بيونغ يانغ وسيول.. مصالحة بعد سبعين عاما من التوتر

شهدت العلاقات بين شطري شبه الجزيرة الكورية منذ انتهاء الحرب الكورية في 27 يوليو/تموز 1953 تجاذبات عديدة, وكادت بعض الاستفزازات تتحول إلى مواجهات عسكرية، وسط بروز دعوات للحوار من حين لآخر، قبل أن يلتقي زعيما البلدين في أبريل/نيسان 2018 ويتفقا على بدء صفحة جديدة في العلاقات بينهما.
وفيما يلي أبرز محطات التوتر بين الكوريتين:
– 25 يونيو/حزيران 1950: عبر الجيش الكوري الشمالي خط العرض الـ38 الفاصل بين الشمال الشيوعي والجنوب الرأسمالي، ويسيطر على سيول في غضون ثلاثة أيام.
واتسع نطاق الحرب مع دعم الولايات المتحدة للجنوب والصين للشمال، مما أوقع ما بين مليونين وأربعة ملايين قتيل.
-27 يوليو/تموز 1953: تم توقيع هدنة هشة لكن من دون أن يليها اتفاق سلام، حيث إن البلدين ما يزالان عمليا في حالة حرب.
-21 يناير/كانون الثاني 1968: كوماندوز كوري شمالي قوامه 32 عنصرا يشن هجوما على مقر الرئاسة بسول في محاولة لاغتيال الرئيس الكوري الجنوبي بارك شونغ هي. تم اعتراض المهاجمين على بعد 100 متر فقط من مقر الرئيس، وقتل أكثر من 90 كوريا جنوبيا في إطلاق النار الذي تلا ذلك. وألقت السلطات الكورية الجنوبية القبض على أحد ناجيين اثنين فقط من المجموعة.
-15 أغسطس/آب 1974:عميل كوري شمالي يطلق النار على الرئيس الجنوبي بارك شونغ هي أثناء إلقائه خطابا، لكنه يخطئه ويقتل زوجته.
-18 أغسطس/آب 1976: جنود كوريون شماليون يهاجمون فريقا يقطع الأشجار في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين، ومقتل جنديين أميركيين.
-9 أكتوبر/تشرين الأول 1983: عملاء كوريون شماليون يقومون بتفجير مجمع تجاري في ميانمار قبل أن يزوره الرئيس الجنوبي شون هو هوان بفترة وجيزة, وقد أودى الحادث بحياة 20 شخصا منهم 4 وزراء كوريين جنوبيين.
-29 نوفمبر/تشرين الثاني 1987: انفجار قنبلة على متن طائرة كورية جنوبية على ساحل ميانمار مما أدى إلى مقتل 115 شخصا كانوا على متنها، وسول تتهم بيونغ يانغ بتدبير الحادث.
-سبتمبر/أيلول 1996: غواصة شمالية تنزل فريق كوماندوز على شواطئ كوريا الجنوبية، والجنوبيون يطاردون الفريق فيقتلون 24 ويأسرون واحدا.
-15 يونيو/حزيران 1999: مواجهة بحرية تندلع بين الجانبين على الحدود في البحر الأصفر هي الأولى من نوعها منذ انتهاء الحرب, والعملية تؤدي إلى غرق سفينة حربية شمالية على متنها 20 بحارا.
-29 يونيو/حزيران 2002: مواجهة ثانية بين الجانبين على الحدود في البحر الأصفر تؤدي إلى غرق سفينة حربية كورية شمالية ومقتل 13 شماليا.
-9 أكتوبر/تشرين الأول 2006: كوريا الشمالية تجري تجربتها النووية الأولى الناجحة، مما أدى إلى فرض عقوبات دولية عليها لا تزال سارية.
-10 نوفمبر/تشرين الثاني 2009: اشتباك جديد على الحدود بالبحر الأصفر تبادل فيه الجانبان إطلاق النار، واندلاع النيران في سفينة حربية شمالية.
-26 مارس/آذار 2010: انفجار مجهول الأسباب يهز السفينة الحربية الكورية الجنوبية "شيونان" بالبحر الأصفر يؤدي إلى انشطارها وإلى مقتل 46 من بحارتها.
-20 مايو/أيار 2010: التحقيقات الدولية تقول إن إصابة السفينة الحربية الكورية الجنوبية ناجمة عن إصابتها بطوربيد أطلقته غواصة كورية شمالية وبيونغ يانغ تنفي علاقتها بالحادث.
-24 مايو/أيار 2010: كوريا الجنوبية تعلن قطع العلاقات التجارية مع جارتها الشمالية ومنع السفن الشمالية من دخول مياهها.
-29 أكتوبر/تشرين الأول 2010: التوتر يطغى مجددا قبيل انعقاد قمة مجموعة العشرين بسيول إثر تبادل لإطلاق النار على حدود البلدين بين عناصر من الجيش.
-23 نوفمبر/تشرين الثاني 2010: تبادل للقصف بين الجانبين يؤدي إلى سقوط قتلى وجرحى وفرار بعض المدنيين، على إثر قصف مدفعي كوري شمالي على جزيرة جنوبية على الحدود.
-3 سبتمبر/أيلول 2017: كثفت بيونغ يانغ في 2017 إطلاق الصواريخ البالستية، ونفذت في هذا اليوم سادس تجربة ذرية لها، والأكثر قوة، وذلك على خلفية تصعيد كلامي بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الذي أعلن أن بلاده باتت قوة نووية فعلية.
-يناير/كانون الثاني 2018: أعيد العمل بالخط الساخن المغلق منذ 2016، وشكلت الألعاب الأولمبية التي تستضيفها سيول خلال فبراير/شباط 2018، مبررا للبلدين من أجل استئناف الاتصالات بينهما بعد نحو عامين من الصمت.
وسبق للزعيم الكوري الراحل كيم جونغ إيل أن عقد قمتين تاريخيتين مع نظرائه من الجنوب بين 2000 و2007، مما أتاح تهدئة الوضع في شبه الجزيرة الكورية. ومنذ ذلك الحين، نُظمت محادثات على مستوى أدنى مع تغطية إعلامية كبيرة لكن من دون تحقيق نتائج ملحوظة.
-27 أبريل/نيسان 2018: التقى زعيما الكوريتين في قمة تاريخية عند الحدود العسكرية الفاصلة بينهما، على أمل تحسين العلاقات بين البلدين وإنهاء الصراع المستمر منذ عقود وتخفيف التوتر بشأن برنامج الأسلحة النووية في الشمال.
وجلس الزعيمان وجها لوجه على طاولة بيضاوية لعقد محادثات مغلقة، عبّرا في بدايتها عن آمالهما في كتابة تاريخ جديد لشبه الجزيرة الكورية والتوصل إلى "اتفاق جريء".
وجرت المباحثات داخل "بيت السلام" في بلدة بانمنجوم، بالجزء الجنوبي من المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين.
ووصف الرئيس الجنوبي مون جي إن قرار الزعيم الشمالي كيم جونغ أون عبور الخط الفاصل بين البلدين بـ"الشجاع"، وقال "آمل أن نجري محادثات صريحة وأن نتوصل إلى اتفاق جريء، من أجل أن نُقدم للشعب الكوري برمته ولكل محبي السلام في العالم هدية كبيرة"، وأضاف أن "الربيع ربما يكون قد حل بشبه الجزيرة الكورية".
من جانبه قال الزعيم الشمالي على طاولة المحادثات إنه يشعر وكأنه يطلق إشارة البدء لكتابة تاريخ جديد في العلاقات بين الشمال والجنوب، وأضاف أن الاجتماع يمكن أن يساعد في "تعويض الوقت الضائع".