حزب الدستور
حزب سياسي ليبرالي مصري، تأسس بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، ينتمي أكثر قياداته للتيار الليبرالي، لكنه يضم بعض شباب الثورة ويرفع شعاراتها "عيش، حرية، كرامة إنسانية"، شكل حجر الزاوية في حراك ما قبل الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي.
النشأة والتأسيس: تأسس حزب الدستور في شهر سبتمبر/أيلول سنة 2012، وكان أول رئيس له هو الدكتور محمد البرادعي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقا.
وجاء تأسيسه بعد سنة ونيف من ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك، وشكل تأسيسه عودة للبرادعي إلى الواجهة بعد فترة غياب دامت عدة أشهر بعد الانتخابات الرئاسية التي لم يشارك فيها بحجة عدم وجود دستور يحدد سلطات الرئيس.
الفكر والأيديولوجيا: نص البيان السياسي للحزب على أنه "يفتح أبوابه لكل أبناء الشعب، ولكل مدارس الفكر والعمل الرئيسية فيه، ابتداء من الإسلام السياسي، مرورا بالليبرالية وانتهاء بالراديكالية الاجتماعية والاشتراكية، لتجتمع حول أهداف الثورة من أجل حمايتها من كل محاولات الخطف من ناحية ومحاولات تصفيتها من ناحية أخرى".
ونصت مبادئه الأساسية على أنه يؤمن بأن للدولة دورا لا غنى عنه في دفع التنمية الاقتصادية وتوجيهها للمصلحة العامة، وأن ذلك لا يتعارض مع اقتصاد السوق القائم على المنافسة الحرة، باعتبار أن ازدهار الاقتصاد وتحسين قدرة الفاعلين الاقتصاديين على المنافسة يتطلب دورا نشطا وذكيا للدولة.
كما أكد أن مسؤولية تحقيق العدالة الاجتماعية تقع على عاتق الدولة، ابتداء بوضع وتطبيق التشريعات التي تمنع الفساد والاستغلال والاحتكار والتلاعب، مرورا بوضع سياسة ضريبية عادلة، وتقوية التضامن الاجتماعي، وتحقيق تكافؤ الفرص وخلق فرص عادلة للفئات الأقل حظا.
المسار وأهم المحطات: شكل مؤسس الحزب الدكتور محمد البرادعي أحد الشخصيات السياسية المحورية في النشاط المناوئ لحكم الرئيس محمد مرسي، ومن خلال مواقف البرادعي أصبح الحزب حجر الزاوية في جبهة الإنقاذ الوطني التي تشكلت من أحزاب وشخصيات ليبرالية.
وكان الحزب ورئيسه مكونا أساسيا من الطيف الذي هيأ الأرضية لمظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013 المطالبة باستقالة الرئيس محمد مرسي وتنظيم انتخابات رئاسية سابقة لأوانها، وهي المظاهرات التي اعتبرتها قيادة الجيش "ثورة شعبية" يجب عليه الانحياز لها فجاء تدخل الجيش في 3 يوليو/تموز 2013 والإطاحة بالرئيس المنتخب، في عملية رآها البعض انقلابا، وصنفها البعض ثورة شعبية.
وساند الحزب العملية فعُيِّنَ رئيسه المؤسس نائبا للرئيس المؤقت عدلي منصور، إلا أنه قدم استقالته من المنصب بعد عملية فض اعتصام رابعة بالقوة وسقوط الكثير من الضحايا، الأمر الذي رأى أنه كان يمكن تلافيه.
وبعد استقالته ومغادرته مصر انتخب الحزب الدكتورة هالة شكر الله في منصب رئيس الحزب، وواصل مساره السياسي الداعم للسلطة المصرية التي جاءت بعد 3 يوليو/تموز 2013.
الرموز والقيادات: من أبرز قادة حزب الدستور المؤسسين محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2005.
والدكتور أحمد حرارة طبيب الأسنان، وأحد رموز شباب ثورة 25 يناير/كانون 2011 الذي فقدَ إحدى عينيه في جمعة الغضب 28 يناير والأخرى في اشتباكات محمد محمود.
وسيد قاسم المصري سفير مصر السابق لدى منظمة المؤتمر الإسلامي، وممثل مصر من خلال بعثاتها الدبلوماسية في العديد من المحافل الدولية.
ومحمد غنيم رائد زراعة الكلى في العالم، الذي انضم للبرادعي في تأسيس الجمعية الوطنية للتغيير التي رفعت لواء النضال ضد حكم مبارك، والدكتورة هالة شكر الله التي تولت رئاسة الحزب بعد البرادعي.