فائق حسن

فنان تشكيلي عراقي، أسس المسرح العراقي بالتعاون مع الفنان المسرحي حقي الشبلي، وأنشأ -رفقة زميله جواد سليم- فرع الرسم في معهد الفنون الجميلة في بغداد عام (1939-1940).
المولد والنشأة
ولد فائق حسن عام 1914 في منطقة الحيدر خانة وسط بغداد، توفي والده وهو صغير، فتكفل برعايته خاله البستاني الذي كان يعمل في حدائق البلاط الملكي.
الدراسة والتكوين
التحق عام 1935 بمدرسة الفنون في باريس المعروفة بـ"BAZAR" وتخرج منها 1938، وعمل بعدها أستاذا في معهد الفنون الجميلة في بغداد .
المسار الفني
عشق فائق حسن الرسم بالفطرة، وبدأ حياته الفنية في البلاط الملكي في المرحلة الأخيرة من الدراسة الابتدائية حينما كان يذهب مع خاله البستاني إلى البلاط. شاهده الملك فيصل الأول مصادفة وهو يرسم مشهدا طبيعيا، فأعجب بموهبته ووعده أن يرسله إلى أوربا لدراسة الفن.
ورغم وفاة الملك فيصل الأول عام 1933، فقد نفذ خلفه الملك غازي الوصية بعد سنتين، وسافر فائق إلى فرنسا، حيث جمع أغلب أعماله وعرضها على البروفسور روجيه فقبله بدون تردد.
ومن هناك انطلق فائق يرسم الحياة العراقية بمختلف ألوانها، فرسم المدينة التي ولد فيها وذهب إلى الريف يسبر مكنوناته، وارتحل إلى البادية فكانت خيوله تنطلق صاهلة تملأ فضاء لوحاته، وكانت ألوانه تؤسس فنا عراقيا جديدا.
رسم كل شيء وتوقف أمام كل المواضيع، يبعث لها الدفء بالألوان، وهو القائل عن تربة العراق: "إن في هذه التربة دفئا خاصا، وفيها حرارة ضوء تعطيها إشعاعا وسحنة سمراء محروقة، من خلالها يمكن أن تبصر بعض سمات حضارتنا القديمة، وبالأخص الحضارة السومرية فهي الأقرب إلى طبيعة تكوين هذه التربة".
ورغم أنه بدأ الرسم تقليدا لعبد القادر الرسام، فإنه يعتبر الرسام الأول في البلد، بمنحاه الأكاديمي وكونه أكثر الرسامين واقعية، حيث ارتبط بالواقع والبيئة الشعبية العراقية، وقد برع في اختيار الألوان واهتم بها كثيرا، لأن اللون والشكل عنصران مكملان لبعضهما، ووحدة ضرورية لعمل اللوحة.
قال عنه الفنان نوري الراوي: "هذا الفنان الصامت الأبدي يتحدث إلينا بألف "فولت" من الأصابع السحرية، ما أحرانا أن نضعه في قمة مباهجنا الدنيوية، وما أحرانا أن نستعيد النظر إليه وهو يمر على القماشة البيضاء كغيوم الربيع المتلاحقة، فيحيلها إلى حضور يحتدم بالرؤى والأشواق، ثم يفرشها على مهاد بساطه الواسع صهد صحارى عطشى وغابات نخيل".
ويضيف الراوي: "هذا الثابت الهادئ المتجذر في الأرض بقدرة قدير، رسام الرسامين، أستاذ الأساتذة، إنه الفنان المبدع الذي مازال ثابتا على ذات المسافة القائمة بين العباقرة والالتزام ونفس المسافة بينه وبين الآخرين، إنه المعلم الصديق الوفي الأثير".
وقد عده زملاؤه أفضل رسام بورتريه يرسم الشخصية بعدة صفات جمالية وسيكولوجية تمنح المشاهد تاريخا متنوعا للشخصية العراقية، ابتداء من رسوم القرويات والفلاحين والبدو، وانتهاء برسوم البورتريه لبعض الشخصيات.
الوفاة
توفي فائق حسن عام 1992 في فرنسا، وقيل إنه طلب قبل موته أن يحرق جثمانه ويحول إلى رماد ويدفن في بغداد، بسبب التكلفة المادية الكبيرة لنقل جثمانه من فرنسا الى العراق.