حركة فتح
تأسست حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات على إثر العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 واحتلال إسرائيل قطاع غزة.
وترجع فكرة إنشاء الحركة -كما يقول أحد قادتها- إلى تجربة جبهة مقاومة الشعبية، وهي تحالف كان قصير الأجل بين الإخوان المسلمين والبعثيين أثناء الاحتلال الإسرائيلي لـغزة عام 1965.
يقول سليم الزعنون -وهو أحد المؤسسين- إن تلك التجربة القصيرة كانت هي نقطة البداية، حيث اجتمع نحو 12 شخصا من أعضاء جبهة المقاومة الشعبية في غزة ووضعوا خطة لتنظيم جبهة في فلسطين.
وكانت فتح هي الصورة النهائية لذلك التنظيم عام 1961 نتيجة -كما يقول صلاح خلف- لتوحيد معظم المنظمات الفلسطينية الـ35 أو الأربعين التي كانت قد نشأت في أكثر من بلد خليجي.
ومن أبرز مؤسسي الحركة ياسر عرفات وخليل الوزير وسليم الزعنون ويوسف عميرة وعبد الله الدنان وعادل عبد الكريم ويوسف النجار وكمال عدوان وعبد الفتاح إسماعيل ومحمود عباس.
التوجه الأيديولوجي
انطلقت الحركة من خلفية وطنية تحررية تسعى لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وقد هيمن عليها في العقدين الأخيرين توجه يغلب عليه يسار الوسط.
تؤكد الحركة في مبادئها على أن فلسطين جزء من الوطن العربي، وأن الشعب الفلسطيني جزء من الأمة العربية، وكفاحه جزء من كفاحها، وأن الشعب الفلسطيني ذو شخصية مستقلة، وصاحب الحق في تقرير مصيره، وله السيادة المطلقة على جميع أراضيه.
كانت تعتبر المشاريع والاتفاقات والقرارات التي تصدر عن هيئة الأمم المتحدة أو غيرها من الهيئات أو الدول في شأن فلسطين باطلة ومرفوضة، إذ كانت تهدر حق الشعب الفلسطيني في وطنه، وتعد الصهيونية حركة عنصرية استعمارية عدوانية في الفكر والأهداف والتنظيم والأسلوب.
المسار السياسي
بنت الحركة جناحها العسكري "العاصفة" في كل من الجزائر (1962) وسوريا (1964) وتوسعت إلى مئات الخلايا على أطراف إسرائيل في الضفة الغربية وغزة وبمخيمات اللاجئين في سوريا ولبنان وغيرها من البلدان، وبدأ كفاحها المسلح عام 1965 واستمرت في نشاطها العسكري على الرغم من الطوق الذي كانت تفرضه عليها الدول المجاورة لإسرائيل.
وفي نهاية عام 1966 ومطلع عام 1967 ازدادت العمليات العسكرية التي كانت تنفذها العاصفة-الجناح العسكري للحركة، وقد اضطلع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وقتها بتدعيم جهاز فتح السري وتوسيعه، وبناء الخلايا العسكرية الجديدة في الضفة الغربية.
ونتيجة لظهور حركة فتح وتوسعها اندمج فيها العديد من التنظيمات الفلسطينية الصغيرة كمنظمة طلائع الفداء تحرير فلسطين (فرقة خالد بن الوليد) في 7 سبتمبر/أيلول 1968، وجبهة التحرير الوطني الفلسطيني في 13 سبتمبر/أيلول 1968، وجبهة ثوار فلسطين في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 1968، وقوات الجهاد المقدس في 12 يونيو/حزيران 1969، وأصبحت قوات "العاصفة" تمثل جميع هذه المنظمات.
حصلت الحركة في الانتخابات التشريعية في 20 يناير/كانون الثاني 1996 على الأغلبية البرلمانية بـ55 مقعدا من أصل 88، وفي الانتخابات التشريعية في 25 يناير/كانون الثاني 2006 حصلت حركة حماس على الأغلبية البرلمانية، لكن حركة فتح احتفظت بالرئاسة الفلسطينية.
وقد أظهرت نتائج انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري في المؤتمر العام السادس في أغسطس/آب 2009 حاجة ملحة ورغبة مكبوتة إلى بروز جيل قيادي جديد بالحركة.
وفي يونيو/حزيران 2011 فصلت الحركة من عضويتها محمد دحلان، وأحيل إلى القضاء بتهم جنائية ومالية، وذلك بسبب اتهام أجهزة الحركة له "بالمس بالأمن القومي الفلسطيني والثراء الفاحش والتآمر"، وجاء ذلك على خلفية خلاف حاد بينه وبين الرئيس الفلسطيني عباس.
وعقدت حركة فتح مؤتمرها السابع يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 واستمر خمسة أيام بحضور فصائل فلسطينية، من بينها حركة حماس والجهاد الإسلامي.
وانتخب أثناء المؤتمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس قائدا عاما لحركة فتح بالتزكية، وأعلن عن تعيين ثلاثة من قادة الحركة التاريخيين، وهم فاروق القدومي وأبو ماهر غنيم وسليم الزعنون أعضاء شرف دائمين في اللجنة المركزية.
كما تم في المؤتمر السابع انتخاب أعضاء اللجنة المركزية للحركة ومجلسها الثوري، وأقر المؤتمر عند اختتامه مقترحا قدمه الرئيس عباس يرتكز على "التمسك بالسلام"، لمناقشته كبرنامج سياسي للحركة.