نيكولاوس كازانتزاكيس
كاتب يوناني عالمي، ترجمت مؤلفاته إلى لغات عديدة، وحولت بعض أعماله إلى أفلام سينمائية، وحصل على عدة جوائز منها جائزة نوبل للسلام.
المولد والنشأة
ولد نيكولاوس كازانتزاكيس يوم 18 فبراير/شباط 1883 في جزيرة كريت التابعة يومها للدولة العثمانية.
الدراسة والتكوين
تلقى دراساته الأولية في مدينة إيراكليو وانتقلت أسرته إلى جزيرة ناكسوس حيث دخل المدرسة الفرنسية، ودرس اللغتين الفرنسية والإيطالية، واطلع مبدئيا على الحضارة الغربية، وعاد إلى إيراكليو واستكمل دراسته المتوسطة، ثم سافر عام 1902 إلى أثينا حيث تخرج من كلية الحقوق عام 1906 بدرجة ممتاز. تابع عام 1907 دراساته في باريس حيث تأثر بهنري بيرغسون.
المسار الأدبي
في عام تخرجه (1906) كتب نيكولاوس -باسم مستعار- روايته "أوفيس و كرينو"، تلتها رواية "مرض القرن" و العمل المسرحي "يطلع الصباح". وفي عام 1907 كتب عملين مسرحيين "حتى متى" و"فاسغا"، كما كتب رواية أخرى بعنوان "الأرواح المنكسرة". وكان يعتبر دانتي وهوميروس وبيرغسون من أكبر أساتذته.
كتب عملين مسرحين فاز أحدهما عام 1910 بجائزة فنية وتحول الى أوبرا، وبالتوازي مع هذه الأعمال كان يكتب في صحف ومجلات باسم مستعار. وبعد أن عاد الى اليونان عام 1909 أصدر في إيراكليو رسالته للدكتوراه وكانت بعنوان "نيتشه وفلسفة القانون والدولة".
جرب عام 1915 التجارة بالأخشاب لكنها فشلت، فحاول استغلال منجم ليغنيت فباءت المحاولة الأخرى بالفشل، وقد تحولت هذه المحاولات الفاشلة الى روايات بعنوان "حياة وعالم أليكسيس زورباس".
كان من مؤسسي "الرابطة التعليمية" وهي رابطة أدبية علمية وسياسية كانت تهدف الى إصلاح التعليم في اليونان.
على المستوى السياسي، انخرط عام 1912 متطوعا في الحرب البلقانية، وتمّ تعينه في مكتب رئيس الوزراء إليفثيريوس فينيزيلوس الذي عينه عام 1919 مديراً عاماً لوزارة الرعاية التي كانت تهدف إلى إرجاع اليونانيين المهاجرين في دول القوقاز إلى بلدهم، وقد اكتسب خبرة في عمله ترجمها فيما بعد إلى روايته "المسيح يصلب ثانية".
بدأ عام 1924 كتابة ملحمته "إوذيسيا" وانتهى من كتابتها عام 1938.
تم تعيينه عام 1947 في منظمة "اليونيسكو" بهدف دفع عملية ترجمة النصوص الأدبية الكلاسيكية، لكنه استقال بعد سنة للتفرغ لأعماله الأدبية واستقر في منطقة أديب بفرنسا، حيث استكمل معظم أعماله النثرية.
بعد استقراره في فرنسا اتهمته الكنيسة اليونانية بالهرطقة بسبب مقاطع من عمله "كابتن ميخالي" ومقاطع أخرى، وطلب المجمع المقدس اليوناني عام 1954 من الحكومة اليونانية منع كتبه في اليونان.
لم تحكم عليه الكنيسة في النهاية بالحرمان الكنسي، لكن الكنيسة الكاثوليكية صنفت كتابه "الامتحان الأخير" ضمن الكتب المحرمة.
الجوائز والأوسمة
حصل على عدد من الجوائز، منها جائزة أفضل كتاب عام 1954 عن كتابه "زورباس"، وجائزة الدولة اليونانية للمسرح، وجائزة نوبل للسلام.
الوفاة
توفي كازانتزاكيس في 29 أكتوبر/تشرين الأول 1957.
وقد رفضت الكنيسة اليونانية عرض جثمانه أمام الجماهير للوداع كما رفضت دفنه في مقابر مسيحية فدفن في منطقة أثرية. عملا بوصيته كُتب على قبره "لا آمل شيئاً.. لا أخاف شيئاً… أنا حر".