دادا الله.. من الجهاد ضد السوفيات لمقاتلة الأميركيين

الموسوعة - epa03031773 A picture made available on 12 December 2011 shows Mullah Dadullah, a regional commander of Pakistani Taliban group Tehrik-e-Taliban Pakistan (Movement of Pakistani Taliban) talks with journalists at the Afghanistan-Pakistan border area of Kunar and Bajaur tribal region, on 02 September 2011. Mullah Dadullah, who is holding 23 Pakistani boys hostage in Kunar, denied on 12 December that Tehrik-e-Taliban was holding any negotiations to or peace deal with Pakistani government. EPA/MEER AFZAL

قائد عسكري سابق في حركة طالبان الأفغانية، جاهد ضد الاحتلال السوفياتي لأفغانستان في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، ثم قاتل الأميركيين وحلفاءهم.

المولد والنشأة
ولد الملا داد الله آخوند عام 1966 في محافظة "أروزغان" بمديرية "دهرا ود" في أفغانستان، ينتمي إلى فرع "دورزي" من قبيلة "سنزر خيل" التي تعتبر أحد الأفخاذ الكبيرة من قبيلة "كاكر"، وهي إحدى القبائل البشتونية الشهيرة في أفغانستان.

نشأ في بيت علم وشرف، وكانت أسرته محط تقدير واحترام أهالي المنطقة، وعرف والده بالتدين والحب للعلماء وطلبة العلم وتقديم كل عون وخدمة لهم، لذلك وقف أبناءه الأربعة لتعلم العلم الشرعي.

الدراسة والتكوين
تتلمذ داد الله على يد علماء بلده إلى جوار أخويه الكبيرين الملا حاجي لالا والملا منصور، ثم ذهب لاحقا إلى مدينة كويتا الباكستانية، حيث درس في مدرسة المولوي شفيع الله، ثم انتقل منها إلى مدرسة الشيخ عبد العلي الديوبندي.

وبحسب شقيقه الأكبر الحاج لالا، فقد خرج دادا الله للجهاد المسلح ضد الروس عام 1983 ودخل المعركة الأولى ضد الجيش الأحمر في قرية شاهين بمديرية أرغنداب تحت قيادة القائد المولوي أختر محمد، وقد أبدى فيها بسالة فائقة في صد هجوم الروس على القرية رغم أنه كان أصغر المجاهدين سنا.

التوجه الفكري
تمسك داد الله بعقيدة السلف، وآمن بضرورة الجهاد، ورفض فتنة التحزب والخلافات السياسية بين أبناء الأمة، وأنكر الديمقراطية التي رآها منافية ومخالفة للمنهج الإسلامي.

إعلان

الوظائف والمسؤوليات
انضم داد الله إلى حركة طالبان، وكان عضوا في مجلس قيادتها، وفي مقدمة المطلوبين من قبل قوات التحالف الدولي في أفغانستان بقيادة الولايات المتحدة.

التجربة الميدانية
جذبته ساحات الجهاد بمجرد أن أنهى المرحلة المتوسطة، حيث انضم إلى المجاهدين الذين قارعوا القوات السوفياتية أثناء غزوها لأفغانستان، وتقول الروايات إنه فقد إحدى ساقيه في إحدى المعارك عام 1980.

ويعرف عن داد الله أنه نجح في أن يصنع لنفسه القوة والنفوذ بفعل معايشته الميدانية لجنوده وتقدمه للصفوف في وقت كان فيه القادة الآخرون يعيشون بالكهوف والمغارات.

وكان القائد الوحيد في حركة طالبان الذي ظهر معلنا عن شخصيته بوسائل الإعلام، حيث توالت بياناته ولقاءاته مع المراسلين والصحفيين.

رأى أن وجود قوات أجنبية جديدة على الأرض الأفغانية ما هو إلا تبديد لما كان يعتبرها انتصارات المجاهدين ضد السوفيات، واستثمر الجرائم التي ارتكبتها قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في تأليب الأفغان ضدها ودفعهم إلى الالتحاق بحركة طالبان.

وفي لقاء مع  برنامج "لقاء اليوم" بث على قناة الجزيرة في أكتوبر/تشرين الأول 2004 قال داد الله "إن الأميركيين جاؤوا إلى هذه البلاد من أجل القضاء على الإسلام، ولو كنا نريد هدم الإسلام أو الانتقاص منه لا سمح الله لتفاوضنا معهم ولتنازلنا عن مبادئنا من أجل البقاء في السلطة".

وفي عام 1999 قاد عملية ضد قوات تحالف الشمال المناوئة لطالبان، وساهم في السيطرة على مدينة مزار شريف بمقاطعة باميان.

رفض المفاوضات مع الحكومة الأفغانية، وكان يصف الرئيس السابق حامد كرزاي بأنه ألعوبة بيد الأميركيين.

كما خطط داد الله للهجوم على قاعدة بغرام الجوية أثناء زيارة ديك تشيني النائب السابق للرئيس الأميركي، وأوقع بأفراد القاعدة الأميركية خسائر فادحة، وخطط أيضا لحملة الربيع التي سماها "غزوة بدر" عبر إعادة تجميع قوات طالبان وتجنيد الآلاف من المتعاطفين الباكستانيين من وزيرستان المتاخمة للحدود الأفغانية.

إعلان

وإضافة إلى قيادته معظم هجمات طالبان في الجنوب يعتقد أن داد الله كان مسؤولا أيضا عن سلسلة عمليات خطف لأجانب وأفغان. 

الوفاة
قتل داد الله في منطقة هزارجفت بمقاطعة هلمند في مايو/أيار 2007 بمعارك مع الأميركيين، وقتل معه أيضا 55 مجاهدا، وعرضت جثته في منزل حاكم إقليم قندهار.

وأعلن المسؤولون الأفغان يوم 13 مايو/أيار 2007 أن داد الله قتل في غارة شنتها القوات الأميركية والأفغانية وحلف شمال الأطلسي ووحدة من القوات الخاصة البريطانية.

وفي 7 يونيو/حزيران 2007 أعلنت حركة طالبان أنها تسلمت جثة داد الله مقابل أربعة عمال من وزارة الصحة الأفغانية كانوا محتجزين رهائن، وقالت إن الرهينة الخامس قد قطع رأسه بسبب التباطؤ في إعادة جثة قائدها العسكري.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

إعلان