المسار السياسي بين العرب وإسرائيل بعد اتفاقية كامب ديفد

كان اغتيال الرئيس المصري أنور السادات في 6 أكتوبر/تشرين الأول 1981 أبرز الأحداث التي ارتبطت بتوقيعه معاهدة السلام مع إسرائيل، لتنتقل سخونة الأوضاع من مكان إلى آخر في العالم العربي.
خطة بريجنيف
في 9 فبراير/شباط 1982 أعلن الرئيس الروسي ليونيد بريجنيف خطة سلام بين العرب وإسرائيل، وفي 9 سبتمبر/أيلول 1982 تبنى العرب للمرة الأولى في قمة فاس خطة مشتركة للسلام تقضي بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.
عرفات والقرارات الأممية
في 25 يوليو/تموز 1982 أعلن ياسر عرفات في بيروت قبوله بكل قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بفلسطين، وبعد ذلك بأربعة أيام وافقت منظمة التحرير الفلسطينية على خطة الجامعة العربية لوقف القتال في لبنان والتي تقضي بجلاء المقاتلين الفلسطينيين عن بيروت، وبموجب خطة فيليب حبيب تم في 7 أغسطس/آب 1982 إقرار اتفاق فلسطيني لبناني أميركي لإجلاء المقاتلين الفلسطينيين عن بيروت.
مفاوضات طابا
استأنفت مصر وإسرائيل في 3 ديسمبر/كانون الأول 1985 المفاوضات بشأن منطقة طابا في سيناء، وفي منتصف مارس/آذار 1989 استعادت مصر طابا من إسرائيل وهي آخر أرض مصرية محتلة منذ عام 1967.
عودة مصر
في الثامن والتاسع من نوفمبر/تشرين الثاني 1987 عقدت قمة عربية غير عادية في عمان بمشاركة جميع الدول العربية باستثناء مصر وانتهت بإعادة ثماني دول علاقاتها مع مصر هي الإمارات والسعودية وموريتانيا وقطر واليمن الشمالي والكويت والبحرين والعراق.
مؤتمر دولي
في 20 ديسمبر/كانون الأول 1990 أعلن مجلس الأمن عن تأييده لعقد مؤتمر دولي بشأن النزاع العربي الإسرائيلي. وأعلن وزيرا الخارجية الأميركي والسوفياتي يوم 25 أبريل/نيسان 1991 استعداد بلديهما لرعاية مؤتمر سلام بين العرب وإسرائيل، وقد وافقت سوريا يوم 14 يوليو/تموز 1991 على المقترحات الأميركية بشأن مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط تليه مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والدول العربية.
مؤتمر مدريد
في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 1991 عقد أول اجتماع مفاوضات بين العرب والإسرائيليين في إطار عملية السلام فيما عرف بمؤتمر مدريد، وغابت سوريا ولبنان وفلسطين عن أول جولة في المفاوضات متعددة الأطراف بين العرب وإسرائيل في موسكو يومي 28 و29 يناير/كانون الأول 1992.
اقترحت إسرائيل للمرة الأولى في 10 سبتمبر/أيلول 1992 إعادة قسم من الجولان إلى سوريا مقابل اتفاق سلام. وبعد نحو أسبوعين أعلنت سوريا استعدادها لسلام شامل مع إسرائيل مقابل انسحاب كامل من الأراضي العربية المحتلة.
مفاوضات سرية
في 2 يناير/كانون الثاني 1993 كشفت إسرائيل عن مفاوضات سرية مع سوريا حول مرتفعات الجولان برعاية مصر والأمم المتحدة، وفي 14 أبريل/نيسان 1993 أعلن رابين بعد اجتماعه مع الرئيس المصري حسني مبارك عن استعداده لقبول القرار 242 على أن يتم التفاوض على أساس الأرض مقابل السلام.
اتفاق أوسلو 1993
قام الاتفاق على أساس معادلة الأرض مقابل السلام، وعلى أساس حق إسرائيل في الوجود ومنظمة التحرير ممثلة للشعب الفلسطيني، وبعد حرب الخليج الثانية وقبول العرب بمبدأ الأرض مقابل السلام في محادثات مدريد، أبرمت اتفاقيات ثنائية على المسارين الفلسطيني والأردني في حين تعثرت على المسار السوري اللبناني.
وأول اتفاق رسمي على المسار الفلسطيني هو اتفاق أوسلو الذي عقد سرا في أوسلو (النرويج) ونشرته بعض وسائل الإعلام قبل الإعلان عنه وتوقيعه رسميا في واشنطن يوم 13 سبتمبر/أيلول 1993، وقعته إسرائيل والفريق الفلسطيني (ضمن الوفد الأردني الفلسطيني المشترك إلى مفاوضات السلام في الشرق الأوسط)، ووقعت عليه كذلك الولايات المتحدة وجمهورية روسيا الفدرالية بوصفهما شاهدين.
تضمن الاتفاق اعترافا متبادلا بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بحق إسرائيل في الوجود وبأن منظمة التحرير الفلسطينية هي ممثلة الشعب الفلسطيني، وتم توقيعه يوم 10 سبتمبر/أيلول 1993 في أوسلو. كما تضمن إعلان مبادئ لتحقيق السلام والانسحاب الإسرائيلي التدريجي من الضفة وغزة، وتشكيل سلطة فلسطينية منتخبة ذات صلاحيات محدودة، وبحث القضايا العالقة بما لا يزيد على ثلاث سنوات مثل المستوطنات واللاجئين وغيرها.
اتفاق غزة أريحا
في 4 مايو/أيار 1994 وقع الفلسطينيون والإسرائيليون في القاهرة اتفاق تطبيق الحكم الذاتي في غزة وأريحا، وفي الشهر نفسه تولى الفلسطينيون إدارة أريحا بعد انسحاب القوات الإسرائيلية.
الأردن
في 25 يوليو/تموز 1994 وقع الملك حسين وإسحق رابين في واشنطن إعلانا ينص على إنهاء حالة الحرب بين الأردن وإسرائيل، وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه وقع الأردن اتفاق سلام مع إسرائيل بحضور الرئيس بيل كلينتون.
اتفاق وادي عربة
في يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 1994 وقع العاهل الأردني الراحل الملك حسين ورئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين والرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، اتفاقية وادي عربة وشملت عدة مواد أهم ما فيها أنها ترسي مبادئ عامة من الاعتراف والاحترام المتبادل والتعاون الاقتصادي، وتبين الحدود وتقر ترتيبات أمنية ضد اختراقها وضد ما يسمى الإرهاب، كما تناولت المياه وإقامة علاقات طبيعية. أحالت الاتفاقية قضية اللاجئين إلى اللجنة المتعددة الأطراف، واعترفت للأردن بدوره الخاص في رعاية الأماكن المقدسة في القدس.
المغرب
في نهاية سبتمبر/أيلول 1994 قرر المغرب وإسرائيل فتح مكاتب ارتباط في كلتا الدولتين، لكن الرباط أغلقته في أكتوبر/تشرين الأول 2000
تونس
وفي مطلع أكتوبر/تشرين الأول 1994 اتفقت تونس وإسرائيل على فتح مكتبين للتمثيل التجاري في كل منهما.
جيبوتي
اتفقت جيبوتي وإسرائيل على تطبيع العلاقات يوم 12 ديسمبر/كانون الأول 1994.
قطر
وافتتحت قطر يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني 1995 مكتب تمثيل في غزة، لكنها أعلنت في قمة غزة بالدوحة يوم 16 يناير/كانون الثاني 2009 إغلاقه.
اتفاقية طابا (أوسلو 2)
اتفاقية مرحلية حول الضفة والقطاع جرت مباحثاتها في طابا ووقعت رسميا في واشنطن يوم 28 سبتمبر/أيلول 1995 واشتهرت بـ"أوسلو 2″، وسبقتها وأعقبتها أيام دامية تركت أثرا عليها، فقد سبقتها مجزرة الحرم الإبراهيمي وعدة قنابل بشرية هزت العمق الإسرائيلي، وأعقبها اغتيال رابين.
قسم الاتفاق المناطق الفلسطينية إلى "أ" و"ب" و"ج" تحدد مناطق حكم السلطة والمناطق الخاضعة لإسرائيل وغير ذلك، ويقضي الاتفاق بانسحاب إسرائيل من ست مدن عربية رئيسية و400 قرية في بداية العام 1996، وانتخاب 82 عضوا للمجلس التشريعي، والإفراج عن معتقلين في السجون الإسرائيلية.
تضمنت الاتفاقية تأكيدا على ما سبق في الاتفاقات السابقة وعلى الترتيبات الأمنية والمعابر، وجعلت للخليل ترتيبات خاصة لحماية 400 مستوطن يهودي. ومن المفترض أن يكون اتفاق "أوسلو 2" هو المرحلة الثانية التي ستتلوها مفاوضات الوضع النهائي.
تعديل الميثاق الوطني الفلسطيني
ألغت منظمة التحرير الفلسطينية من ميثاقها الوطني كل البنود التي لا تعترف بإسرائيل يوم 24 أبريل/نيسان 1996.
تعثر التطبيع
في نهاية مارس/آذار 1997 أوصى وزراء الخارجية العرب المجتمعون في القاهرة بإيقاف خطوات التطبيع التي جرى اتخاذها مع إسرائيل في إطار عملية السلام، وإيقاف التعامل معها بما في ذلك إغلاق المكاتب والبعثات إلى أن تنصاع إسرائيل لمرجعية مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام وتنفيذ الاتفاقات والتعهدات التي توصلت إليها مع الأطراف المعنية.
الأزهر
شهد منتصف ديسمبر/كانون الأول 1997 أول لقاء بين مرجعيتين إسلامية وإسرائيلية حيث التقى شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي الحاخام الإسرائيلي لاو.
موافقات إسرائيلية
وافقت إسرائيل رسميا في 1 أبريل/نيسان 1998 على قرار مجلس الأمن رقم 425 بعد عشرين عاما على صدوره، وهو يدعو للانسحاب وإقامة قوة مؤقتة تابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل)، كما وافقت يوم 24 أغسطس/آب 1998 على الخطة الأميركية للانسحاب من 13% من الضفة الغربية.
واي ريفر
وقع كل من ياسر عرفات ونتنياهو وكلينتون اتفاق واي ريفر يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول 1998. وينص الاتفاق على إعادة انتشار إسرائيلي في بعض المناطق الفلسطينية، وعلى قيام السلطة بترتيبات أمنية منها إخراج "المنظمات الإرهابية" عن القانون، وتشكيل لجنتين الأولى ثنائية فلسطينية إسرائيلية للتنسيق الأمني، والأخرى ثلاثية فيها الولايات المتحدة إضافة إلى الطرفين السابقين لمنع التحريض المحتمل على "الإرهاب"، وتضم ثلاثة خبراء من كل طرف إعلامي وقانوني وتربوي.
كما نص على تشكيل لجنة أخرى ثلاثية أيضا بهدف مراجعة وتنسيق الأمن ومحاربة "الإرهاب"، على أن تستأنف مفاوضات الوضع النهائي والتوصل إلى اتفاق قبل 4 يونيو/حزيران 1999.
واي ريفر 2
طبق نتنياهو بعض ما في اتفاق "واي ريفر 1" ولم يطبق بعضه الآخر، وخسر انتخابات مايو/أيار 1999، واستلم الحكم حزب العمل بزعامة إيهود باراك واستأنف عملية السلام على الأساس نفسه الذي عقد عليه "واي ريفر 1″، فكانت مفاوضات شرم الشيخ (مصر) في 4 سبتمبر/أيلول 1999 وسميت "واي ريفر 2".
والاتفاق هو تعديل وتوضيح لبعض النقاط في "واي ريفر 1" وتنفيذ لها خاصة فيما يخص إعادة الانتشار وإطلاق السجناء والممر الآمن وميناء غزة والترتيبات الأمنية وغيرها. وقد تعددت التفاهمات بعد هذا الاتفاق وتوجت بمحاولة الرئيس الأميركي بيل كلينتون التوصل إلى اتفاق الحل النهائي في كامب ديفد 11 يوليو/تموز 2000، وفشلت المفاوضات للاختلافات العميقة بين الطرفين خاصة حول مدينة القدس ومقدساتها وعودة اللاجئين وسواها من المسائل العالقة.
تطبيع موريتاني
في إطار التطبيع أعلن يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول 1999 عن إقامة موريتانيا وإسرائيل علاقات دبلوماسية بينهما، غير أن موريتانيا التزمت بمقررات قمة غزة بالدوحة الطارئة بإغلاق السفارة الإسرائيلية لديها في مارس/آذار 2009 بعد قرار صادر عن قمة الدوحة في نفس العام.
هجمات 11 سبتمبر
ألقت هجمات سبتمبر/أيلول 2001 -على مبنى التجارة العالمي ومقر البنتاغون- بتأثيرات على ملف الشرق الأوسط, وأعلن الرئيس الأميركي جورج بوش في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2001 استعداده لتأييد قيام دولة فلسطينية فيما اعتبره البعض سعيا لكسب التأييد العربي للحملة الأميركية على ما يسميه الإرهاب.
وبعد شهر من هجمات سبتمبر/أيلول 2001, كشفت إدارة الرئيس جورج بوش عن خطة تفصيلية جديدة للسلام في الشرق الأوسط تكون القدس عاصمة مشتركة بين دولتين فلسطينية وأخرى إسرائيلية. وفي الأسبوع نفسه أيد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عقب لقائه عرفات قيام دولة فلسطينية.
المبادرة السعودية
تبنى القادة العرب في قمة بيروت يوم 28 مارس/آذار 2002 مبادرة السلام السعودية على أساس السلام وإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل في مقابل انسحابها الكامل من الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل لـ3.8 ملايين لاجئ فلسطيني. وقد أعلن ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز في القمة الاقتصادية العربية التي عقدت بالكويت في يناير/كانون الثاني 2009، أن المبادرة لن تبقى على الطاولة إلى الأبد.