يتناسب عكسيا مع شدة الرياح وهطول الأمطار؛ فكلما اشتدت الرياح كان الضغط منخفضا والعكس، وكلما كان الجو صحوا كان الضغط في أعلى مستوياته.
نهاية المنخفض الجوي
ينتهي المنخفض الجوي حين تتمكن الجبهة الباردة الجافة من اختراق الجبهة الساخنة مستفيدة من سرعتها على حساب الكتل الساخنة الرطبة البطيئة.
وعند لحاق الجبهة الباردة بالساخنة يتم الاندماج بين الكتل الهوائية، ويُنتج ذلك تساقطاتٍ مطرية لا تُصاحبها الرياح.
وفي النهاية يبدأ نشاط الكتل في الهدوء لتعود حالة الطقس إلى ما يُسمى الحالة المقابلة للعاصفة، وفيها يكون الضغط الجوي على الأرض مرتفعا، وبالتالي تتحرك الرياح من أعلى إلى أسفل وتتخلص من المياه الموجودة فيها تدريجيا، ثم تغيب الغيوم ويُصبح الجو صحوا.
أنواع المنخفضات الجوية
تتوزع المنخفضات الجوية إلى نوعين: "المنخفض الحراري" وينشأ حين ترتفع حرارة كتلة هوائية فتبدأ في الانتشار وتقل رطوبتها، ويتضاءل الضغط الذي تسلطه على الأرض، لأن الكتل الهوائية ذات الكثافة الضئيلة تندفع إلى أعلى تحت تأثير قوة فيزيائية تُسمى "قوة أرخميدس"، وهي قوة ترفع الأجسام إلى أعلى عندما تكون في وسط أعلى منها كثافة.
وعادة ما ينشأ هذا النوع من المنخفضات في المناطق الشديدة الحرارة المدارية والاستوائية، وتتميز بتشكلها على ارتفاعات عالية مدفوعة بتأثير المنطقة المضادة للعاصفة أو الخاملة.
وأحيانا يكون المنخفض الجوي الحراري عنيفا، ويسمى حينئذ المنخفض الحراري المداري أو القطبي. وتنشأ هذه الظاهرة في دائرة العرض 40 شمال خط الاستواء و35 جنوبه.
وإذا كانت الرياح المصاحبة للمنخفض الجوي بين 63 و118 كلم في الساعة، فإن المنخفض يكون عاصفة مدارية. وإذا تجاوزت سرعة الرياح هذه الحدود فإن العاصفة تتحول إلى إعصار مداري مدمر بفعل شدة الرياح وغزارة الأمطار المصاحبة.
أما النوع الثاني فيسمى "المنخفض الحركي" أو الديناميكي، وينتج عن نشاط الغلاف الجوي وتباين اتجاهات التيارات الهوائية وشدتها. فهذا النشاط يدفع بعض الكتل الهوائية إلى التمدد وبالتالي الارتقاء إلى مستويات عليا عن سطح الأرض، ونتيجة لذلك يحدث تراجع حاد للضغط في المناطق الواقعة أسفل هذه الكتل.
وفي حالات كثيرة، تنشأ هذه الظاهرة عن مناطق ضغط متباينة تظهر عند مواجهة التيار الهوائي لعراقيل خلال حركته، مثل الجبال المرتفعة أو الغابات الكثيفة أو المنخفضات سحيقة.
وفي هذه الحالة، تنشأ منطقة ضغط عالية في مقدمة الكتلة الهوائية نتيجة قوة الرياح والقوة المقابلة القادمة من الجبل أو المرتفع، ومقابل ذلك تنشأ منطقة ضغط منخفضة في مؤخرة الكتلة الهوائية، وتعرف هذه الظاهرة باسم "تأثير فوهَنْ".