الأمازون.. نهر الغابات الضخمة
نهر بأميركا الجنوبية؛ يعتبر ثاني أكبر نهر عالميا، ويقترن اسمه بالغابات الضخمة التي تعتبر رئة العالم البيئية. لُقب بـ"البحر الحلو" و"نهر القرفة" قبل تسميته "الأمازون" أو "أمازوناس".
الموقع
يمتد نهر الأمازون إلى مصبه في المحيط الأطلسي بدءا من منبعه في جبال الأنديز غربي أميركا اللاتينية مخترقا المنطقة الاستوائية على طول 6437 كيلومترا، وتحاذيه 12 مدينة تنتمي إلى البرازيل وكولومبيا وبيرو.
ويبلغ معدل صبيب نهر الأمازون 300 ألف متر مكعب في الثانية خلال موسم الأمطار، وهو ما يوازي حجم الصبيب الإجمالي للأنهار الستة الكبرى في العالم التي تليه في الترتيب، بينما يتراوح عرضه بين 11 كيلومترا خلال الفصول الجافة و40 كيلومترا في بعض المناطق خلال موسم الأمطار.
يتوفر الأمازون على أكبر حوض في العالم تبلغ مساحته سبعة ملايين كيلومتر مربع تمثل نسبة 40% من مساحة قارة أميركا الجنوبية، مما جعله يزود محيطات العالم بنسبة 20% من إجمالي حجم المياه العذبة. وتمتد روافد النهر إلى عدة بلدان في أميركا الجنوبية منها فنزويلا وإكوادور وبوليفيا.
وتعتبر مدينة مانيوس (غربي البرازيل) أكبر مدينة تقع على ضفاف النهر، ويقطنها حوالي 1.7 مليون نسمة، أما مدينة بيليم فتعتبر أهم ميناء ومدينة قرب مصب النهر في المحيط الأطلسي.
تسمى مجموعة الأنهار والسهول الفيضية في كل من البرازيل وبيرو وإكوادور وكولومبيا وفنزويلا -التي تصب مياهها في نهر سوليموس وروافده- بـ"أعالي الأمازون".
ويتسبب التوتر بين قوة دفع النهر وأمواج المحيط الأطلسي في ظاهرة تسمى في منطقة الأمازون "المد المضجر" أو "بوروروكا"، وهي عبارة عن موجة مدية قوية تتدفق سريعا من البحر إلى مصب الأمازون والأنهار الساحلية القريبة عدة مرات في السنة عند ارتفاع المد.
ويتراوح معدل سقوط الأمطار في منطقة الأمازون من 130 ملم في الأراضي المنخفضة إلى 305 ملم قرب الأنديز في بيرو، أما الهواء فمشبع بالرطوبة في معظم حوض النهر.
التاريخ
يعتبر المكتشف الإسباني فيسنت يانز بينزون أول أوروبي يبحر في النهر عام 1500 حيث أطلق عليه اسم "إل مار دولسي" (أي البحر العذب)، باعتبار أنه يصب مياها عذبة داخل المحيط الأطلسي.
لكن فرانسيسكو دي أوريلانا -وهو أحد الجنود الإسبان المرافقين للمستكشف غونزالو بيزارو- يعتبر أول من أطلق على النهر اسم "الأمازون" لأنه زعم أن رجاله تعرضوا -أثناء رحلتهم عام 1541 لاستكشاف أراض جديدة- لهجوم من نسوة مقاتلات من السكان الأصليين (قبائل الهنود الحمر).
وسماهنّ الإسبان "الأمازونيات" نسبة إلى النساء المحاربات في الأساطير الإغريقية، ثم أطلق الاسم لاحقا على النهر والمناطق المجاورة له.
الاقتصاد
وضع الإمبراطور بيدرو الثاني (ملك المملكة المتحدة من البرتغال والبرازيل) في 6 سبتمبر/أيلول عام 1850 قانونا يسمح بالملاحة في السفن البخارية في نهر الأمازون، الأمر الذي فتح الباب لاستغلاله اقتصاديا، حيث أنشأت شركة "أمازوناس" أسطولا، إضافة إلى بدء بعض الأفراد في بناء وتشغيل زوارق بخارية صغيرة خاصة بهم في النهر الرئيسي وبعض روافده.
وبعد التنمية التجارية التي ارتبطت بالملاحة بواسطة القوارب البخارية وتزايد الطلب العالمي على مادة المطاط الطبيعي خلال أعوام 1880-1920، أصبحت مناطق مانوس وبيليم (في البرازيل) وإيكيتوس (بيرو) مراكز عالمية مزدهرة بالتجارة رغم حداثة عهدها بالنمو الحضري.
تجلب السفن الأقمشة والأغذية والأدوات ومنتجات أخرى، وتحمل المواد الخام مثل الجلود والجوز البرازيلي والأخشاب والمطاط، إضافة إلى الطيور الحية والأسماك والحيوانات التي تشتريها محلات الحيوانات الأليفة وحدائق الحيوان.
ثروات طبيعية
يعيش في الغابات الاستوائية المطيرة لحوض نهر الأمازون ثلث الحيوانات البرية في العالم، كما يقدر عدد أنواع الأسماك التي تعيش فيها بأكثر من ثلاثة آلاف نوع معروف.
ويعتبر النهر أحد المناطق البيئية الرئيسية لحوت "إلبوتو"، المعروف أيضا باسم دولفين نهر الأمازون (وهو من أكبر أنواع الدولفين النهري)، ولنوع آخر من الدولفين يسمى "توكوسي".
كما توجد أعداد كبيرة من أسماك "البيرانا"، إضافة إلى أسماك مفترسة وأسماك آكلة للحوم تتجمع في أسراب كبيرة وتهاجم المواشي، وأنواع قليلة منها تهاجم البشر.
وتعيش فيه أيضا ثعابين ضخمة كثعبان "أناكوندا" وهو من أكبر أنواع الثعابين في العالم، كما يضم آلاف الأنواع من الطحالب والسلاحف، إضافة إلى أكثر من مئتي نوع من الثدييات.