خام برنت.. المرجع العالمي لتسعير النفط

A general view shows oil pumping jacks and drilling pads at the Kern River Oil Field where the principle operator is the Chevron Corporation in Bakersfield, California on July 28, 2015. The field is the third largest in California, fifth largest in the United States and relies mainly on the steam injection method to extract the crude oil. AFP PHOTO / MARK RALSTON
الكثير من آلات الحفر في حقل نفطي تابع لشركة شيفرون بولاية كاليفورنيا غربي أميركا (الفرنسية)

خام برنت أو مزيج برنت هو خام نفطي يستخدم معيارا لتسعير ثلثي إنتاج النفط العالمي، خاصة في الأسواق الأوروبية والأفريقية. ويتكون برنت من مزيج نفطي من 15 حقلا مختلفا في منطقتي برنت وتينيان في بحر الشمال، وتقع بعض تلك الحقول في المملكة المتحدة وبعضها الآخر في النرويج.

وقد اشتق اسم برنت من لقب أطلقته شركة شل على حقل نفط قامت بالتحقق منه في منطقة بحر الشمال، وقد اعتادت شل على تسمية الحقول النفطية بأسماء طيور، لذلك سمت المنطقة باسم إوز برنت.

كما أن اسم برنت عبارة عن اشتقاق من أسماء الطبقات الجيولوجية الأربع المكونة للحقل، وهي برووم ورانوش وإتيف ونيس وتاربيت.

أنواع النفط
ويعتبر خام برنت من أنواع النفط الخفيفة "الحلوة" بسبب وزنه النوعي البالغ 38 درجة (ولهذا يوصف بالخفيف) وانخفاض نسبة الكبريت التي تصل إلى 0.37% (ولهذا يوصف بالحلو)، وهو ما يجعله من أجود أنواع النفط في العالم التي يصل عددها إلى 160 نوعا. ويعتبر برنت من أنواع النفط المثالية لإنتاج البنزين ووقود التدفئة.

ويرتفع سعر الخام كلما انخفضت كثافته وحموضته، ويمثل إنتاج النفط الخفيف الحلو قرابة 40% من الإنتاج العالمي، في حين تمثل أنواع النفط الثقيلة والمتوسطة نسبة 60% المتبقية.

وعلى الرغم من أن الدول الأوروبية تستهلك أغلب إنتاج خام برنت، لكنه يصدر أحيانا إلى الولايات المتحدة وبعض الدول الأفريقية.

وبالنظر إلى كثرة أنواع النفط، فقد تم الاتفاق بين المتعاملين في أسواق الخام على اختيار أنواع محددة تكون بمثابة معيار للجودة، وعلى أساسها يتم زيادة أو خفض قيمة السلع البترولية. وأنواع النفط التي وقع الاختيار عليها هي: خام برنت، والنفط الأميركي الخفيف (ويسمى أيضا خام غرب تكساس الوسيط)، وخام دبي، وخام تابيس من ماليزيا، وخام ميناس من إندونيسيا.

مقاييس التسعير
وتستخدم هذه الخامات القياسية -مثل برنت وغرب تكساس- للمساعدة في تسعير مختلف أنواع النفط في العالم، ويتم التسعير بناء على مدى اختلاف الأخيرة عن الخامات القياسية، ومدى بعدها عن أسواق هذه الخامات.

تاريخيا، كانت الفوارق بين أسعار خام برنت وباقي أنواع النفط مبنية على اختلافات مادية مرتبطة ببنية تلك الخامات، والاختلافات بين موازين الطلب والعرض على المدى القصير، وحالة المخزونات النفطية.

وقبل سبتمبر/أيلول 2010، ناهز الفرق في السعر أو فاق ثلاثة دولارات للبرميل بين خام برنت من جهة وبين الخام الأميركي الخفيف وسلة خامات منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) من جهة أخرى، إلا أنه بعد خريف عام 2010 تم تسعير برنت بفارق أكبر من الخام الأميركي ليصل إلى أكثر من 11 دولارا عام 2011.

وبلغ الفرق بين خام برنت والخام الأميركي ذروته في أغسطس/آب 2012 بنحو 23 دولارا قبل أن يتراجع بحلول سبتمبر/أيلول 2012 إلى قرابة 18 دولارا، ووصل الفرق -إلى حدود 2015- إلى ثلاثة دولارات فقط.

ومن بين العوامل التي تتحكم في حجم الفرق بين أسعار برنت والخام الأميركي: تأثير المضاربة، وأداء العملة الأميركية (الدولار)، ومتغيرات الطلب العالمي. كما أن للقرارات السياسية ضلعا في هذا الأمر، فضلا عن أن النضوب الذي يتهدد احتياطي خام برنت يعد أحد العوامل التي تفسر الفرق السعري بين الخامين.

المصدر : مواقع إلكترونية

إعلان