عبد الهادي التازي
أكاديمي ومؤرخ مغربي، ألف كتبا عديدة في التاريخ والسياسة والأدب، ودافع عن اللغة العربية ضد التغول الفرنكفوني.
المولد والنشأة
ولد عبد الهادي التازي يوم 15 يونيو/حزيران 1921 في مدينة فاس بالمغرب لأسرة محافظة.
الدراسة والتكوين
درس في مدينة فاس ونال شهادة العالمية من جامعة القرويين عام 1947، وحصل على "بروفيه" معهد الدراسات المغربية عام 1953، وعلى دبلوم الدراسات العليا من كلية الآداب في الرباط عام 1963، وعلى شهادة في اللغة الإنجليزية من معهد اللغات في بغداد عام 1966، وعلى دكتوراه الدولة من جامعة الإسكندرية في مصر عام 1972 وكان موضوع أطروحته "جامعة القرويين".
الوظائف والمسؤوليات
تقلد مناصب عديدة، حيث عُين أستاذا في جامعة القرويين عام 1948، وسفيرا للمغرب في العراق وليبيا وإيران والإمارات العربية، كما عُين مديرا للمعهد الجامعي للبحث العلمي وساهم في تأسيس اتحاد كتاب المغرب وأكاديمية المملكة المغربية.
نال عضوية مجموعة من الهيئات الثقافية مثل: المجمع العلمي العراقي، ومجمع اللغة العربية في دمشق، والأكاديمية الهاشمية في الأردن، والمعهد العربي في الأرجنتين، ومجمع اللغة العربية الأردني، واشتغل أستاذا في المدرسة المولوية، ودرس الملك محمد السادس النحو والفقه، كما درسه العلاقات الدولية في كلية الحقوق.
التوجه الفكري
يعد محافظا يعشق التاريخ والعلم والمعرفة، وقد دافع في كتبه عن القيم والهوية الإسلامية واللغة العربية.
اشتغل في مجمع اللغة العربية حوالي 25 عاما. وهو مقتنع بأن اللغة العربية لن تموت، لأن لها هيكلا ومقومات تضمن لها البقاء، وكلما تعمقنا فيها وجدناها غنية وجديرة بالبقاء، لكنها تحتاج إلى قواميس حية متحركة متجددة.
دعا للتحرك لحماية اللغة العربية بطرق منطقية ومدروسة حتى تعيش جنبا إلى جنب مع اللغات الحية الأخرى مواكبة للمستجدات.
التجربة السياسية
ناضل ضد الاستعمار وسجن عام 1936 وهو ابن 14 سنة مع بعض أقرانه كالشاعر إدريس الجاي والمؤرخ عبد اللطيف بن منصور، بسبب مظاهرة في شوارع فاس.
واعتقل للمرة الثانية عام 1938 بتهمة امتلاكه كتاب الأمير شكيب أرسلان "لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم"، وكتاب "حاضر العالم الإسلامي"، بينما اعتقل للمرة الثالثة عام 1944 عند تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، حيث تعرض للضرب وسجن عامين.
حول السجن إلى مدرسة تعلم فيها اللغة الفرنسية من سجين فرنسي أديب اسمه موريس، وبقي مرتبطا بالعلم والمعرفة وابتعد عن العمل السياسي.
المؤلفات
ألف عبد الهادي التازي كتبا كثيرة جمعت بين التاريخ والأدب والدبلوماسية والسياسة والدين، ومن كتبه: "جولة في تاريخ المغرب الدبلوماسي"، و"تاريخ العلاقات المغربية الأميركية"، و"الموجز في تاريخ العلاقات الدولية للمملكة المغربية".
كما ألف: "الإمام إدريس مؤسس الدولة المغربية"، و"في ظلال العقيدة"، و"أوقاف المغاربة في القدس"، و"المرأة في تاريخ الغرب الإسلامي". و ترجم عددا من الكتب منها: "حقائق عن الشمال الأفريقي" للجنرال دولاتور، و"ساعات من القرن الرابع عشر في فاس" لديريك ج. دي صو لا برايس.
الوفاة
توفي عبد الهادي التازي يوم الخميس 2 أبريل/نيسان 2015 بالعاصمة المغربية الرباط.