آية الله الخميني
فقيه وعالم دين ومرجع شيعي إيراني، ألهبت خطبه حماس الإيرانيين فثاروا على الشاه وأسقطوه ونصّبوه مكانه قائدا ومرشدا للثورة، نظَّر لولاية الفقيه في كتبه وطبقها في حكمه، آمن بتصدير الثورة فاصطدم بجاره العراق في حرب أنهكت البلدين.
المولد والنشأة
ولد آية الله الخميني يوم 24 سبتمبر/أيلول 1902 بمدينة خمين في إيران، قتل والده -الذي كان عالما من علماء الشيعة- على يد مسلحين عندما كان عمره خمسة أشهر.
الدراسة والتكوين
بدأ دراسة القرآن ومبادئ الفقه الشيعي وهو في السادسة من عمره، واهتم بالدراسات الدينية وارتياد الحوزات العلمية، فانتقل إلى آراك ليدرس في حوزتها الفقه الإسلامي، ثم رحل مع أستاذه إلى قم، حيث نبغ بين أقرانه وحصل على مرتبة آية الله.
التوجه الفكري
يعتبر أحد المنظرين المجددين لنظرية ولاية الفقيه التي تفرض "حاكمية المجتهد الجامع للشرائط في عصر الغيبة"، وهي قائمة على "نيابة الفقيه" عن الإمام المعصوم (في المذهب الشيعي) الغائب الذي تنتظر عودته.
وقد نظَّر لولاية الفقيه ودافع عن مشروعيتها في كتابه الولي الفقيه والحكومة الإسلامية، حيث قال إن "ولاية الفقيه من المواضيع التي يوجب تصورها التصديق بها" وقد تطورت على يديه وتجسدت عنده في "إسباغ اليقين المطلق على اجتهاداته الذاتية، باعتبار أنها ناتجة من معرفة إلهامية حضورية".
ومكن لها في دستور إيران الذي نصت مقدمته على أن القيادة بيد الفقيه، وهو ضمانة عدم انحراف الأجهزة المختلفة، كما نص على أنه في زمن غيبة الإمام المهدي تكون ولاية الأمر وإمامة الأمة في جمهورية إيران الإسلامية بيد الفقيه العادل المتقي البصير بأمور العصر.
التجربة السياسية
لم يرض الخميني على تدخل القوات الأجنبية في إيران، وكتب عام 1941 ضد نظام محمد رضا بهلوي "كل الأوامر التي صدرت عن النظام الدكتاتوري ليست لها أي قيمة على الإطلاق".
وفي بداية ستينيات القرن العشرين أعلن الشاه ثورة بيضاء نادى فيها بحقوق المرأة والتعليم اللاديني، فشن الخميني هجوما شديدا على سياسة الشاه، الأمر الذي أدى الى سجنه عام 1963 ثم نفيه عام 1964 خارج إيران.
في بداية منفاه ذهب إلى تركيا ثم انتقل إلى مدينة النجف جنوبي العراق، حيث مكث هناك 13 عاما وكون مبادئه حول نظرية حكم الولي الفقيه، وقام بنشر معتقداته بين طلابه.
بعدها غادر النجف إلى باريس، ومن هناك بدأ يحث الإيرانيين على إسقاط الشاه وحليفته أميركا، وكانت رسائله تسجل وتستنسخ على أشرطة وتهرب إلى داخل البلاد، وتوزع على الناس.
وكان لرسائله التي تبث عبر المذياع أثر كبير في حث الناس على العصيان، الأمر الذي أدى في النهاية إلى سقوط الشاه وفراره من إيران في يناير/كانون الثاني 1979، ليعود الخميني في فبراير/شباط من نفس السنة.
وفي ديسمبر/كانون الأول 1979 أجيز الدستور الجديد وأُعلنت إيران جمهورية إسلامية، وسُمي الخميني إماما وقائدا أعلى.
وفي عام 1980 دخلت إيران في حرب طاحنة مع العراق استمرت ثماني سنوات، ولم تكد تنتهي حتى بدأت الخلافات الداخلية تظهر في إيران، تزامنا مع تراجع صحة الخميني وتقدمه في السن.
ومن أجل الحفاظ على الثورة أصدر عدة مراسيم تقوي سلطة الرئيس والبرلمان ومؤسسات الدولة الأخرى.
المؤلفات
صدرت للخميني العديد من الرسائل والكتب، من أهمها: الحكومة الإسلامية وولاية الفقيه، مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية، مسائل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والوصية الإلهية السياسية (الوصية).
الوفاة
توفي آية الله الخميني يوم 3 يونيو/حزيران 1989.