كارلوس سليم
مكسيكي من أصل لبناني، احتفظ بلقب أغنى رجل في العالم أربع سنوات متتالية، يصعب أن يمرعليك يوم في المكسيك دون أن تدفع له بعض المال، فإمبراطوريته الضخمة تضم بنك أنبورسا، وعددا من أشهر متاجر التجزئة الكبرى بالمكسيك، وكبرى شركات الاتصالات، والفنادق والمطاعم.
المولد والنشأة: ولد كارلوس سليم الحلو ويعرف بـ"كارلوس سليم" يوم 28 يناير/كانون الثاني 1940 بمدينة مكسيكو، من أبوين مكسيكيين من أصل لبناني، فأبوه يوسف سليم مسيحي ماروني من جزين جنوب بيروت، وأمه ليندا الحلو ابنة أحد الأغنياء اللبنانيين في المكسيك.
فتح والده محلا في المكسيك سماه "نجمة الشرق" وتزوج من ليندا الحلو التي اشتهرت بإنشائها أول صحيفة لبنانية في المكسيك، وأنجب منها ستة أطفال كان كارلوس سليم الطفل الخامس بينهم.
الدراسة والتكوين: درس الهندسة في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك وتخرج فيها مهندسا سنة 1961 وهو في سن الـ26، وكان التكوين الأهم ما تعلمه من والده الذي تلقى عليه دروسه الأولى في التجارة.
الوظائف والمسؤوليات: لم ينشغل بالوظائف الحكومية، فقد بدأ العمل إلى جانب أبيه وهو في سن الثامنة.
التجربة التجارية والمالية: بدأ مسيرته التجارية مبكرا، فقد كان يبيع المشروبات والوجبات الخفيفة لأفراد أسرته وهو في العاشرة من العمر، وكان في شبابه يحتفظ بدفاتر يقيد فيها كل ما يكسبه وما ينفقه، واشترى سندا ادخاريا حكوميا تعلم منه دروسا قيمة عن الفائدة المركبة.
في أواسط السبعينيات من القرن العشرين أسس شركتين، واحدة للبناء وأخرى في البورصة، ثم اشترى معملاً لإنتاج علب السجاير، وفي الثمانينيات تملك أول شركة للتبغ في المكسيك، وصار على رأس أكبر شركة تأمين ونائب لرئيس البورصة.
بنى استثمارات ضخمة عن طريق اقتناص الشركات المتعثرة بأقل من قيمتها الحقيقية واستخدام المال الذي يجنيه منها في شراء المزيد، ومكنته هذه "الهواية" التي تعلمها على أبيه من شراء شركة للسجائر، ومتجر ومقهى "سانبورنز"، وشركة لإدارة المناجم، وشركة لصناعة الكابلات والإطارات.
أسس شركة العقارات "جروبو كارسو" المتكونة من عدة شركات وبنك ومكتب وساطة للبورصة تعرف باسم "Inbursa", كما اشترى حصة في نيويورك تايمز حين هبط سعر السهم، واشترى أصول عملية شركة AT&T في أميركا اللاتينية ب 10 مليارات دولار.
لكن العلامة الفارقة في مشواره، والمحطة الأهم في صعوده كانت سنة 1990 حين اشترى هو وشركاؤه شركة الهاتف الحكومية "تيلمكس" مقابل 1.7 مليار دولار، وحولها إلى جوهرة تدر المال.
وأنشأ شركة "أميركا موفيل" ووسعها من خلال صفقات استحواذ لتصبح رابع أكبر شركة للخدمات اللاسلكية على مستوى العالم.
وبفعل هذا النجاح صعد إلى القمة واحتل مراكز متقدمة في قائمة مجلة "فوربس" الأميركية لأغنياء العالم، فقد احتفظ بلقب أغنى رجل في العالم لمدة أربع سنوات (2010-2013) واحتل المرتبة الثانية في 2008 و2014، فيما كان ثالثا سنوات 2006 و2007 و2009.
ورغم ثروته الكبيرة فقد عاش في نفس المنزل منذ نحو 40 عاما، ويقود سيارة مرسيدس قديمة غير أنها مدرعة ويتبعها حراس، ويتحاشى الطائرات الخاصة واليخوت والأشياء الفاخرة الأخرى التي تقبل عليها النخبة في المكسيك.
ساهم في مكافحة الفقر والأمية وسوء الرعاية الصحية في أميركا اللاتينية، لكنه لم يعلن قط عزمه تخصيص مبالغ كبيرة من ثروته للأعمال الخيرية مثل غيتس أو الملياردير وارن بافيت، ويرى أن رجال الأعمال يفعلون خيرا أكبر حين يوفرون الوظائف والثروة من خلال الاستثمار.