حزب الاستقلال
واحد من أكبر وأقدم وأشهر الأحزاب المغربية، قاوم المستعمر وساهم في نيل المغرب استقلاله، قاد وشارك في أكثر من حكومة مغربية.
النشأة والتأسيس
ارتبط ظهور حزب الاستقلال بمقاومة المغاربة للاستعمار الفرنسي (1912-1956)، وكان يعرف في البداية بكتلة العمل الوطني التي انتخبت لجنتُها في يناير/كانون الثاني 1937 علال الفاسي رئيسا للكتلة.
وفي 18 مارس/آذار من السنة نفسها أصدرت الإقامة العامة الفرنسية في المغرب قرارا بحل الكتلة وأقفلت مكاتبها بالقوة.
بعد تعذر الحصول على ترخيص من الإقامة العامة لتأسيس حزب جديد، عقد مؤتمر يمثل معظم فروع الكتلة بالرباط في أبريل/نيسان 1937 تمخض عنه تأسيس الحزب الوطني.
شكل يوم 11 يناير/كانون الثاني 1944 يوم الميلاد الفعلي لحزب الاستقلال، حيث تم تقديم ما عرف في تاريخ المغرب بـ"وثيقة المطالبة بالاستقلال"، وترأس حزب الاستقلال علال الفاسي حتى وفاته عام 1972، ثم خلفه محمد بوستة حتى 1998 حيث تولى القيادة عباس الفاسي.
التوجه الأيديولوجي
يوصف الحزب بالمحافظ خاصة أن علال الفاسي زعيمه وأحد كبار مؤسسيه كان من علماء المغرب، لكن الحزب عمليا يمزج بين المحافظة والليبرالية.
المسار السياسي
لعب الحزب دورا كبيرا في مواجهة الاستعمار بالتعاون مع القصر في إطار ما عرف بالحركة الوطنية، أعلن في 8 ديسمبر/كانون الأول 1952 إضرابات اعتقلت على إثرها قياداته، وفي 1959 شهد الحزب انشقاقا، فانبثق عنه حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، الذي انشقت عنه بدوره فيما بعد أحزاب أخرى.
شارك حزب الاستقلال في حكومات متعاقبة في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، ولم يسند إليه منصب رئاسة الحكومة سوى لمدة تقل عن سنة، وفي عام 1991 قدم رفقة الاتحاد الاشتراكي مذكرة مشتركة إلى الملك الراحل الحسن الثاني للمطالبة بإصلاحات سياسية ودستورية.
كما قدم مذكرة مماثلة عام 1996 رفقة حلفائه في ما سمي بـ"الكتلة الديمقراطية" التي تأسست عام 1992 وتضم إضافة إلى حزب الاستقلال حزب الاتحاد الاشتراكي وحزب التقدم والاشتراكية.
بات ثاني أكبر حزب سياسي مغربي بحصوله على نسبة 13.2% من الأصوات في الانتخابات التشريعية التي جرت يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني 1997، وفي فبراير/شباط 1998 دخل الحزب الحكومة التي كلف الحسن الثاني المعارض الاشتراكي عبد الرحمن اليوسفي بتشكيلها.
بعد الانتخابات التشريعية التي جرت يوم 27 سبتمبر/أيلول 2002 دخل حزب الاستقلال بقيادة عباس الفاسي في تحالف مع حزب الاتحاد الاشتراكي، وشارك بسبعة وزراء في حكومة ائتلافية تتكون من سبعة أحزاب يرأسها إدريس جطو، وتنتهي مهمتها عند تشكيل حكومة جديدة بعد نتائج اقتراع 7 سبتمبر/أيلول 2007.
وبعيد تلك الانتخابات التي احتل فيها الصدارة، عيّن أمين الحزب عباس الفاسي في منصب الوزير الأول، واستمر الحزب في قيادة الحكومة قبل أن يتولى المسؤولية حزب العدالة والتنمية الفائز في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2011.
في سبتمبر/أيلول2012 تولى حميد شباط منصب الأمين العام للحزب خلافا لعباس الفاسي، لكن عدد من أعضاء الحزب وبعض قيادييه طعنوا فيه وشكلوا تيار" بلا هوادة" الذي تحول إلى جمعية وطنية في نهاية 2013، وفتحت لها فروعا ببعض المدن بقيادة عبد الواحد الفاسي نجل الزعيم التاريخي للحزب علال الفاسي.
في صيف 2013 قرر حزب الاستقلال الانسحاب من الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية (الإسلامي التوجه) وقدم خمسة من وزرائه من أصل ستة استقالتهم في 9 يوليو/تموز 2013، وانخرط الحزب بعدها في المعارضة.