ما هو الزلزال؟ وكيف يحدث؟

ظاهرة طبيعية تنتج عن هزة ورجة في الأرض أو سلسلة اهتزازات نتيجة حركة الصفائح الصخرية داخل الأرض بسبب مؤثرات جيولوجية.

وترجع أسوأ الكوارث الطبيعية التي شهدتها الكرة الأرضية في الأغلب إلى هزات أرضية، مما جعل العلوم الهندسية تركز اهتمامها على دراسة وتحليل تلك الزلازل، وصولا إلى إيجاد معايير وأنظمة لتصميم منشآت مقاومة للزلازل.

كيف يقع الزلزال؟

تُعرف الهزات بأنها ظاهرة كونية فيزيائية بالغة التعقيد، وهي حركات عشوائية للقشرة الأرضية على شكل ارتعاش وتحرك وتموج عنيف بسبب انطلاق كميات هائلة من الطاقة من باطن الأرض، وتتولد هذه الطاقة نتيجة لإزاحة عمودية أو أفقية بين صخور الأرض عبر الصدوع التي تحدث لتعرضها المستمر للتقلصات والضغوط الكبيرة.

وتتراوح الزلازل في شدتها بين هزات خفيفة بسيطة الضرر وهزات عنيفة تؤدي إلى تشقق سطح الأرض وتكوّن الحيود والانزلاقات الأرضية وتحطم المباني والطرق وخطوط الكهرباء والمياه وغيرها.

ويتعاظم تأثير الهزات في الأراضي الضعيفة، خصوصا في الرواسب الرملية والطينية حديثة التكوين، ويعلل ذلك بأن هذه الرواسب تهتز بعنف بسبب انخفاض معامل مرونتها وصلابتها وعدم مقدرتها على تخفيف التأثير التسارعي الذي تتعرض له الحبيبات بفعل الزلازل.

وعموما، تقسم أسباب الزلازل إلى أسباب طبيعية لا دخل للإنسان بها وأخرى غير طبيعية تنتج بسبب نشاطات الإنسان التي تخل باتزان القشرة الأرضية، وتعتبر الزلازل ذات الأسباب الطبيعية الأكثر شدة ودمارا.

إعلان

وتشكل الزلازل التكتونية 90% من هذه الزلازل، وعموما تنشأ الزلازل التكتونية نتيجة للحركة النسبية للصفائح (القطع) التي تتشكل منها القشرة الأرضية، إذ تتحرك القارات مبتعدة أو مقتربة من بعضها البعض مشكّلة إجهادات ضغط وشد بعضها بعضا.

ويبدأ تراكم الإجهادات الداخلية في طبقات الصخور الواقعة على حدود الصفائح المتحركة، وعندما تصبح قيم الإجهادات المتراكمة أكبر من قيمة الإجهادات القصوى التي يمكن أن تتحملها الصخور تحصل كسور وتحركات فجائية لطبقات الصخور، مما يؤدي إلى إطلاق كمية هائلة من الطاقة المتراكمة، حيث تنتقل هذه الطاقة على شكل موجات زلزالية في جميع الاتجاهات.

خطر الزلزال

وتعتمد شدة تأثير الزلازل على عدد من العوامل، أهمها مقدار درجتها، والعمق البؤري، والبعد عن المركز السطحي، وجيولوجية المنطقة، وطبيعة تربة الموقع، ونوعية المباني والمنشآت.. إلخ.

وللموقع وتصميم مبان مقاومة للهزات الأرضية أهمية كبيرة في تخفيف مخاطر الزلازل، لذلك اهتمت هندسة الزلازل بسياسة استخدام الأراضي وخرائط الشدة الزلزالية لكل منطقة.

وتعتمد تلك الضربات في معظمها على سعة اهتزاز القشرة الأرضية وتسارعها، وعلى الصدوع والتشققات الأرضية وحركتها، وكذلك على احتمال ذوبان تربة الأساسات في حالة التربة الرملية أو الانزلاقات الأرضية في حالة الأراضي شديدة الانحدار.

وعليه، يُوصى دوما بألا تقام المنشآت على صدوع جيولوجية بغض النظر عن مدى نشاطها الزلزالي، إذ يؤدي أدنى تحرك في قشرة الأرض على جانبي الصدوع إلى أضرار ملموسة في المنشآت، وتنفصل أجزاء المنشآت التي تقام على صدوع جيولوجية في بعض الحالات الخاصة بفواصل تسمح لكل جزء من أجزائها المفصولة بالحركة كيفما شاء.

ويمكن أن تقع المراكز أو البؤر السطحية للزلازل في الأجزاء اليابسة من الكرة الأرضية أو في البحار والمحيطات.

إعلان

ظاهرة تسونامي

وفي حالة الزلازل التي تقع مراكزها السطحية في قاع البحار أو المحيطات فقد تؤدي إلى حدوث أمواج مائية ضخمة جدا تسمى "تسونامي"، وهي كلمة يابانية معناها أمواج الموانئ أو الخلجان، إذ تؤدي الاهتزازات المصاحبة لحدوث الزلازل إلى تكوّن هذه الأمواج.

وقد تصل سرعة تلك الاهتزازات إلى 800 كيلومتر في الساعة، وذلك نتيجة انزلاق صفائح القشرة الأرضية عموديا على بعضها البعض، ويشار إلى أن الزلازل التي تنشأ عن انزلاقات أفقية في الصفائح لا تؤدي إلى تكوّن أمواج التسونامي.

وتعتبر الأمواج التي أثارها زلزال العام 1946 في قعر المحيط الهادي من أشد الأمواج وأكثرها دمارا في القرن الماضي، إذ بلغ ارتفاع الأمواج التي اجتاحت شواطئ جزيرة هاواي عند منطقة "هيلو" نحو 17 مترا، وأدت إلى تدمير الشواطئ وإلحاق أضرار كبيرة بألف مبنى.

ولا تقل أمواج تسونامي التي نجمت عن زلزال سومطرة في إندونيسيا نهاية 2004 في شدة تأثيرها عن تلك التي حدثت عام 1946، وقد أدت تلك الأمواج إلى تدمير آلاف المنازل على شواطئ سومطرة والهند وسريلانكا وجزر المالديف وغيرها حتى أن آثار هذه الأمواج قد وصلت إلى سواحل عُمان والصومال.

وما يميز هذا الزلزال هو أن مساحة تأثيره كانت كبيرة جدا، فقد أثر انتشار هذه الأمواج على مناطق تبعد آلاف الكيلومترات عن مركز الزلزال، وهذا دون شك يعود بالدرجة الأولى إلى قوته التي وصلت إلى تسع درجات حسب مقياس ريختر (فرق درجة واحدة حسب مقياس ريختر يعني زيادة عشرة أضعاف في السعة و32 ضعفا في الطاقة).

المصدر : الجزيرة

إعلان